2017/12/24

بحث

ينطلق البحث العلمي والفلسفي من أسئلة ليتم الوصول الى الاجابة بعد سلوك أحد مناهج البحث العلمي ... بينما ينطلق صاحب الأيدولوجيا من الاجابة التي هي حاضره لديه مسبقا ليبحث عن أسئلة أو مبررات لهذه الاجابة ... في الأوساط الأكاديمية المحترمة من ثبت عليه هذا التدليس يوصم ولا يتم الرجوع او الاستشهاد بأي من أبحاثه مهما كان عالما ... ان دستور العلماء في كل العلوم الطبيعية منها والانسانية هي تلك القاعدة الذهبية التي تقول (ان كنت ناقلا فالصحة .. وإن كنت مدعيا فالدليل) ... غير ذلك هو مجرد هراء يلبس رداء العلم !!!





ي.أ

2017/12/20

التنمية

اصطلحت هيئة الأمم المتحدة عام 1956 على تعريف التنمية بأنها "العمليات التى بمقتضاها توجه الجهود لكل من الأهالي والحكومة بتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات المحلية لمساعدتها على الاندماج في حياة الأمم والإسهام في تقدمها بأفضل ما يمكن".

من خصائص هذا التعريف:

1- التنمية تتم عبر عمليات لا بد من هندستها وتعريفها وقوننتها.
2- التنمية عملية مستمرة وشاملة للاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
3- يشترك في التنمية القطاع العام والخاص.
4- هدف التنمية التغيير للأحسن لذلك لابد من دراسة وتحديد الأحسن.
5- التغيير يجب ان يواكب ما يحدث في العالم ويتفاعل معه.

ي.أ

2017/12/18

فرق

عندهم يشغل الفرد منهم منصب رئيس دولة او رئيس وزراء او وزيرا ... يقضي مدته القانونية ... ما يتبقى من هذه الفترة سطر في سيرته الذاتية ثم ينطلق ليخدم أمته وشعبه في موقع آخر ... بلا اي ضجيج ولا صخب.

عندنا من اشتغل رئيسا لقسم في مؤسسة مغمورة لا يرضى ترك هذا المنصب الا إذا أجبر على ذلك ... واذا نوقش في ذلك زعم أنه هو الشعب والشعب هو .. وأنا نجاح وحياة هذه المؤسسة او الوزارة او الدولة رهينة ببقائه ... وأن كل العالم يتآمر عليه لأنه يهددهم بنجاحاته الباهرة.

الفرق بين العقليتين والنفسيتين هو ملخص الهوة بيننا وبينهم ... هو يشتغلون وينفعون وينتفعون ... ونحن نقضي أعمارنا في صراعات وهمية لارضاء رعونات أنفسنا وسخافات مرضانا ... ولن يتغير الحال ما لم نتغير !!!

ي.أ

2017/12/17

أدوات

عندما نتكلم على ضرورة امتلاك الأدوات الضرورية للانجاز في هذا العصر يتبادر الى ذهن الكثيرين الأدوات المادية كالحاسوب والهاتف الذكي وغيرها ... وهي أدوات مهمة ولكنها ليست الأهم ... كثيرة هي الأدوات التي لا نعيرها اهتماما بينما أهميتها تفوق ما سبق بمراحل ... اليك هذه الأدوات :
- تنظيم الوقت.
- التخصص.
- تحديد الأوليات.
- العمل الجماعي والمؤسسي.
- القدرة على التفكيك والتحليل.
- القدرة على بناء مناظير شاملة للمشكلة.

هذه المهارات لابد من توافرها لكل من أراد النجاح .. وبغيرها ستكون كل الامكانيات الأخرى بلا أي فائدة !!!

ي.أ

2017/12/13

الفرق بين المعلومة والحكمة

عندما تخبر إنسانا فقد بصره أنه يمكن أن يقع في حفرة في أي لحظة تكون قد أخبرته بحقيقة لاجدال فيها ... اما عندما تخبره بأن من فقد نعمة البصر يمتلك قدرات أخرى كثيرة وذهن أكثر صفاء يمكن أن يستفيد منه في مجالات عده تكون قد أخبرته أيضا بحقيقة ... الفرق بين الحقيقتين أن الأولى لا تفيده بل غالبا ما تحزنه اما الحقيقة الثانية فهي ستسره وتفيده ليحاول التعرف على قدراته أكثر ... في الحالتين لم نكذب ولم نتجاوز الحقائق ... ولكن هذا المثال يبين لنا الفرق بين المعلومة والحكمة التي تعني توظيف المعلومه الصحيحة في الوقت والمكان الصحيحين لتكون نافعة ... كثيرون منا يراكمون المعلومات والمعارف ولكن أقل من القليل هم الحكماء ... اللهم اجعلنا منهم !!!!
ي.أ

2017/12/08

مهرجان السكارى

الجامع بين كل تلك المواقف الغبيه التي تصدر من القادة العرب على مدى عقود متطاولة هو تركز كامل السياسة على شخصيات الرؤساء والملوك والعروش ... في سبيل ذلك الكل مستعد لبيع الكل ... لا قضية موحدة ولا تخطيط شامل وانما مجرد ارتجالات غبية هنا وهناك لا تخرج من هذا الاطار ... كل من تعامل مع العرب فهم ذلك ... يقال ان كسنجر هو صاحب نظرية ان العرب لا زالوا يعيشون منطق الخيمة وشيخ النجع ... فلا تضع وقتك في الحديث مع الزعماء او المشائخ او المستشارين بل اذهب مباشرة لشيخ النجع وما يقرره هو سيطبقه البقية ... كما ان احد قادة الاسرائيليين هو صاحب تلك النظرية العجيبة والصحيحة في وصف العرب عندما قال ان العربي كلول قصير النفس تستطيع ان تأخذ منه عن طريق مسارات المفاوضات الطويلة ما لم تأخذه من في ساحة الحرب ... ان الاعداء هم أفضل من يشخص طبائع عدوهم ... وتلك حقيقتنا ... ولن يتغير حالنا ما لم يتغير كل هذا النمط المتخلف في التعاطي مع الواقع ... العالم يرتكز على الخطط الطويلة المدى والدراسات العلمية التي يبنون عليها هذه الخطط ... ولا زلنا نحن ننتظر المخلص ويقتل بعضنا بعضا بلا أي سبب منطقي ... يبدوا حالنا لأي مراقب خارجي كحفلة يقيمها مجموعة من السكاري في ظلام دامس ... ولك أن تتصور النتائج متى أشرق ضؤ الصباح!!!!

ي.أ

2017/12/07

أعن الظالم قبل المظلوم !!!

أكثر ما يدعوا للتفكر أن تجد ذا أيدولوجيا قومية يزري على أصحاب الايدولوجيات الدينية أو العكس ... الايدولوجيا هنا يقصد بها ذلك الاطار النظري الذي يحكم كامل تفكيرنا ونظرنا للأمور ويجعلنا نوالي ونعادي على اساسها بدون أدنى نظر ... ليس الكلام حول من يحب بلده او قوميته او دينه ... ولكن الكلام حول من يكون مستعدا للدفاع عن كل اخطاء قادته القوميين او شيوخ مذهبه الديني رغم كل أخطائهم وتناقضاتهم ... وهنا يبرز الفرق بين المحب والمؤدلج ... الناصري سيعتبر كل ما قام به عبدالناصراو احد تلامذته جيدا ولو كان نتيجته كارثيه ومدمرة على الأمة العربية ... ولو أحبه صدقا لانتقده ... والاخواني سيعتبر كل ما قام به أعضاء الحركة جيد ولابد ان يكون منطلقا ومن صميم السياسة الشرعية المسددة بالوحي ولو كانت النتائج تناقض مبادئ الشريعة نفسها ... علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو العربي المحب للعرب وأكمل المسلمين اسلاما أن ننصرأخانا (القومي او الديني) ظالما أو مظلوما ... وعندنا سئل عن إعانة الظالم بين ان اعانته تكون بمنعه من الظلم ... لا أعتقد بوجود فهم أرقى من هذا التوجيه للتعامل مع الجميع ... المعيار هو رفع الظلم والخطأ لا مجرد الانسياق مع القطيع ... عندما نخرج من نمط التطبيل والتصفيق ستستقيم كثير من المفاهيم في أدمغتنا ... وبغير ذلك سنستمر في حروب التعصبات الى مالانهاية !!!!
ي.أ

2017/12/02

2017/12/01

الى متخصصي تقنية المعلومات


عندما تغيب الفلسفة والمنظور الشامل لأي مجال معرفي تبدأ الأساطير والأوهام في النشؤ وان غلفت أحيانا بكثير من المصطلحات والترويج الدعائي المبني فقط على ابهار المتلقي بدون أي عمق ... في مجال تقنية المعلومات يغرق البعض في التفاصيل التقنية وتسمياتها وتطورها المتسارع ولغات البرمجة وتقنيات قواعد البيانات وغيرها ، وقد غاب عنه تماما أن كل التقنيات ماهي إلا مجرد أدوات لدعم البشر ... وأن غياب هذا الفهم يجعل كل ما تقوم به مجرد ألعاب صبيانية مهما كانت حديثة ... بل ربما كان الافراط في الحرص على الترويج لكل جديد عيبا وليست ميزة ... ستبدو سخيفا جدا عندما تريد شراء سيارة فيراري لتقوم بقيادتها على طرقنا المهترئة ... يخبرنا التاريخ ان امبراطور الحبشة عندما زار أوربا أعجبته تقنية الاعدام بالكرسي الكهربائي وأحضر معه أحدها الى بلاده ليكتشف عند وصوله أن الحبشة لايوجد بها كهرباء أصلا في ذلك الوقت ، يقال انه اتخذه بعد ذلك كرسيا للعرش يجلس عليه ... الانطلاق من المشاكل المحلية وفهمها وتحليلها ثم وضع الحلول لها أجدى من كل هذا الاستعراض الفارغ ... التقنيات بلا فهم مجرد هراء ... تواضعوا يرحمكم الله !!!!
ي.أ


2017/11/25

شجاعة

السبب الحقيقي لمعظم التحيزات الخاطئة والتشنج في نصرة هذه التحيزات ليس سببا عقليا يمكن مناقشته وتغييره بالحجة والبرهان ... بل مرده الى جبن أصحابه ... فكل من تبنى رأيا أو مذهبا يعتبر ان نقده او التخلي عنه هو هزيمة شخصية له ولا يتنازل غالبا من هذا المنظور ... ولو علم هذا المسكين أن الاعتراف بالحق خير من التمادي في الباطل لما كان هذا حالنا في كثير من المجالات ... الحرية والشجاعة وجهان لعملة واحدة !!!

ي.أ

2017/11/22

دستور العلماء

السلوك العلمي (Scientific attitude) هو جانب مهم جدا في صياغة عقل الشخص الذي يريد النجاح في التخصصات العلمية المختلفة ، وأهم ما يميز هذه العقلية هو التالي:
1- العقلية العلمية: يؤمن العالم أو الباحث بأن كل ما يحدث في هذا العالم هو نتيجة لعلة أو سبب (Causality Law).
2- الفضول: الاستمرار بطرح الأسئلة حتى تلك التي يعتبرها الأخرون بدهية أو تافهة والبحث الجاد عن اجابة لهذه الأسئلة.
3- الموضوعية: الباحث العلمي يكون موضوعيا اذا لم يسمح لمشاعره وتحيزاته بأن تؤثر في جمعه للمعلومات وتحليلها واستخلاص النتائج منها.
4- النقد: يؤسس الباحث اقتراحاته وتفسيراته ونتائجه على البراهين الحقيقية ذات الأصول العلمية لا مجرد التخمينات او الانطباعات او شهرة الرأي أو القائل، ويحاول برهنة كل ما يعتقد بغض النظر عما سبق.
5- الانفتاح: يستمع العالم ويحترم آراء وأفكار الآخرين ، ويتقبل النقد ، ويمتلك لياقة تغيير آرائه متى اقتنع بعكسها.
6- الابتكار: يعد فترة معينه من البحث والدرس يستطيع الباحث توليد أفكار جديدة وأصيلة تساهم في اثراء مجاله البحثي والمعرفة الانسانية.
7- المثابرة: الباحث الناجح هو الذي يستمر في التعبير عن آرائه وقناعاته وطرح أفكار جديدة حتى ان مر بتجارب فاشلة وبدون خوف من النقد والتقييم.
8- الصدق والأمانة : الباحث الجيد يحترم الحقيقة ويسعى اليها ولا يخفي المعلومات والحقائق لأي سبب.
9- التواضع: على العالم أن يعترف بأنه ليس معصوما عن ارتكاب الأخطاء، وأنه لا مدين في كل انجازاته لجهود الكثيرين ممن سبقه ونصائح العديد من الزملاء والمهتمين.
10- المسؤولية: يسعى الباحث للمساهمة الفعالة في كل ما يكلف به من أعمال وأن يكون شريكا فعالا في كل المشاريع التي ينخرط فيها ، يسعى دائما الى انجاز كل ذلك في الوقت المحدد وبأعلى المعايير الممكنة.
.
ي.أ

2017/11/12

خدعة

خدعة مواقع التواصل الكبرى أنها تصوغ أفكارنا عبر حصارنا بمجموعة من الاصدقاء الافتراضيين الذين ربما يتبادلون نفس الافكار فتكون النتيجة هو الانخراط اللاواعي في حزب فيسبوكي ونبدأ في التحيز لهذا العقل الجمعي لا اراديا ... اعرف كثيرين وأستغرب من بعض مواقفهم ثم أكتشف انه نتيجة هذا التجمع الافتراضي ... راقبوا خياراتكم وحاولوا كسر هذه المجاميع ولو من باب الفضول وسنكتشف عوالم كاملة كنا لا نراها !!!!
ي.أ

2017/10/21

اننا متناقضون

التفكير الناقد هو السبيل الوحيد لتنظيم الفكر وعدم الوقوع في مطب تصديق الفكرة ونقيضها معا ... فمثلا كثيرون يسبون الحكومة ويصفقون لها ... وكثيرون يؤمنون أن كل المسؤولين فاسدون ولكنهم يستميتون في أن يكون له ابن عم مسؤول ... وكثيرون يؤمنون ان العلم هو سبيل تقدم الشعوب ولكنه يسمح لابنه بأن يغش في الامتحانات ... وكثيرون يتذمرون من الوضع وعند التحقيق سنعلم أنهم أحد صناعه ... وكثيرون يفسرون كل ما سبق بغياب التدين او الوازع الاخلاقي، ولكن كثير من المتدينين شكليا لايتورعون عن أكل أموال غيرهم او ظلمهم مادامو ملتزمين بالصلاه في المسجد وترتدي نسائهم الحجاب ... الحقيقة أن كل ذلك خلل فكري أولا فعقولنا لم تتعود التصنيف للفهم، بل انها تصنف لغرض التعصب مع أو ضد، كما أننا نؤمن بحزم من الافكار بدون أي نقد ولو بسيط لها ... فدائما الشعار هو (كيف الناس لاباس)... وهو السبيل المثالي لخلق الإمعات ثم تكوين قطعان منهم ... ان التفكير المنطقي هو السلاح ضد كل هذا العبث لذلك فهو محارب من كل محتكري السلطة من الحكام ورجال الدين والتجار والاعلاميين !!!!

ي.أ

2017/10/20

التائهون بين الثورات !!!

في جلسة قصيرة مع أحد الزملاء بالأمس دار الحديث حول مسألة كثيرا ما أثرتها منذ 2011 الى اليوم وهي مسألة غياب النقد والتقييم لمسيرة ليبيا في عهد القذافي وماهي الدروس المستفادة من ذلك ... فلم تكن مشكلة القذافي يقيبنا في لون عينيه او تسريحة شعره او انتمائه القبلي او العرقي ... كان اللوم المنصب عليه هو أنه عطل قيام دولة حقيقية عبر تركز كل السلطات في شخصه ... والتقصير في بناء ليبيا في فترة ذهبية من تاريخها ربما لن تتكرر كمداخيل اقتصادية ... اما سلوكه الشخصي وهو ما ركز عليه الكثيرون في منذ 2011 الى الأول عبر الادعاء انه يهودي او انه سكير او زير نساء فتلك أمور حتى لو سلمنا بصحتها فهي لا تهم المواطن العادي اطلاقا .
.
اليوم انتبهت ان هذه الأيام هي ذكرى انتهاء القذافي ونظامه ... فترة حكم القذافي انقضت بكل ما فيها من خير وشر وسواء كنا مناصرين له أو ناقمين عليه، وسواء اكتشفنا حسنه او قبحه بعد موته ... فالتاريخ لا يرجع الى الوراء ... واستخدام تقنية الشماته او المعايرة لن يرجع الزمان الى الخلف كما انه لن يسهم في بناء أي شئ حاضرا او مستقبلا ... لكن مشكلة هذه الفترة انها ستظل كغيرها من الفترات التي مرت بها بلادنا مجرد سنوات تعد ولكنها تظل مجرد فجوة زمنية بالنسبة للتاريخ الحقيقي الذي يتجاوز سرد الاحداث الى فهم الأسباب والعلل ويشخص المشاكل ويحاول الاسهام في وضع الحلول ... وستنقضي ايضا ايام ثورة فبراير وتلحق بباقي الحقب قبلها بدون مراكمة أي خبرات يستفيد منها من سيأتي بعدنا ... يبدوا أننا نستمتع بالعيش بلا هدف على مستوى الأفراد والجماعات أيضا ... لذلك سنظل في تيهنا الى ما لا نهاية ... ان ما يميز المجتمعات الحية ليس كمالها أو خلوها من الأخطاء ولكن ما يميزها هو القدرة على تشخيص مشاكلها وامتلاك شجاعة الاعتراف بيها لا ليسجل هذا الاعتراف نقاطا تحسب لصالح فلان او ضده بل لتكون منطلاقا لايجاد الحلول لهذه المشاكل ... لو رجعنا لبعض كتب التاريخ والحوليات لرأينا تقلد عشرات الأشخاص لمنصب الحاكم في بلادنا ... وما مر بنا من حكام وساسة سيتحولون الى شخصيات من هذا القبيل بعد سنوات قليلة أيضا ... ذهبت أمجادهم وأموالهم وعلاقاتهم وتحالفاتهم وأبقوا التخلف والفوضى والجهل المركب لتكون النتيجة مجتمعات بائسة تعيش متطفلة على هامش التاريخ في كل شئ !!!!

ي.أ

2017/10/19

نوستالجيا

النوستالجيا هي حالة نفسية ومزاجية تعني حب شديد للعصور الماضية بشخصياتها واحداثها ... ربما بدون أي مبرر منطقي ولكن مجرد هروب من واقع سيئ الى اوقات نفترض جودتها لأنها مضت ولا سبيل لقياس جودتها او بؤسها حاليا ... لذلك الامر سهل جدا ولا تبعات فيه ... فكلما مررنا بأزمة رأيت أناسا يتباكون على ايام القذافي الجميلة مع أنهم كانوا يلعنونها ... وكلما رأينا ما لا يعجبنا من جيل اليوم قلنا ما أجمل أيام أبائنا وأجدادنا مع أن كثيرين منهم كانوا يسلكون مسالك لا نرضاها ... وعندما نفشل في مواجهة تحديات عصرنا ترحمنا على ايام ازدهار الحضارة الاسلامية الزاهية مع ان فيها كثيرا من الظلم والعذابات والعبودية ... وعندما نريد استلهام نموذج فكري رجعنا الى أيام السلف الصالح مع ان كثيرين منهم قتل بعضهم بعضا لأسباب دنيوية ... نصيحة لي ولكم حاولوا ان تنسوا الماضي ولنخطط للمستقبل ... أو على الأقل فلنرجع اليه بموضوعية لا بنظرات مجتزأة تلمّع الحسن فيه وتتغافل عن كل المساوئ والعيوب !!!!!
ي.أ

2017/10/18

كائنات مرعبة

من مساوئ زمننا وما فيه من أدوات (التواصل/التقاطع) أنها زادت الفجوة بين الأجيال بشكل غير مسبوق في تاريخ البشر، مما يهدد كامل الهوية البشرية ويضرب أهم خصائصها وهي نقل الخبرات والتجارب بين الأجيال ... لقد بدأنا نرى أجيالا لا تعرف عن واقعها وتاريخها الذي أنتج هذا الواقع أي شئ ، بل ربما نظرت إلى هذه الأمور بشئ من السخرية و التعالي ... فهي أجيال لا ارتباط لها بحكايا الأجداد والجدات ... لم تسمع مطلقا حكايات (حديدان والغولة) ولم تتعرف على شخصية (ام بسيسي سيسية أم كريع ملوية)، ولم يقل لها أحد أن (بوك شيشبان طاح في البرمة ما بان) ... ولم تسمع من المواقف والحكايات التي مر بها أسلافها أي شئ، فهي لم يقل لها أن أحد أجدادها انتقل الى العيش هنا نظرا لخصومته مع جار قديم، ولم تعلم أن أحد أعمام جدها كان شاعرا مثلا او شيخا او موظفا كبيرا... كما أنها لا تعرف الارتباطات العائلية والقبلية ولا تجهد نفسها في معرفتها فلا يعني لها شيئا اي اسم تسمعه رغم وجود بعض القرابة القديمة أو النسب بينهم ... هي لم تقرأ شيئا في كتب التراث ولا علومه ولم تحفظ أن فرائض الوضوء هي (وجهي وايديا وراسي ورجليا والفور والدلك والنية) ... كما انها لا تفقه كثيرا في أسباب المناسبات الدينيه والاجتماعية وأسبابها وارتباطاتها.
.
سيتسائل البعض ولكن ما نفع كل هذا الهراء وحق له أن يتساءل ... فنحن لا ندعوا ان يستغرق الانسان كل وقته في هذه الأمور ... ما نريده فقط هو القليل الذي يكسب أبناءنا طعما ولونا ، ويجعل منهم أكثر ذكاءا في التعامل مع محيطهم، وأقدر على التواصل مع بني جنسهم ومحيطهم وبلدهم ... كما أنه يزودهم بكمية من التجارب والتصورات والقيم ويدرب أذهانهم على الربط والتحليل والاستنتاج.
.
تحدثوا الى أبنائكم يرحمكم الله ، فهذا النمط المغلق المتجاهل لكل شئ إلا ما يحيط بنا من ماديات تنتج أجيالا باردة كئيبة لا تدرك من هذه الدنيا الا اسباب المتعة والاستهلاك التي تغرق فيها هربا من حقيقة جهلها وسطحيتها وخوائها العاطفي والفكري ... تحدثوا الى أبناءكم لنمنع انتاج هذا النمط من الكائنات المرعبة !!!!!
.
ي.أ

2017/10/11

تائهون تائهون

من قرون عديدة رأينا حكاما أشكالا وألوانا ... حكمنا البعض باسم الخلافة الاسلامية ... وحكمنا البعض لأنه مغامر استولى على الحكم بطرق بهلوانية ... وحكما ملوك وأبناء عائلات عريقة ... وحكمنا شذاذ الآفاق ومن لا يعرف أصله ... وحكمنا أجانب مستعمرون ... وحكمنا من رفع شعار الجهاد ومحاربة المستعمر ... وحكمنا من رفع شعار الدولة الوطنية ... وحكمنا عسكريون ومدنيون ... مع كل حاكم من هؤلاء نجد من صفق وهلل وكبر وظن أن القادم أفضل مما مضى ... وفي أغلب المرات كان القادم أسوأ ... يتكرر المشهد مرات ومرات عبر تاريخنا ... ويتكرر الفشل ... ويتكرر التصفيق للقادم بدافع محاولة الخروج من المأزق عبر انتظار المخلص ... يبدو أننا لم نتعلم من الأمم من حولنا التي خرجت من هذا النمط المستحيل والتعويل على القدر في ايجاد حاكم جيد ... تلك الشعوب عندما امتلكت وعيها بدلت المعادلة ... وبدأت هي في صناعة الحاكم الجيد والعادل عبر تبديل الفرد بمؤسسة وآليات المراقبة والمحاسبة فأصبح كل حكامها عادلين جيدين والا وجدوا أنفسهم في المحاكم ... بينما لازلنا نحن نتظر خروج المهدي من سردابة ... والكارثة اذا اكتشفنا أن لا وجود لمهدي ولا حتى سرداب ... اننا تائهون !!!!

ي.أ

2017/10/09

مجتمع محنط

برجوع بسيط لقصص علي مصطفى المصراتي في الخمسينات ... او مقالات الصادق النيهوم في الستينات ... او رسومات الزواوي في السبعينات ... سنكتشف ببساطة أن العقلية الليبية كما هي منذ ستين عاما ... ربما التغير الوحيد هو في بعض الماديات والتي غالبا لا نجيد استخدمها هي كذلك ... انه التحنط العقلي وعدم القدرة على الانجاز في أي شئ ... اما اليوم فالاتجاه هو الامعان في الرجوع للخلف عبر تبني واحياء خلافات دينية ومذهبية او تعصبات عرقية وجهوية وقبلية تجاوزتها معظم دول العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ... اننا نبدأ مما انتهى الاخرون من عشرات السنين ... ونحن فرحون جدا بهذا الوضع الذي يجعل منا مجرد كائنات مستهلكة على هامش التاريخ أو خارجه أصلا !!!!
ي.أ

2017/10/07

وجبات سريعة

اسخف وأرقع النقاشات حول فكر شخص أن يأتي شخص متسرع ليركز على مقوله او فكرة ويبدأ في نقدها او تجريمها ... ثم يطلق حكما بعد فحص جزء واحد من بناء عظيم معقد... تلك هي الموضة الشائعة في زمن السوشيال ميديا والاخبار السريعة ... عدم روية كامل المشهد وعدم الغوص واتعاب النفس في فهم الأفكار الكلية والأهداف البعيدة ... ان الوجبات السريعة للعقل تماما كالوجبات السريعة للمعدة قد تكون لذيذة ولكنها ضارة جدا !!!

ي.أ

2017/10/03

( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ).

يقول المتخصصون في الفلسفة ان أمريكا لم ينشأ فيها أي تفكير فلسفي الا الفلسفة البراغماتية ... وهي الفلسفة النفعية التي تقول أن معيار صحة الفكرة هو مقدار مفعها والاستفادة منها ...ثم تم حصر هذا النفع فيهم هم كأمريكان ... لذلك فهم لا يفهمون كثيرا لغة الدين الأخلاق والحقوق والأدب والمدح والذم والشتم والأصول والقبائل والأجداد والأساطير... كلها لا تعني لهم شيئا ... ببساطة الأمريكي مادة محضة ... ويريدون تحويل العالم الى مادة أيضا ... مجرد مادة يتم استخدامها وفق قوالب وأنماط محددة ... وهم الى الآن ناجحون في ذلك عبر تفكيك كل المنظومات التي تعارض ذلك ... الحلم الامريكي هو تحويل العالم الى سوق كبيرة ... وقاعدة بيانات كبيرة ... وتحويل كل العمليات الى عمليات محددة ومعرفة ومحسوبة ومنمطة ... واختزال كل العالم في مجموعة أرقام مخزنة في غابة من الحواسيب ... المتابع لعالم التقنية والحواسيب سيفهم تماما ما أقول ... اننا في زمن محاربة أي منظومة قيمية أو أخلاقية ... ما يحدث للاسلام اليوم هو جوهر ما قاله صمويل هنتنجتون في كتابه صراع الحضارات عندما قسم العالم الى ست أو سبع حضارات ، وقال ان مشكلة الحضارة الغربية اليوم تتمثل في حضارتين هما الحضارة الصفراء (الصين) والحضارة الخضراء (الاسلام) .. وحدد تماما مشكلتهم مع هذه الحضارات ... وهو وجود نظام قيمي يعارض مشروع الهيمنة الغربي ... وقال ان هاتين الحضارتين وحدهما هما من يتبنيان مسألة الاستفادة من الحضارة المادية الغربية مع الاحتفاظ بنظامهم القيمي والاخلاقي المستند الى الدين او حتى الهوية الحضارية ... ويجب أن تنشأ على أطراف هذه الحضارات حروب دامية مستمرة لاستنزافها لتذعن أخيرا للدين العالمي الجديد (المادة والمادة فقط) !!!!
.
ي.أ

2017/10/02

قليل من التاريخ المعاد باختصار

يقال أن الترجمة الصحيحة للعلمانية هي (الدنيوية) ... لما ضاق الناس في أوربا ذرعا بدول دينية إكليريكة تدعي النيابة عن الله وتحكم الناس بهذا المفهوم بعد أن قام التحالف بين سلطتي البابا والملوك وصار ينصبهم باسم الرب ... رأى مفكروهم أن الدين بهذا المفهوم بلاء مستطير ولا بد من ابعاده عن حياة الناس وسياستهم وحكمهم ... فقالوا بضرورة حكم من نوع جديد يتأسس على العقد الاجتماعي الذي يكون فيه الناس هم من يفوضون الحاكم للحكم وينزعونه منه متى شاءوا بدون الدخول في أبعاد دينيه مقدسة وهذا ما انتج العلمانية ... بعد ذلك ومع تغول الرأسمالية وشيوع دين خفي هو السوق وقيمه ، بدأ يظهر ما يسمى العلمانية الشاملة اي فصل الانسان عن كامل منظومة القيم المستندة غالبا على الدين وجعله لا منتمي لأي منها ... وتحويله الى مادة وترس في آلة السوق والاستهلاك الضخمة ... الغريب أن هذا المسار التاريخي الذي مر به الغرب يرد منا تكراره اليوم بعد أن تجاوزته تلك المجتمعات بداية من صنع الحركات الاسلامية المعاصرة في المئة سنة الأخيرة ومحاولة وصولها الى الحكم ... وهذا ما بدأت آثاره تظهر للعيان اليوم ... كل هذا الضجيج من الحركات الاسلامية وتولد حركات عنيفة والضخ الاعلامي والفكري ضدها سيجعل الناس والشباب يبتعدون عن الدين والمطالبة بابعاد الدين عن السياسة ... هذا المسار مع انه معروف ومرصود ومرت به مجتمعات قبلنا فإننا لم نستفد منه ولم نقرأ ونتدبر ... ولعل ذلك من تجليات قول الصداق المصدوق صلى الله عليه وسلم (( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ )) [ متفق عليه ] !!!

2017/09/28

بين العقلي والعاطفي

ليست القضية أن تنتمى لهذا المذهب أو الحزب او الجماعة وترى أن خيارك صحيحا ... فذلك موجود مرصود على طول الزمان ... فلو نبشت أي فكرة او مذهب او فرقة لوجدت لها من النزاعات والمخازي ما الله به عليم لأن الحاملين لهذه الفكرة هم بشر ضعفاء يعتريهم كل تناقضات البشر وخلافاتهم وعنادهم وحسدهم ... كما ستجد لهم ايضا صفحات ناصعة البياض ... ان القضية الأهم من مجرد الانتماء او رفع الشعار هي هل أنت متسامح مع غيرك قابل لوجود مخالفيك أم أنت من عتاة المتعصبين الذين لا يرون الحق الا معهم وينظرون بعين الازدراء والحقد والكره لغيرهم ... ان يقتنع فكرك بشئ ذلك حقك الطبيعي وهو ما يميز كل العاقلين أما ان يمتلئ قلبك غلا وبغضا لعباد الله فتلك منقصة لا تليق ... وكم هي كثيرة مشاكلنا الصادرة عن خلط العقلي بالانفعالي العاطفي !!!!!
ي.أ

2017/09/24

عندما تنقلب الفكرة الى صنم

يمتاز عالمنا المعاصر بسرعة الاتصال التي أدت الى سرعة تناقل الأفكار ووجهات النظر والرؤى وكل ما يختلج في أعماقنا ككائنات عاقلة ... سنجد أفكارا متنوعة ووجهات نظر يصل الخلاف بينها حد التناقض ... نعجب ببعضها ونختلف من بعضها الاخر ، كما لا نستطيع فهم كثير منها لأنها تتجاوز قدرات فهمنا أو فنوننا وتخصصاتنا العلمية ، لكن يضل اطلاعنا عليها أحد روافد ثقافتنا التي تتشكل عبر التقاط كل ما يجري حولنا من احداث او إعمال فكرنا في كمية المعلومات المتحصلة عندنا عبر الربط بينها واستخراج الكامن في بطونها عبر عمليات القياس والمقارنه والاستنتاج.

في هذا الخضم الواسع جميل أن نحدد أهدافا او نسعى لتطبيق فكرة أعجبنا مضمونها او اكتشفنا نبل مغزاها وفائدة تطبيقها ، الا أن بعضنا للأسف يصبح أسيرا لهذه الفكره او ذلك التوجه فتكون هي الاطار الذي يوجه كامل نشاطه العقلي وتصبح هي النافذة الوحيدة التي ينظر عبرها الى كل شئ ... عادة ما تعرف هذه الافكار المهيمنة بالأيدولوجيا والتي يترجمها كثيرون ترجمه حرفيا (بعلم الافكار) ولكنها في الحقيقة هي مجموعة من الافكار المحدده التي تصوغ نظره الانسان في مجال ما وان اشتهر المصطلح في المجالات السياسية والاقتصادية وربما الدينيه ... ولكن الامر أعم من ذلك بالتأكيد.
مشكلة هذا النمط في التعاطي مع الافكار هو اعتبار ما تم اعتناقه من ايدولوجيا حقيقة مطلقة ، ثم محاولة لي أعناق ما عداها ليوافقها او رفضه ان لم نستطع ان نجد له مسوغا بأي وجه ... وهذا يقودنا حتما الى تعسف شديد نراه من اصحاب المذاهب والايدولوجيات ، فكل ما نراه من خلافات وحروب ، قبل أن توجد على الارض كانت في الاصل حروبا فكرية لطرفي النزاع فيها ، حيث نرى الطرفين يصدران عن أيدولوجيات مغلقة تحتكر الحقيقة وتجرم او تكفر المخالف لها وما أسهل اللجوء الى الحرب والقتل بعد ذلك متى امتلكنا المبرر الفكري والاخلاقي لهذا الفعل.
قديما قال بعض العقلاء من اتسع علمه قل انكاره ، وتلك حقيقة برهانها الواقع وسجلات التاريخ ، فمتى كان المنظر لمذهب او رأي عالما انسانيا عارفا بأحوال الناس واختلاف انظارهم كلما كان انتاجه متسامحا مع غيره قابلا للأخذ والرد ... وكلما كان ذلك المنظر ضحل العلم قليل الخبرة بأحوال المجتمعات والامم كلما كانت نظراته ضيقة وتسامحه قليل وادعاءه الحسم والوقوع على الحل الجذري والنهائي لمشكلات الناس مرتفعا ومبالغا فيه.
ان الحياة اكبر ولا شك من عقل عالم مهما اتسع ومن نظرية منظر مهما كان متبحرا ، فالحياه هي الوعاء الجامع لتجارب البشر ومحاولاتهم الخجولة لادراك الحقائق وتفسير الوقائع ، فلينظر كل منا الى رأيه او أيدولوجيته على أنها محاوله متواضعه لادراك الحق يشوبها بكل تأكيد ما يشوب تفكير البشر من غفله وقصور ونقص وانها تزداد غنا ونضوجا برأي غيره وتصويبه وتصحيحه ، والا فالويل كل الويل لنا من أنفسنا وادعائنا إدراك الحق المطلق فذلك لا يليق الا بالحق عز وجل ومن نازعه ذلك كان حقيقا أن يضل ويضل غيره ، وما نكبات أمتنا اليوم الا نتاج هذا الزلل والخطأ وادعاء الأقزام علما وفقها وتزكية أنهم يمثلون الحق وهم أبعد الخلق عنه !!!!!
ي.أ

2017/09/22

جزاءا وفاقا

المجتمعات المهترئة يرتفع فيها الشخص بعدد الأقنعة التي يرتديها ومراكمة أنواعا من الصفاقات والسخافات لا يحسنها الا الشطار والفالحين في هذه البيئات الآسنة ... يرتفعون بالكذب وقلة الحياء ... لذلك فهي جديرة بكل ما يحصل فيها من نكبات ... فمن رضي وبارك سيادة هؤلاء مكانه الطبيعي هو الجحيم !!!
ي.أ

2017/09/17

الجهل والخوف

من جهل شيئا عاداه ... لذلك الجاهل مرعوب من كل شئ ... مرعوب من قوى الطبيعة التي يجهلها ... وخائف من التغيرر لانه مخالف لمألوفاته ... ويخاف من الاخر لانه لا يعرفه ... يتصور ان الكون كله ضده وأن الشياطين تتآمر عليه لجهله ايضا بقيمته وموقعه في هذا العالم الكبير والمتنوع بشكل غير مسبوق ... تراه يكيل التهم للكل فكلهم يريدون إيذائه وكلهم يطمعون في خيراته وكلهم يريدون تحطيم معتقداته وكلهم يريدون سلب هويته ... الغريب انه يجهل انهم لا يدرون بوجوده أساسا !!!!
ي.أ

2017/09/15

الجاهل كالساعة المليئة بالأوساخ

في نفاش مع صديق اليوم كان الكلام حول العادات والتقاليد المجتمعية وعلاقتها بواقعها التي نشأت فيه وكيف يمكن أن تكون مجرد حمل ثقيل متى تجاوزت زمانها كما يحدث معنا في كثير من الحالات ... فمثلا في أزمنة الجوع والعوز كان من علامات السخاء واكرام الضيف ان تقدم له وجبة مغذية ربما لم يحصل عليها من أيام ... بينما يكون نفس السلوك لا معنى له تقريبا في أوقات يكون فيها الأكل متوفرا وربما فوق حاجة الإنسان الطبيعية ... ايضا في حالات الزواج او زيادة مولود جديد او الانتقال لبيت جديد ... غالبا ما تكون هذه الأحداث مكلفة جدا ... فلم لا يتم الاقتصار على ما يقدم فيها للزوار الذين يأتون للمباركة على شئ رمزي بدل الولائم الكبيرة والتي تكون مصاريفها مجرد زيادة ارهاق للشخص المرهق أصلا.
.
عادة ما تكون المظاهر الاستهلاكية والمباهاة فيها شائعة في المجتمعات المتخلفة والتي تنتهز هذه الفرصة لتكريس المباهاة والاسراف بدون وجود أي علاقة لما يحدث بأصل الحدث أو المناسبة ... وبذلك يقع كامل المجتمع أسيرا لعادات مضرة ترتكز على التقليد بدل استغلالها وتبسيطها لتؤدي غرضها الأصلي وهو تقريب الناس لبعضهم البعض وصلة الرحم ومشاركة الأقارب والأصدقاء في افراحهم وأحزانهم ... وهكذا تنقلب هذه المناسبات لحدث يفرق ولا يجمع ويباعد بدل ان يقرب ... وينطبق على افراده المتمسكين بالقشور والعادات بدل الجوهر والمفيد مقولة الصادق النيهوم : "أن الجاهل مثل ساعة مليئة بالأوساخ تشير عقاربها عادة إلى منتصف الليل فيما يتناول الناس إفطارهم في الصباح" ... يمكن مقارنه ما نفعله بما يفعله غيرنا في مثل هذه الاحداث لندرك كمية العقد التي نعيشها ونقيد أنفسنا بها بلا أي نفع !!!!!!

ي.أ

2017/09/13

من بعض تناقضاتنا

قبلي للنخاع ... ابناءه يعيشون في ويدروسون في ألمانيا او دبي ... يمتلك شركة لانه تحصل على وكاله توريد سلعة لان ابن عمه كان سفيرا في تلك الدولة ... يستمتع جدا بسرد بطولات وهمية لأجداده الاسطوريين ... يعتبر ابناء قبيلته هم السلالة المباركة والمنحدرة بشكل لا شك فيه من النبي صلي الله عليه وسلم وأنهم أفضل من كل القبائل الأخرى ... ويسعى لدولة المواطنة ويتشدق بالحرية والمساوة ... ولا يشعر بأي تناقض !!!!
ي.أ

2017/09/09

أمهات الفضائل

توافقت الأديان السماوية (اليهودية - المسيحية - الاسلام) على الدعوة للقيم الأساسية الكبرى اللازمة لاستقرار المجتمعات البشرية ، ولعل أشهر هذه الوصايا العظيمة للبشرية التي اتفقت فيه كل الأديان السماوية وحتى الأديان الوضعية وعقلاء البشر على مر العصور ما عرف بالوصايا العشر ، وجاءت بصيغ مختلفة ، ففي القراءن جاءت أيات سورة الأنعام موصية بالآتي :
.
﴿قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ۝151وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ۝152وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ۝153﴾.
.
وفي التراث اليهودي المسيحي كانت وصايا موسى العشر متطابقة تقريبا مع ما أرشدت اليه الايات السابقات :
- لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
- لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.
- لا تحلف باسم الهك باطلا.
- اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
- أكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
- لا تقتل.
- لا تزن.
- لا تسرق.
- لا تشهد شهادة زور.
- لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
.
فالحمد لله الذي هدى عباده لما فيه صلاح دنياهم وأخراهم.

2017/09/07

إننا غريبون جدا !؟؟!

ميزة الشقر أنهم لا يكذبون ... وميزتنا اننا لا نقرأ واذا قرأنا فلا نريد أن نصدق ... نظرية الفوضى الخلاقة مصرح بها منذ مدة ... ولكن المشكلة في حزمة الكرناف التي يتوهم كل فرد فيها بأنه يمكن أن يكون وكيلا للعم سام ، ويستميت في تقديم فروض الولاء والطاعة لمن يظن قدرته على تمكينه وتغلبه ... ناسيا أو متناسيا أنه عندما أرادوا تمكين ملازم غر من حكم بلد مترامي الاطراف مكنوه من ذلك في أيام وبدون أي معارضة تذكر ... بينما يعيش بعضهم على وهم الوصول للحكم من سنوات ولكن لا مكنه سادته من ذلك ... ولا تم استبعاده بشكل صريح ... ليستمر في اللهاث سنوات حتى يموت او يرمى كأي منديل ورقي في النهاية ... وذلك جزاء عادل لمجتمعات كسولة وعاجزة عن انتاج قيادات تمثلها وتقودها لتنفيذ أحلامها المعرفة جيدا والمخطط لها بشكل محكم ... ما زلنا نعلق فشلنا على عدم وجود قيادة ومع ذلك نصر على عدم انشاء مؤسسات الدولة وننتظر ذلك الفارس الذي يحيي القبيلة ، رغم أن عالم اليوم بكل تعقيداته قد تجاوز الأفراد ... ولكننا لازلنا أسرى نظرية الحاكم الإله او ابن الإله الذي يملك ويتصرف في كل شئ ... اننا خارج الزمن نفسيا وعقليا وعمليا ... ولكننا نحزن اذا قيل لنا ذلك بشكل مباشر ... اننا غريبون جدا !!!!
ي.أ

2017/09/05

الأسلوب الانهباكي

الاسلوب الانهباكي(على وزن الانغماسي ، وانهبك فعل باللغة الليبية يدل على السقوط بعنف) هو اسلوب يتبعه كثيرون في حياتهم ... فتره ينهبك هبك في التعامل معي اي موضوع ... فهو عندما يريد ان يتدين تراه يتبع أكثر المناهج الموجودة تطرفا ليبرهن على تدينه ... وعندما يريد أن ينتقد بعض اخطاء الفهم الديني لابد ان يكون من عبدة الشيطان أو البوذية ويسب الدين ليثبت انه متنور ... وعندما يتزوج يريد ان يمارس كل صلاحيات (سي السيد) ليثبت انه راجل احرش ... وعندما يربي أطفاله اما أن يترك لهم الحبل على الغارب او يحبسهم في الحمام كنوع من العقاب ... وعندما يوالي حزبا او شخصية سياسية ينظر لمن يواليه كعدو حلال الدم ... وعندما يريد أن يلبس لابد أن يلفت أنظار الناس لملابسه الغريبة ... هو ببساطة شخصية متطرفة ومشروع لانتاج اماط متنوعة من هذا التطرف في كل المجالات !!!!
ي.أ

2017/09/02

تذكير للشباب

نحن وباختصار شديد جيل فينا درجة غير مسبوقة من الجهل والتخلف والنفاق والخبل في فهم الحياة وفهم الدين وفهم العالم من حولنا اصابتنا في مقتل وأبعدتنا عن ركب الحضارة قرونا.... وطبعا الجهل والتخلف يصحبه دائما حالة من "الغرور الديني والثقافي والمجتمعي".... وهي ليست ثقة بالنفس وثقة بالله (كما يظن البعض) وانما هي وسيلة نفسية دفاعية ندافع بها عن حالة الضعف التي تملا حياتنا والفشل الذي يلاحقنا صباح مساء.....!!! ولاننا فاشلون فعوضنا احساس الفشل بأننا "أبناء الله واحباؤه" وأن "النصر قادم لامحالة"... وأني انا الحق المطلق والحق المطلق انا وسانتصر في النهاية..... مع ان التاريخ يثبت للقاصي والداني وبوضوح شديد ان الله لايحابي أحدا في هذه الدنيا وان الدنيا فيها العدل وفيها الظلم وفيها الخير وفيها الشر حسب عملك وعلمك وذكائك وتخطيطك.... فلابد ان تعرف جيدا ان القوانين الدنيوية لاعلاقة لها بأي دين تؤمن او حتي ان كنت تؤمن بدين ام لا ...... (اما الآخرة طبعا فعدل الله فيها كامل ومطلق وهو سيحاسب عباده كيف يشاء)...!!!!

ي.أ

2017/08/26

الأمية المنهجية

الأمية المنهجية ... مصطلح رائع ... فأغلب مشاكلنا لا تأتي من نقص المعلومات ولا قلة القراءت والمراجع ... بل من افتقارنا لمنهجيات تتعامل مع المعلومات في عصر المعلومات ... وتلك لياقة مفقودة في اغلب مستوياتنا حتى الآكاديمية منها التي ينبغي ان يكون سوق المناهج فيها رائجا ثريا !!!!
ي.أ

2017/08/25

حج وحج


حكى لي أبي أن أحد جيراننا رحمه الله عندما أراد الذهاب الى الحج طرق باب البيت ، وعندما خرج أبي لملاقاته اعطاه دينار ونصف ... فاستغربت وسألته ما هذا يا حاج ... فقال انه من مدة تسلف منا كيس اسمنت ولم يرجعه وهذا ثمنه لانه يريد الذهاب للحج ولا يريد دينا في رقبته لأحد ... ربما تلك كانت الثقافة المتعلقة بالحج في ذلك الزمان ... كما يقول الفقهاء ان الحاج يجب أن يمتلك نفقه الطريق ويبقي لأهله نفقتهم التي تكفيهم مدة غيابه ... ويشترط طبعا أن يكون ذلك بحر مالك وأن يكون حلالا لا شبهة فيه ... نتذكر ذلك والبعض يريد أن يحج بالواسطة وبالمعرفة وبمنحة من فلان او علان ... يا هذا انك تعامل رب العباد الذي يعلم السر وأخفى ... هل حجك لله أم للناس والفسحة ... يا هذا اذا اردت مجرد السفر فعليك بتركيا فمناظرها أكثر جمالا ولا تزاحم من يؤدون مناسكهم ... وتذكر دائما قول الشاعر: 
اذا حججت بمال أصله دنس *** فما حججت ولكن حجت العير.

تقبل الله من كل الحجاج صالح أعمالهم ... ونزع من صدور الناس مجرد الذهاب للحج سمعة ورياء ونزهة !!!
ي.أ

2017/08/24

القبح والتيه

من مئات السنين في وطننا يحكي التاريح عن معارك بين أشخاص وقبائل ... يتكلم عن ذلك الحاكم الذي اعدم كل معارضيه بضربة واحدة ... يحكي لنا كيف استطاع ذلك الفارس ان يهزم مائة من الجنود الغائرين على مضارب القبيلة ... يروي كيف استطاع ذلك البائس الذي تم اذلاله أن يجمع المال والرجال ليعود منتقما من مذليه ... كل الحكايات عن القتل والاذلال والغارات والسيوف والبنادق ... ربما ذلك هو ما جعل منا كائنات قلقة ... نتوارث القلق والتحفز لملاقاة المجهول الذي ارتبط في أذهاننا بالخراب ... لم ينقل لنا من قبلنا حكايات أناس حاربوا الطبيعة القاحلة ليؤسسوا المدن او المزارع ... لم تروي لنا كتب التاريخ الرسمية قصصا حقيقية عن الحب والجمال والحق ... لم نرى في واقعنا قدوات وأناس حققوا معاني الانسانية في حياتهم لنقول لأجيالنا الناشئة يمكنكم الاقتداء بهؤلاء ... اننا نعيش التيه الفكري والعاطفي والحضاري في أزهى معانيه ... لذلك فكل ما ننتجه قبيح لأنه انعكاس لقبح نفوسنا ... بدايه من علاقاتنا الاجتماعية وانتهاءا بفلسفتنا ونظرتنا للحياة والدين !!!!
ي.أ

2017/08/20

حرق الكتب


عرض البعض كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب ... وقال انه يريد احراقه ... فقلت له يا صديقي ليس هكذا تدار الامور ... فالتفسير منسق وجميل وفيه لمحات بلاغيه راقيه لان سيد قطب اديب القلم ... فقط تجنب شطحاته في التكفير ونظريته في جاهلية القرن العشرين ... او اذا شئت فافهمها كنصوص ادبية لا أحكام شرعية ... وكذالك الحال في كل الكتب من كل شكل ولون ... ولا تقل لي هنا اننا نحرقها لكي لا تشوش على العوام فليس من شأن العوام القراءة اصلا ... والأحسن من الحرق نصح العامي بالتدرج في قراءاته ... والا فإن كثيرين حرقت كتبهم في تاريخنا بحجة المخالفة وغيرها من التهم ... ولم تزدد دعواتهم الا انتشارا ... فقد حرق المعتزلة كتب مخالفيهم ثم حرقت كتبهم ... وحرقت كتب الغزالي وابن تيميه وابن رشد وكثير من العلماء والحفاظ والفضلا ... ومن عدل الله في خلقه ان كل من افتى بحرق كتب خصمه حرقت كتبه بعد ذلك ... وتلك أحدى اكبر الوصمات في تاريخنا ... واذا كان حرق الكتب في القرون الوسطى جاء بنقيض مقصوده فهو بالتأكيد لن يزيد صاحبه الا شهرة ومجدا في عصرنا الحاضر الى درجة ان بعض من لا يعدون من الكتاب يفتعل حوادث لحرق كتبه او منعها حتى ينتشر ويصر الناس على معرفة ما كتبه ... وما حادثة سلمان رشدي منكم ببعيد ... فكل ممنوع مرغوب ... اما اذا كنت مصرا على مواجهة فكرة او مذهب فما عليك الا أن تفهمه فهما جيدا ثم تنتقد مواطن الضعف والخطأ فيه ... وقد صدق من قال ان من بدأ بحرق الكتب انتهى بحرق البشر !!!!

ي.أ

2017/08/18

حوار عن الثورة


- سألني بمكره المعتاد .. يبدو أنك لست متحمسا لثورة 17 فبراير؟
- قلت يا صديقي انا من المعاصرين لها بالتأكيد ومن المقاسين لكثير من معاناتها ايضا وفقد كثير من الاصدقاء والجيران وحصار استمر لأشهر شأني شأن أهل مدينتي ... اما التحمس فهو فعل عاطفي في نظري يرتفع أحيانا في بعض اللحظات ويخبوا في لحظات أخرى ... ما أتذكره أنني كنت مترددا في الحكم عليها من البداية ربما لأنني بطبيعتي متردد وذلك عيب أعرفه من نفسي كما أنني أجد فيه بعض المزايا أحيانا !!

- يا رجل ألا تترك هذا الهراء جانبا وتجبني بشكل صريح؟
- نعم سأحاول .. يا صديقي أنا ممن ابتلاه الله بقليل من القراءة في محيط لا يحب مثل هذا النوع من الأعمال ... ومشكلة هذا المرض انه يعرفك على تجارب كثيرة تتخطى بك الزمان والمكان فتجعلك تعيش أعمارا عديدة في أماكن متابعدة وهذا بالتأكيد سيجعلك تقارن ما أنت فيه بتلك التجارب ... وكل عاقل يعلم حتما أن القذافي كان من أراذل البشر والحكام مهما برر له محبوه ... وتغيير نظام حكمه المتخلف لا يشك عاقل انه عمل جيد ... ولكن ما حدث يا صديقي أن من جاء بعده هم أولئك الذين أفلح القذافي في تشويه انسانيتهم اما بحبسهم وسجنهم واما بتشريدهم في بقاع الأرض ليعيشوا مهانة الذل واما ذلك النوع من المغامرين المتسلقين الذين لا يمتلكون مؤهلات السياسة وتولي الشأن العام ... ثم أضف على ذلك تدخل كل تلك الأطراف الدولية والاقليمية التي ساهمت في احداث هذه الثورة و(نجاحها) ظاهريا ... فهي لم تكن ثورة الليبيين بقدر ما كانت عملية للتخلص من عميل وايهام الناس أنهم من أزاحه ... ولا شك أن الوهم والايهام هو أحد اسلحة التحكم في الجموع في هذا الزمن .

- يا رجل ماذا تقول لم كل هذا اللف والدوران .. كن صريحا؟
- ليس لفا ولا دورانا يا صديقي ولكنه محاولة لتوصيف عملية معقدة أرادوا منا فهمها على أنها عملية بسيطة وعفوية بينما تم طبخها بمكر شديد لتكون نتائجها صالحة للاستثمار عقودا في المستقبل.

- أنت أكيد انجنيت ... اسمع جاوبني بصراحه وبشكل مباشر.
- حاضر.

- هل الثورة عمل جيد ام سئ؟
- هي عمل جيد متى علمت أهدافها ومحركيها وهي عمل سئ متى جهلت أهدافها ومحركيها.

- هل القذافي جيد؟
- القذافي افراز طبيعي لشعب معقد تائه لذلك من المستحيل أن يكون جيدا.

- هل حققت الثورة أهدفها؟
- قل ما هي الأهداف وعندها سأحاول الاجابة.

- ما قولك فيمن يقول ان الثورة جيدة لاننا فقدنا فيها كثيرا من الرجال؟
- الحرب العالمية الثانية قتلت 50 مليونا من البشر وبكت فيها ملايين الأسر على أبنائها ولازال أثرها في السياسة الدولية ماثل حتى اليوم ... لكن الكل يقول أنها كانت فظيعة وغير جيدة .. ومنها تعلمت المجتمعات التي شاركت فيها أنه أن نستكشف حلا لخلافاتنا بعيدا عن الرصاص والمدافع.

- يا رجل لقد أرهقتني معك ... دعني من كل ذلك وقل لي كيف يمكن ان نخرج مما نحن فيه ؟
- ربوا أبناءكم على أن الخلاف السياسي لايمكن أن يكون سببا لقتل البشر !!!!!

ي.أ



النظام

يعرف النظام بشكل مبسط سواء كان إليكترونيا (نظام حاسوب) او مؤسسة بأنه مجموعة مترابطة من الاشياء والأحداث التي تشتغل مع بعضها البعض لانجاز هدف ما ، ومكوناته الرئيسية هي :

- المدخلات : وهي المادة الخام التي ستتم عليها العمليات .
- العمليات : وهي كل الاجراءات التي تتم بواسطتها معالجة المدخلات.
- المخرجات : وهو الناتج النهائي الذي من أجله تم تصميم النظام.
- التغذية الراجعة : وهي اي ملاحظات او نواقص تم رصدها في المخرجات جعلتها تنحرف عن المعايير والمواصفات التي يجب ان تكون عليها والتي يجب ان يتم أخذها بعين الاعتبار في المدخلات او العمليات لكي لا تتكرر مستقبلا.


فلو فرضا اننا نمتلك نظاما لغسيل السيارات ... فان السيارة المتسخة ستكون هي المدخلات للنظام ، وعمليات التنظيف المختلفة ستمثل العمليات ، والسيارة النظيفة بعد الغسل ستكون المخرجات ، وأي ملاحظات على عملية الغسل ستكون هي التغذيه الراجعة التي ستقوم بتحسين جودة الغسيل في المرات القادمة.
رغم بساطة هذه الفلسفة وبداهتها الا أن كثيرين لا يستطيعون التمييز بين أجزاء النظام وعمله خاصة اذا كان نظاما معقدا مركب الأجزاء، وعادة ما يتم اهمال جزء القيمة الراجعة الذي يمثل دور المراقب والمعالج (ضبط الجودة) لأي انحرافات قد تطرأ على عمل النظام أو المؤسسة ، وتلك هي الكارثة الكبرى لمؤسساتنا التي تهمل أي مراقبة لجودة مخرجاتها مما يؤدي الى تراكم الانحرافات وتباعدها بمرور الزمن مما قد يجعل من مخرجاتها النهائية أحيانا على النقيض مما يجب ... وذلك صحيح تماما حتى على مستوى الدول !!!!؟؟؟!!!
ي.أ


2017/08/16

كان يا ما كان

من أغرب ما يثير التساؤل في القضية الليبية واطرافها المتناحرة باسماء وشرعيات مختلفة ... أن كل طرف فيها يدعي الوصل بقوة اقليمية او دولية ... والحق ان نوعا من هذا الاتصال موجود مرصود يعلمه الكل وان أنكره صاحبه ... لكن من غرائب هذا الدعم انه دعم لحظي محسوب لتوازن معادلة الفوضى والاستنزاف ... فلو أراد العالم دعم طرف وتغليبه لكان ذلك ممكنا رغم اعتراض الاطارف الأخرى ... ولكن ذلك لم يحدث ومعادلة استنزاف الرجال والمال مستمرة ... فمادامت الارصدة شرقا وغربا وفي الداخل تحتوي بعض الزيت اللازم لتحريك مصانع السلاح ومافيات الفساد الدولية فما الداعي لتوقف هذا النزيف الليبي اصلا وما قيمة دماء الليبيين اذا لم يفهموا ويعوا هم أنفسهم ان ما يحصل مؤامرة عليهم ... بل كل حزب منهم يجهد عباقرته انفسهم في تقديم مبررات سلوكهم تحت غطاء الدين تارة وتحت عباءة الوطن او العسكر أخرى ... لا أعتقد ان الأرصدة خارجيا وداخليا قد نضبت بعد وان كان معظمها أصبح في خبر كان ... لذلك سيستمر العبث حتى نرجع كائنات شاحبة تجوب فيافي الصحراء كما كان أجدادنا قبل لعنة النفط والحضارة الزائفة ... لكن هذه المرة بعد أن يسجل التاريخ قصة مهمة وهي أن أمة من الاغبياء توفرت لها كل أسباب النهوض والاستقرار ولكنها فضلت تضييع هذه الفرصة لتتبع أوهام التسلط والانتصارات الزائفة والنعرات القبلية والجهوية من بعض أبنائها التائهين !!!!!
ي.أ