2017/03/29

لا هدف ... لا انجاز

مشكلتنا الحقيقية في دول العالم الثالث انه لا هدف ... وبالتالي لا خطة ... وبالتالي لا انجاز ... وبالتالي افتعال مئات المعارك الوهمية التي لا تتجاوز ذواتنا الفاشلة وامضاء الوقت في هذا الهراء ... لابد من تحديد الاهداف ثم تحديد الأدوات والعمليات الادارية الازمة لتحقيقها لشغل كامل المجتمع فيما ينفع وقطع الطريق على المرضى النفسيين الذين نراهم يحتلون شاشاتنا ويقدمون على أساس انهم سياسيون او مسؤولون وفي الحقيقه لا سياسة ولا مسؤولية بل مجرد فوضى عارفة في العقول والأشياء !!!
ي.أ

انصاف

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)
التعاطي مع المواضيع كحزم مشكلة كبيرة ... فضمن الحزمة يمكن أن تقبل مالم تكن ستقبله بشكل مفرد كما يمكن أن ترفض مالم تكن سترفه لو عرض لوحده ... مشكلة التحزبات والتجمعات سواء السياسية او افكرية هي من هذا النوع ... صاحب الفكر الحر هو من يستطيع بكل سهولة رفض مالم يتبرهن لديه ولو كان القائل به صديقه وجماعته ... كما انه يستطيع القبول بكل طيب خاطر ما صح عنده ولو كان قائله من الفريق المخالف له ... ذلك هو الانصاف ... وهو عزيز جدا عند التأمل ... اللهم اجعلنا من أهله وحزبه وجماعته !!!!
ي.أ

2017/03/28

نظرية الصدمة

جوهر نظرية الصدمة هو تغيير افكار الشخص عبر محو ذاكرته عبر قطعه عن ماضيه عبر صدمات كهربائية او عاطفيه شديدة ... وقطعه عن حاضره عبر تغييب حواسه ... ليصبح بعد ذلك صفحة بيضا نكتب فيها ما نريد بدون أي مقاومة لغياب كل آليات التفكير المنطقي .
.
تم تطوير النظرية لتطبق على الجماعات (الشعوب) لتقبل بأي نظام سياسي او اقتصادي عبر اغراقها في مشاكل سياسية واقتصادية من كل الانواع لتصبح مشلولة تماما وقابلة للتشكل كما يريد المخرج.
.
ألا يتطابق ذلك بما نمر به كأفراد وشعوب في هذا الجزء المنكوب من العالم ؟!!؟؟

وهل نمتلك القدرة على الخروج من هذا المستنقع أم هو قدر لا نستطيع تجاوزه ... هلف يمكن الخروج من خانة المفعول به الى الفاعل؟؟ ... ربما يكون الحل بطرح مثل هذه الأسئلة !!!
.
ي.أ

2017/03/27

دون كيخوتي

دون كيخوتي رواية لأديب أسباني تحكي قصة انسان فقد عقله نتيجة الولع بأخبار الفرسان والمحاربين وأراد محاكاة ذلك فهام في الارض مرتديا درعا قديماـ متطيا حصانا خائر القوى، متقمصا كلمات الفرسان وحركاتهم، باحثا عن معارك غير ذات جدوى هنا وهناك ليثبت بطولته... فصار يتخيل طواحين الهواء أعداءا ويحقق انتصارات وهمية عليها.
.
لا ادري ان كانت الرواية تحاكي شخصية يعرفها الكاتب ام هي وصف لحالة مجتمع فقد بوصلته ... لكنني متأكد تماما أن ما قام به هذا الفارس الخائب هو ما نفعله نحن كمجتمعات متخلفة في معاركنا في هذه الدنيا ... فرغم قلة امكانياتنا وهزال أدواتنا نصر دائما على دخول معارك كثيرةمتأثرين باجترار اخبار وأساطير لا ندري صحتها عن أبطال وأجداد ولكنها تحفر عميقا في وجداننا ... ليست هنا المشكلة ولكن المأزق أننا نختار الأعداء الخطأ ايضا فكما حارب بطل الرواية طواحين الهواء ... لازلنا نقصر معاركنا علي احتياز سلطة أو غنيمة او الثأر لما نظنه اهانة لنرجسيتنا المفرطة او معارك لاثبات أننا الأجدر والأقوى بشكل صبياني رغم هزال أحصنتنا وبدائية أسلحتنا !!!
.
لقد كان الأجدر والأجدى للفارس الأسطوري ولنا ان تكون معاركنا حول امتلاك اسباب القوة والمال والنظر فيما يجعلنا أكثر فقرا وبؤسا وجهلا فنحاربه لنكون فعلا فرسانا حقيقيين نستطيع أخذ حقوقنا بعد أن أدينا واجباتنا بجدارة ... ثم يمكن بعد ذلك أن نقارع الكبار بانتاجاتنا الثقافية والمادية وان نصل الى ما نصبوا اليه.
.
ان المصير المحتوم لكل معاركنا الوهمية هو الفشل لأنه لا يوجد انتصار بلا عدو حقيقي ... ونحن تركنا أعظم أعدائنا المتمثل في أنفسنا المتواكلة وعقولنا المشوشة لنشعل نار معارك تافهة لا تزيدنا الا تخلفا ودمارا ... اللهم لا تجعلنا من الأخسرين أعمالا (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ). أمين
.
ي.أ

سؤال صعب

في المجتمعات الحرة والديمقراطية يستمتع كل الناس بالحق العيش بكرامة و التعبير عن رأيهم ومحاسبة المسؤولين كل هذا جميل وكلنا نريده ... لكن لحظه ... في هذه المجتمعات أيضا لا توجد قبليه ولا جهوية والكل ملتزمون بأوقات العمل وهناك معايير صارمه للمحاسبة والمراقبة ... الكل يدفع فواتير الماء والكهرباء ... لا يمكن استعمال سيارت العمل في حياتنا اليومية ... الكل يقف في الطابور اذا استدعى الامر ذلك ... الكل يحترم اشارة المرور حتى ولو لم يكن اي سياره في الجهة المقابلة ... باختصار المجتمع الحر الديمقراطي فيه حقوق يمكن أن تستوفيها كلها وفي المقابل توجد واجبات سيتم محاسبتك وبشدة أذا أخللت بتأديتها .... هنا يجب أن نقرر وبصدق .... هل حقا نحن نريد مثل هذا المجتمع ... أما أننا نريد فقط جانب الحقوق مع اهمال كل الواجبات ... سؤال صعب أليس كذلك ؟؟؟؟؟
ي.أ

2017/03/19

الفساد


في ليبيا وفي كل دول العالم الثالث وغير الثالث ... المشكلة الحقيقية والوحيدة هي الفساااااااد ... كل تلك المظاهر الأخرى والصراعات والدماء والنقاشات والقبلية والجهوية هي أعراض جانبية لهذا الغول ... الفساد تعبير صارخ عن أن هذه المجتمعات (ان صح تسميتها أصلا بمجتمعات) لم تستطع ايجاد صيغة لادارة الموارد داخلها ... فيستمر القانون الطبيعي (قانون الغاب) ... حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت ... بلورة صيغه عادلة نسبيا تحتاج لكثير من الجهد والوقت والتضحيات لأن أصحاب المصالح والمنتفعين من الوضع الراهن لن يتركوا طواعية كل تلك المسالك والطرق التي تكسبهم الدولارات والذهب والامتيارزات وحتى الوجاهة الاجتماعية في مجتمعات تشكوا من الفساد من جهة وتنظر للفاسدين نظرة تبجيل واحترام من ناحية أخرى !!!! 

ي.أ

2017/03/18

الخلود للأفكار

 إن كل ما نره من أعمال وأفعال في عالمنا كانت أولا فكرة تدور في عقل ما ... ثم تحولت هذه الفكرة الى عمل منجز على الأرض ... والمتتبع للأفكار الكبرى في التاريخ البشري سيكتشف أن الأفكار العظيمة هي فواصل مهمة غيرت أحوال البشر ... فأفكار الأنبياء و المصلحين والفلاسفة الكبار هي التي اتخذت منها الشعوب والأمم دساتير لها وهي التي كونت وجدانها وطرق تفكيرها. فكرت الثورة (والتي تعني هنا تغيير الحاكم المستبد بالقوة الجماهيريه لا بالانقلاب العسكري) ... فكرة جديدة في عالمنا العربي والاسلامي والذي ظل لقرون طويله يحكم فيه المتغلب ومن يمتلك القوة والعسكر ... الفكرة تعني ببساطه ان الجماهير التي كانت لا يحسب لها حساب في النمط السابق من أنظمة الحكم قادره على تغيير كامل النظام تغييرا جذريا متى أرادت ... هذه الفكرة لن تروق ابدا لأولئك المستفيدين من النمط القديم وسيسعون بكل ما يمتلكون لتدمير هذه الفكرة او تشويهها وهو ما يحصل الان في دول الثورات العربية وذلك أمر طبيعي جدا ومفهوم ... هذا الصراع بين النمطين القديم والحديث سيولد شكلا ثالثا هو ناتج صراعهما للوصول الى نقطه تعادل من نوع ما ... المهم في كل ذلك أن النمط الجديد لن يستمر فيه النمط القديم كما هو كما أن النمط الثوري الجديد سيتم فيه بعض التعديلات ... ما لم يؤمن الكل بهذه المعادلة فستستمر المحاولات اليائسة من الطرفين في الاصرار على نمط غير قابل للتحقيق وسيجد نفسه خارج التاريخ والمنطق !!!! 
ي.أ

الفكر الاسلامي

 ان المستبدين بكل أنواعهم أفرادا أو نظم حكم أو حتى دولا عظمى لا يفزعها شئ أكثر من الفكر المستنير الذي يثير الراكد ويناقش السائد ولا يكتفي بالتقليد ... لو طبقنا ذلك على الفكر الاسلامي السائد اليوم في الساحة سنكتشف ان كل هؤلاء لا يخيفهم او يقلقهم كل تلك الحركات التي تتبنى العنف او القتل او تفخر ببطولات وهمية والقضاء على أعداء الاسلام وتقسيم العالم الى دار حرب ودار اسلام والتي تجتر أفكارا ومصطلحات تم انتاجها في أزمنة غابرة ... لأن كل هؤلاء ببساطة اما أن يكونوا صناعة استخباراتيه غربية يتم توظيفهم هنا وهناك لأهداف سياسية لخلق الذرائع لاحتلال الدول وانتهاك سيادتها كما نراه كل يوم او أنهم من السذاجة بحيث أصبحت كل أفعالهم وردات أفعالهم مرصودة ويمتلكون المضاد لها ... أما تلك الطبقة من مفكري الاسلام الذين يصدرون عن تصور كامل وفلسفة معمقة لأمور الحياة فهم من يمثلون خطرا فعليا على هؤلاء لذلك يتم طمسهم والتغطية عليهم وعدم تناول أعمالهم في وسائل الاعلام بحيث تعيش الاجيال وتموت من أبناء أمة الاسلام وهي لا تعرف بهم ولا تتعرف على أفكارهم ومشاريعهم الاصلاحية التي هي فخر لكل ذي عقل من المسلمين ... أتذكر في هذا الصدد هذه الأسماء اللامعة الغير معروفة للأسف : - المفكر الجزائري مالك بن نبي رائد مشاريع النهوض بالأمة. - رئيس وزراء البوسنه والهرسك علي عزت بيجوفتش وكتابه الاسلام بين الشرق والغرب. - الرئيس الماليزي مهاتير محمد باني النهضة الماليزية والتي ترجمت في عشر مجلدات باشراف لجنه من الدكاترة . - الدكتور عبدالوهاب المسيري صاحب موسوعة الصهيونية وكتاب العلمانية الجزئية والشاملة وغيرها من المؤلفات الممتعه والعميقة. - الاستاذ وحيد خان صاحب كتاب الاسلام يتحدى. هذه بعض النماذج لم يكن الغرض منها الحصر والاستقصاء بل تفتيح العقول والاذهان على هؤلاء الكبار الذين أفنوا أعمارهم وأجسادهم لاضاءة جوانب متعددة من فكرنا في محاولة لنهوض الأمة من وهدتها الحضارية المزمنة ... تحية لهم وجزاهم وأمثالهم كل خير . 
ي.أ

2017/03/17

المثقف

سألني بفضول : ولكن من هو المثقف ؟
قلت : ستجهد نفسك كثيرا في الحصول على تعريف جامع مانع للمثقف عبر الغوص في معاجم اللغة والمصطلحات العلمية المتخصصة ثم ستقتنع بعدك جدوى كل ذلك ... أما أنا فأعرف المثقف بأنه:
- ذلك الشخص الذي يمتلك قدرا جيدا من الوعي بنفسه ومحيطه الساعي لنقل هذا الوعي لغيره.
- القادر على تحريك الراكد من مفاهيم وتصورات غير مبرهنة.
- الممتلك لشجاعة مواجهة نفسه وغيره بما اقتنع به.
- الحامل لسيف الحقيقة في وجه سماسرة الوهم في كل المجالات !!!!
ي.أ

2017/03/16

تدافع


بجولة تاريخية بسيطة يمكننا التأكد ان كل سجون عبدالناصر والقذافي ولأسد لم تمنع الاخوان من الاستمرار في مشروعهم ... كما ان كل اسلامية السعودية وافغانستان المزعومة لم تمنع كل الحالمين بدولة مدنية وديمقراطية ... وكل ما عمله ستالين ولينين لفرض الماركسية لم تمنع ظهور افكار ليبرالية في دولهم ... كما ان كل ذلك الزخم الرأس مالي لم يمنع العمال في تلك الدول تنظيم انفسهم في نقابات قوية تدافع عنهم ... المحصلة أن الافكار والمواقف تتلاقح وتتمازج ... وان الدفاع عن فكرة ما وجعلها صنما لا يمكن تجاوزه ماهو الا انتحار على كل المستويات ... كل المحاولات البشرية يجب ان يكون محورها الانسان وسعادته ... وكل تلك الكتل المعيقة لهذا الاندفاع تعمل تماما كما تعمل الجلطات في الجسم المريض ... معظم أمم العالم الأول وصلت الى ما وصلت اليه بعد ملايين الضحايا ... دائما كان الألم هو المنضج للانسان ... كم من الألم يجب علينا تكبده لندرك ان الانسان البسيط هو المعيار وان كل الافكار يمكنها أن تتعايش وأن كل تلك الاصنام والزعماء والقادة وشيوخ القبائل والعشائر هم السبب الرئيسي في كل النزاعات وأنهم لا يتورعون عن تقديم كل اتباعهم المساكين ليكونوا قرابين في سبيل مجدهم الزائف ؟؟؟؟؟؟ 

ي.أ

2017/03/14

الانسان المقموع

جانب كبير من مشاكلنا اليومية راجع الى تشوهات وإلتواءات نفسية ... هي سيكولوجية الانسان المقموع والقابل للاستعباد والتظالم ... الانسان الذي لا يعرف التوسط لا فكريا ولا سلوكيا ... اذا قمع كان نموذجا للاستخذاء والصراخ الخفي بسلبية غريبة ، واذا تحصل على بعض الحرية أو النفوذ أو المال اراد تقليد جلادية لأنه لم يرى من النماذج الا هذين (السيد - العبد) ... هذا النمط يحفر عميقا فينا ويترسب في اعماقنا نشاهده جلينا في من يظهرون على الاعلام من شخصيات عامة لان الكميرات سلطت عليهم ولو سلطت علينا لكنا مثلهم أو أشد سخفا ... مصداق ذلك ان مجنونا حكمنا لأكثر من أربعين عاما عجافا ولا يمكن لمثله ان يحكم في مجتمع آخر بهذا الشكل ... فهل نقتنع أن مشاكلنا بنيوية ونعترف بذلك لنحاول البحث عن حلول لها ... أم سنستمر في المكابرة الغبية ونبحث عن شماعات نرضي بها أوهامنا ؟؟؟؟
 ي.أ

2017/03/13

هلوسات

ترسبات اربعين عاما من التجهيل والاذلال المتعمد أنتجت مسوخا آدمية متفاوته الذكاء ... تسعى الكائنات الأعلى ذكاءا الى استغلال الاقل ذكاءا لانتاج صنم بدل الذي سقط لان هذه الكائنات أدمنت ان تكون في قطيع أحيانا يهتف للقائد وأحيانا يقف امام الجمعيات الاستهلاكية لأخذ كيس فيه كراستين وكيس من فلفل أحمر وشامبو منتهي الصلاحيه ... وتتقاتل في سبيل نيل شرف التقاط الكيس !!!!! 
جاهل كبير يتفاجأ بمنصبه الجديد لان أبناء عمومته رشحوه ليكون هو الشاغل لحصة قبيلته في الكولسة لأنه الوحيد الذي تمكن من شرف الحصول على شهادة دكتوراة من رومانيا بعد معاناه شديدة في اقناع الأستاذ المشرف من مناقشة اطروحته العظيمة في علم الاجتماع بعد أن أتم بنجاح المعهد المتوسط وفي تخصص الجرارات الزراعية !!!!!! 
مذيع متألق وجد نفسه امام الكميره بعد الثورة لانه يمتلك وجها جميلا ... المهم الوجه امام الكميره تماما كأهمية جمال الصوت أمام المايك ... اما الذي يقال فغير مهم على الاطلاق لأن أحدا لن يسمعه فالكل مشغول في استكشاف نقاله ... اما مذيعي قبل الثورة فقد انقرضوا تقريبا لعدم توفر قطع الغيار !!!!! 
طالب مجتهد جدا يحضر محاضراته يوميا يأتي كل يوم للجامعه ممتطيا صهوة حصانه ال(FJ) ... ليكتشف أن سيارة العميد متواضعه جدا امام سيارته ... بعد مدة يترك الطالب الدراسه لعدم جدواها ويستمر في العمل في مصنع الطوب الذي يملكه ويتم اكتشاف جثة العميد متدليا من سقف مكتبه بعد توقيع عقود الاساتذه الأجانب !!!!!!!
.
 ي.أ

صحة العمل أم اتجاهه؟

نعلم طلابنا في علوم الحاسوب مصطلحين مهمين الأول هو Validation وهو التحقق من كون العملية مطابقة لما يراد منها كنتيجة ، والثاني هو Verification وهو التحقق من أن العملية صحيحة في ذاتها ... الاول له تعلق بعلاقة العملية بالعالم الخارجي والثاني هو فحص العملية داخليا ... كثيرون يتوهمون ان صحة أحدهما كفيلة بصحة الثانية وهو خطأ شائع ... أحيانا تكون العملية صحيحة تماما كعملية ولكن توظيفها خاطئ تماما ... لعل تلك النكتة التي تصف الرجلين الذين وجدا المصعد عاطلا في عمارتهم المتعددة الطوابق ... وعندما قاربا الوصول قال الاول للثاني عندي خبرين أحدهما مفرح وهو أننا قاربنا الوصول والثاني محزن وهو ان هذه العمارة ليست عمارتنا !!! ... فهما قاما بصعود الدرج بطريقة صحيحه ولكن في الاتجاه الخطأ ... كثيرة هي تلك المواقف المشابهة في الحياة والتي يعجز اصحابها عن معرفة خطأهم ... فهم لم يصلو مع انهم طبقوا التعليمات بشكل حرفي ... لذلك يا صديقي تعلم أن تسند سلمك على الجدار الصحيح قبل أن تتعب نفسك في تسلقه !!!!!!
ي.أ

من هو الليبي



من هو الليبي ... سؤال بسيط يمكن لأي منا أن يطرحه على نفسه ليقف بعدها متأملا فيما عسى أن يقدمه من إجابة ... يمكن أن يقال أن الليبي هو انسان ينتسب الى دولة أسمها ليبيا ... هل ذلك جواب مقنع ؟ هل ليبيا وطن أم شعب أم عرق أم قبيلة ؟ هل ليبيا هي تلك المساحة الجغرافية التي يعرف معظمنا شكلها على الخريطة ولم يزر أجزاء واسعة منها ؟ هل ليبيا هي تلك الأعراق المتعايشة مع بعضها البعض والتي يرجع أغلب أهلها الى أصول أمازيغيه ضاربة في القدم اختلطت بعناصر فينيقة و رومانية و وندالية والى أصول عربية اختلطت بالعنصر الامازيغي بعد الفتح الاسلامي بصورة جزئية ثم جاءت مرحلة التعريب بعد الهجرات العربية من بني هلال وبني سليم الى الشمال الافريقي بالاضافة الى عناصر تركية وقريتلية وزنجية و حتى يهودية ... كل تلك الأعراق والاشخاص اندمجت بالمصاهرة والمجاورة حتى اصبح من العسير جدا معرفة الاصل الدقيق للشخص الا في حالات خاصة وفريدة ... هل الليبي هو من سكن المدن والقرى وامتهن الزراعة فصار حضريا ... ام هو ذلك البدوي الذي يجول في الفيافي والقفار طلبا للماء والكلأ ... ام هو ما استقر عليه اليوم بسكنه في مساكن متشابهة وان اختلفت الخلفية الثقافية حسب ما ورث عن اجداده من قيم ومعتقدات واسبار وخرافات صارت تحكم حياته اليومية في كثير من مظاهرها مع ان أسبابها قد زالت وتلاشت ... الحق أن الليبي هو كل ذلك بالاضافة الى مئات العوامل الاخرى التي ساهمت في تكوينه ...في هذا المجال ليبيا كغيرها من البلاد بوتقة انصهرت فيها كل هذه الثقافات تحت عوامل تاريخية ومجتمعية خاصة فولد المجتمع الليبي كما نراه اليوم وبنكهته المييزة له عن غيره .

 ي.أ

2017/03/11

الأربعين

كنت ولازلت أحاول التفكير بشكل عقلاني او هكذا خيل إلى ... فالانسان ابن تصوراته في النهاية ... الا ان معايشة الواقع بدأ يخفف بشكل كبير من طبعي الحدي وتفكيري المثالي.
كنت اظن ان اتباع القوانين بشكل حرفي هو الصواب ولكني اكتشفت ان روح القانون والتفكير في المآلات أهم بمراحل.
كنت احاول ان أظهر بمظهر العارف بالأمور ولكني اكتشفت ان ذلك من خدع النفس الغير ناضجة.
كنت اهتم بنظرة الناس إلى ثم اكتشفت ان المهم هو نظرتي لنفسي.
الكثير من الأمور التي كنت أظنها ثانوية اكتشفت أنها أساسية والعكس.
كنت أهاب الناس وملاقاتهم اليوم لا اجد اي فارق في الجلوس في جمع او منفردا.
.
لا شك ان للعمر والتجارب دورا مهما في كل ذلك ولكن الأهم هو الوعي بذلك ... كم يحزنني أن أرى شيوخا يسلكون سلوك المراهقين ويمتلكون نفسيات أطفال ... يبدو أنه تأثير الأربعين التي اكاد ادخلها ... والتي يجب ان يكون فيها الانسان في أشد حالاته ليس الجسدية بل العقلية والنفسية ... اللهم اعنا على فهم انفسنا وما حولنا لنسلك بطريقة تليق بما منحتنا من النعم يا الله !!!!
.
ي.أ

تفاخر البهائم

ليس أسخف من الذين يتفاخرون بأشياء لم يعملوا على تحصيلها كالقبيلة او الجهة او الثروة الموروثة عن الاباء والاجداد ... الا أولئك الذين يفتخرون بما هو من عوارض ضعفهم وافتقارهم كالاكل والشرب والنكاح والنوم ... اولئك انحدر بهم سخفهم الى مرتبة البهائم !!!!
ي.أ


تعليم وتعلم

النظام التعليمي الذي يقتصر فيه دور الاستاذ على القاء الاسئلة ودور الطلبة على محاولة الاجابة سيخلق ذهنية انفعاليه لا فاعلة ... القاء الاسئلة يجب ان يكون هو الدور الأصيل للطالب لأنه هو الباحث عن المعرفة ... اما دور الاستاذ فيجب ان يكون مساعدة الطلبة على اجابة هذه الأسئلة ... نمط غير شائع عندننا لأننا نكتفي بالتلقين ولكن هو النمط الأكثر جدوى في تصوري ... فمن يسأل وحده القادر على إلتقاط الاجابة !!!!
ي.أ

2017/03/10

اطلق عبستك ... وشد خبزتك

صياغة عبقرية كعادة أمثالنا الشعبية لمسأله من أهم المسائل على الاطلاق وهي الموازنة بين المادي والمعنوي في حياتنا.
.
كثيرون يتعاملون بشكل خاطئ مع الماديات من حوله ... فالبعض يظن أن قيمته تكمن فيما يراكم من هذه الأشياء من ملابس وسيارات ومبان وغيرها ... ثم تراه ينقم على الناس لأنهم لم يعطوه ما يستحق من احترام وهو الذي يلبس آخر صيحات الموضه أو يسكن في أجمل وأرفه المساكن أو يركب آخر ما أنتجت المصانع من سيارات.
.
أما البعض فيسلك مسلكا آخر لا يبعد كثيرا عن الأول ... فهو يحاول أن يخفي عيوبه وجهله بدفع المال او يحاول أن يستغل اخوانه وأقاربه في انجاز اعماله ولا يشاركهم في ذلك بحجة أنه يدفع المال بينما على من لا يمتلك المال ان يبذل جهده ويشتغل بيده.
.
بينما ما يحتاجه من حولك فعلا هو مشاركتهم وجدانيا والفرح لفرحهم والسؤال عنهم ... بذلك ستكون قريبا منهم حتى ان كنت فقيرا على المستوى المادي ... وذلك هو سر حب الناس لأناس لانرى عندهم اي تميز بمقاييسنا المادية.
.
الخروج من قوقعة المادية السخيفة الى رحابة حب الناس ومشاركتهم هو المطلوب منك ... فيمكنك ان تمسك خبزك وما تملك متى منحت الناس ابتسامه صادقة وفككت كل هذا العبوس الذي يجعل منك كائنا منبوذا مهما امتلكت !!!!
.
ي.أ

2017/03/09

التجديد أو الانتحار


يقولون أن الانسان يثور ليس عندما يقع الظلم عليه ولكن عندما يشعر بذلك ... هذه قاعدة عظيمة الخطر تم استخلاصها من تجارب البشر عبر العصور ... عندما ثارت أوربا على طغيان الكنيسة بعد انفتاحها على العالم وتأثرها بفلاسفة الانوار واستشعار الناس بمعاني الحرية والهيمنة وغيرها من المفاهيم التي بدأت تظهر للعلن وتناقش من قبل الخاصة والعامة ... هذه الثورة هي التي بدأت تراجع أنماط الفكر الديني وعلاقته بالواقع وآليات الهيمة التي تفرضها المؤسسة الدينية على أتباعها وتحللها ... كل ذلك أدى الى ابتعاد جماهير عن هذا الفكر واعتباره افيونا للشعوب وأنه يجب الابتعاد عن كل ماهو غيبي. ان كامل هذه النمط قابل للتكرار عندنا في عصر صارت فيه الفلسفات والأفكار وأنماط التحليل قابله للانتشار والتوسع خاصه بين أجيال من الشباب المتوثب للمعارف وكشف الحقائق ... ومما يزيد ذلك حده وصداما تشبت معظم المختصين بالحقل الديني بمناهج وأساليب تجاوزها الزمن واصرارهم على ذلك بشكل يوحي للمتأمل بأن هذه النظريات او الطرق هي لب الدين ووسطه التي لا ينبغي ان نحيد عنها او نجدد طرائقها وأساليبها . ان بؤس هذا الفكر سيؤدي بشكل طبيعي الى ما أدى اليه الفكر الديني في أوربا وغيرها من أجزاء العالم الاخرى الى تجاوز كل ما هو ديني اذا ما استمر الاصرار على التمادي في اتباع الاساليب الوعظية في الخطاب وادعاء امتلاك الحقائق المطلقة من المجتهدين والاصرار على فرض الدين بدل الاقناع به عند بعض المدارس (الجهادية) التي ترى ان خطاب المسلمين للعالم مقتصر في الاسلام او الموت والقتل ... ان كثير مما يروج له هؤلاء اليوم موجود ومبثوث في كثير من كتب التراث التي كتب اغلبها في عصور انحطاط وانحسار الحضارة الاسلامية ... ان ذلك اثر بشكل أو اخر على أمزجة وأفكار الفقهاء والمتناولين لمواضيع الشريعة والفقه ، بالاضافة الى تلك المذاهب والاتجاهات التي كانت نتاج أوضاع غير طبيعيه ناتجة عن التعاملات الأمنية والتعذيب وغيرها من مظاهر البطش والتنكيل بالمتدينين في سجون الطغاة وهو ما ظهر أثره في العقود الاخيرة كحركات لتكفير الحكام والجهات الامنية او حتى تكفير المجتمع ككل لأنه راض بأفعال هؤلاء الظلمة. اذا كنا ندين بكل شدة التعامل الأمنى الصرف مع الحركات الاسلامية وشبابها فاننا ندين ايضا كل تلك الافكار الشاذة التي تبرز من حين لآخر من هذه الحركات ونحث كبار العلماء والعقلاء والمفكرين على ابراز الحقائق والمنهج المتوسط الذي يؤكد على حرية الانسان وحقوقه وان التدين قناعة وليس فرضا وأن جوهر الدين هو الارتقاء بالانسان في كل المجالات الدنيويه والروحية. ان عدم مراجعة التراث من قبل مختصين عقلاء يفهون الدين والواقع معا سيقود شرائح واسعة من المجتمع على تكوين صور قاتمه عن الدين والمتدينين والابتعاد تدريجيا عنه بل ومعاداته لانهم لا يرون فيه الا أداة في ايدي الحكام او المشائخ للهيمنة والتسلط بدون ابراز اي ملامح جيدة وراقية. إن كثيرين من العاملين في الحقول الاسلامية المختلفة وان حسنت نواياهم الا أنهم يعملون بشكل سلبي نتيجة محدودية معلوماتهم فيما استجد حولهم من أحداث وأفكار ... ولكن حسن النوايا هنا غير مجد على الاطلاق ويذكرنا بقصة ذلك الدب الذي اراد أن يطرب الذباب عن رأس صاحبه النائم فضربه بصخرة أودت بحياته !!!!!!! 
.
ي.أ

2017/03/07

فساد شامل واصلاح شامل


عندما تجد أن أساتذة الجامعات يسمسرون ... والموظفون مرتشون ... والشيوخ يسترزقون بالدين ... والسياسيون فاسدون حتى النخاع ... والمثقفون يقدمون ما يطلبه المستمعون ... والاعلاميون مجرد أبواق لمن يدفع ... والشباب تائهون لانهم لم يجدو قدوة ... والمجتمع مبدد القوى في حروب صفرية ... والناس تبارك كل هذا العبث ويصفقون لطرف او أطراف تحت أي ذريعة ... فاعلم ان تصور اي حل مختصر هو مجرد هراء ... لان كل هؤلاء الفاسدين سيحاربون بشراسة في سبيل ما وصلوا اليه بغض النظر عن استحقاقهم ... هذه الحاله تحتاج الى نهضة مجتمعية شاملة وايجاد قيادات سعيها هو الوطن وجيوش من علماء الدين الربانيين والمثقفين الحقيقيين ... نحتاج الى تجديد في الوعي وفي التصورات وفي الادوار ... كما نحتاج مع كل ذلك الى أجهزة رقابة حقيقية لا تتبع أحدا ولا تنافق السلطة بكل أشكالها ... وقبل ذلك ومعه وبعده الى الاعتراف بأخطائنا ووضعها بكل وضوح على طاوله التشريح !!!!

 ي.أ

الفرق هو الوعي


الفساد منظومة متكاملة لانه النقيض الموضوعي للوعي ... فاذا كان المجتمع واعيا بذاته قادرا على ايجاد التصورات والمآلات غلب مصلحته الكلية ونظر لأبعد من موطأ قدمه ... أما اذا كان هذا المجتمع غبيا جاهلا فان أقصى ما يمكن ان يتصور انسانه هو مصلحته الذاتيه وما يكتسبه بحق او باطل ... فتراه لا يتورع عن هدم اقتصاد دولته او مؤسسته ليكون ثروته الخاصه والتي يقوم بتهريبها غالبا خوفا من افتضاح أمره ... فترى كل متنفذ فيه يقوم ببناء قاربه الشخصي بتكسير ألواح السفينه الكبرى ... وعندما يشتد عصف الموج تغرق كل هذه القوارب القزمه بعد غرق سفينه المجتمع القوي والسبب هو جهل ركابها ... فأنت تعيش مواطنا عاديا في مجتمع يوفر الحد الادنى من العيش الكريم لمواطنيه أفضل بمراحل من أن تعيش سارقا او مرتشيا او أمير حرب في مجتمع يأكل بعضه بعضا ... وكل آكل مأكول !!!! 

ي.أ

ديمقراطية عرجاء


تعرف الديمقراطية بأنها (حكم الشعب بالشعب لصالح الشعب) ... مشكلة الشعوب الجاهلة والمتخلفة أنها لا تستطيع تحديد مصالحها وأولوياتها ... وبالتالي تختصر في أذهانها العملية الديمقراطية الى ديكوراتها وقشرتها الفوقية كالانتخابات والصناديق ... ويضيع عندها جوهرها الذي كانت هي وسيلته وهو الحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية ... تغرق في نزاعات ساعين للحكم متسلطين جهله لا هم لهم الا التسلط وتحويل المجتمع الى غنيمة ... بعد سنوات من الصراع الصفري تكتشف أنها لم تبن شيئا لا على المستوى المادي ولا على مستوى الانسان ... كما تجد انها كانت غافلة على تدبير اقتصادها وثرواتها فتبتلعها المنظمات الدولية ومافيات الاموال والشركات العابرة للحدود ... وتحويل مواطنها الى كائنات بائسة تستجدي لقمة عيشها في مقابل تضخم ارصدة السماسرة ومصاصي دماء الشعوب !!!!

 ي.أ 

2017/03/06

الصندوق الأبيض والأسود

نعلم الطلبة في مادة هندسة البرمجيات انه لاختبار أي نظام توجد طريقتين ... الاولى تسمى طريقة الصندوق الاسود حيث يتم التعامل مع النظام كمدخلات ومخرجات فقط بدون الاهتمام بالتفاصيل الداخلية ... بينما الثانية تسمى الصندوق الابيض حيث يستطيع المختبر معرفة الاجزاء الداخلية للنظام وكيف تعمل.
على مستوى الانظمة السياسية اعتاد الغرب اختبار أنظمتنا المتخلفة عبر نموذج الصندوق الاسود ... فما دامت المخرجات لصالحه لماذا يتعب نفسه في الغوص في التفاصيل الداخلية ... هنا عنده كل الحق في ذلك لانه يراعي مصالحه فقط... اما المسؤول عن تطبيق نموذج الصندوق الابيض فهم المواطنون الواعون بما يريدون ... ولكن بما اننا لم ن نصل لهذه المرحلة من الوعي فنحن الان لم ننجز اي الاختبارين ولم نفكر في اختبار اي شى من الاساس لاننا منشغلون في حروب من قبيل اي فهم للدين هو الاصح او من هي ارفع القبائل شأنا.
ي.أ

إنما هذه المذاهب أسباب ... لجر الدنيا الى الرؤساء


يتوهم البعض أن أن الموت في سبيل عقيدة او فكرة ما دليل على صلاح الفكرة وأحقيتها ... ولكنهم يغيب عنهم أن كل الافكار على مر التاريخ وجدت من يموت من أجلها فهل يعني ذلك أنها صحيحه كلها ؟ ... بل ان كل معركه يعتقد كل فريق فيها صحة رأيه وما ذهب اليه من اجتهاد ... تاريخيا الصحابه اقتللوا ومات ثلاثه من الخلفاء الراشدين مقتولين ... ومن بعدهم نشبت معارك طاحنه بين معظم الطوائف الاسلامية ... لعل ابرز ما يميز هذه النزاعات أنها نزاعات سياسية بجدارة ولكنها تستغل موقفا او دعوة دينيه لتكسب أصوات الناس وسيوفهم ... فقد تذرع معاويه في حربه لعلي بأنه يطالب بدم الامام المقتول عثمان ... وعندما خرج الخوارج زعموا ان لا حكم الا لله ... وقامت الدوله العباسية على دعوى احقيه أهل البيت بالحكم ثم انقلبوا العباسيون على بني عمومتهم من العلويين وفعلوا بهم الافاعيل ... وشن المسيحيون الحروب الصليبيه على الشرق لاستخلاص مكان ميلاد الرب بزعمهم من المسلمين ... وحارب الألمان تحت رايه النازيه لايمانهم بالفكره ... وابيد الملايين في الصين وروسيا لاقامه الشيوعية ... ومات في الحرب العالميه الثانيه أكثر من 70 مليونا في اوربا تأثرا بأفكار. ان المتتبع لتاريخ الحروب سيجد معها مجموعه من الافكار الملازمه ولكنها للاسف في اغلب الافكار سنكتشف انها مجرد مصائد للتحشيد والتجنيد لا أكثر ولا أقل ... عبر عن ذلك المعري بقوله (إنما هذه المذاهب أسباب ... لجر الدنيا الى الرؤساء) . ينطبق ذلك تماما على كل ما تمر به بلادنا من حروب ودماء ... سيجد اناسا يرفعون رايه الاسلام واناسا يصرحون بعلمانيتهم واناس يتقاتلون دفاعا عن القبيله والمنطقه وهناك من يحارب مصلحة ودفاعا عن مكاسبه . لعل هذا الصنف الاخير هو الاصدق ... ولكن لما كان الانسان حيوان أخلاقي فتراه يحاول اضفاء المبررات على اخلاقه الحيوانيه ليحيلها الى افعال مبرره في نظره اولا وفي نظر غيره بعد ذلك. ما لم نتجاوز كل هذه التفرعات ونحكم الاصل الجامع بيننا وهو اخوتنا الانسانية وأن كل ما يتفرع عنها من اديان ومذاهب واراء لا يجب ان ينقضها ويهدمها سنظل في حلقة مفرغه لا خلاص منها !!!! ي.أ

الاسلام بين الأمس واليوم


إن التحدي الذي قدمه الاسلام منذ يومه الأول هو مفاهيمه الأصيله التي فهمها انسان الجزيرة البسيط وتفاعل معها وعرف ان فيها حلا لمشاكله ... ان المفاهيم والقيم هي اول ما تثير الانسان وتلفت نظره وليس مجرد الفروع الفقهية او القانونية ولا ما يصاحب نشؤ الدولة من مماحكات سياسية وصراعات طبيعية بين البشر ... ان اللعبة الكبرى التي جرى تطبيقها منذ أكثر من قرن من الزمان هو عزل المسلمين عن قيمهم الروحية والتي هي لب الدين وجوهره من علوم للتزكية والتصوف وعلماء ربانيين بحجة ان كثيرا من البدع والشركيات قد اختلطت بهؤلاء ... وهو ان كان حقا في ذاته الا أنه تم استخدامه بخبث شديد لاهدار كل الانتاج الصوفي / القيمي ... وقصر الدين على الفقه بعد ان تم تشويهه ايضا عبر تقويض مدارسه ومناهجه التي خدمت من أجيال متعاقبه من العلماء والدعوة الى فتح باب الاجتهاد او الاخذ رأسا من النصوص ... ثم التركيز على نظرية واحده كانت الى وقت قريب مهجورة من علماء المدارس الاسلامية في الهند والعراق والشام والحرمين ومصر والمغرب العربي في علوم التوحيد والكلام وتقديمها بأنها النظريه الكامله التي يعد الخروج عنها كفرا او بدعة على الاقل ... كل هذه الهزات المتلاحقة عبر مدارس تدعي التجديد وتشاب بكثير من الغموض في نشأتها ورعايتها بداية من الدعوة السلفيه وما استمد منها وسار في ركبها من مدارس وشخصيات هنا وهناك ... وأخيرا تبديد جهود المسلمين في اقحامهم ضمن الاسلام الحركي والسياسي ليتحول حاملوا الفكر الديني الى مجرد سياسيين يتلوثون بكل سخافات السياسة بغض النظر عن الافته التي يحملون!!! كل ذلك تم ويتم وفق خطط في نظري لافراغ الاسلام من محتواه ليتحول الى مسخ يفر منه الناس بدل ان يكون جاذب لهم ... وعقد مقارنه بين الامس واليوم سينبأنا بذلك ... فلم نعد نجد قمما روحية وقدوات اخلاقية يراها المسلم اليوم تجسيدا للاسلام بلا مصالح ولا تحيزات ولا تحزبات ... ولم نعد نرى علماء في حجم مشائخ الازهر وعلماء الزيتونه والقرويين الذين كانوا جبالا في العلم والعمل كما تنبؤنا سيرهم ومؤلفاتهم ... ولم نجد بين المسلمين تلك القيم والعواطف الاسلامية النقيه التي تجعل من المسلم كائنا رحيما يعطف ويساعد من حوله من بشر وحيوان . ان الناظر لاحوال العالم الاسلامي اليوم لن يشهد على ساحته شرقا وغربا الا مسلمين يقتتلون باسم الاسلام عبر تكفير وتبديع بعضهم بعضا ... او حركات اسلامية شوهتها السياسة واستهلكت قواها ... ومذاهب قشورية تكتفي من الاسلام بطقوسه ولا تغوص في حقيقته !!! الحق ان أعداء هذا الدين عندما قالوا انه لا بد من ايجاد اسلامات لمحاربه هذا الاسلام افلحوا جدا ... وحولوا عواطف الناس لمناصره هذه الاسلامات المختلقه وحصروا فيه انظارهم وجهودهم ... صحيح ان تاريخنا الاسلامي كان مليئا بالنكبات والاخفاقات ... ولكن المختلف ان الشعوب المسلمه كانت هي المحتضنه للاسلام كلا حسب اجتهاده وفهمه ... اما اليوم فالمراد هو نزع الاسلام من وجدان الشعوب وتحويله الى طقوس وصراعات ليقضى عليه تماما ... وهو ما نراه في ابتعاد الناس والشباب خاصة عن هذه النسخ المشوهة لظنهم هي الاسلام ... اللهم قيض لدينك أناسا ربانيين يحسنون فهمه وافهامه لغيرهم فلازال هو الدين الخاتم ولا زالت البشريه في حاجة قيمه التي لم يعرف ويستكشف الا أقلها ليروي هذا الظمأ الروحي على مستوى العالم. اللهم انا نشهد لك بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرساله وبصلاح هذا الدين وقدرته على اصلاح دنيا الناس وأخرتهم ... اللهم لا تسلبنا ذلك وأعز دينك بأناس عقلاء واعون وابعد عنه كل مكدر وجاهل .

 ي.أ

2017/03/05

بين الثقافي والسياسي


بين الثقافي والسياسي فرق شاااااسع ... فالثقافه تهتم بالمفاهيم وارتباطاتها وتطبيقاتها ... بينما اكثر ما يركز عليه السياسي هي المصلحة والسلطة ... السياسي يريد ضمان مصالحه واستمرار سلطته بشتى الطرق ولو بالكذب والتدليس وانشاء تحالفات لضمان ذلك ... بينما المثقف عادة فهو من يقف في وجه كذب السلطات السياسية والدينية والمالية ... المثقف يعكس رحابة الفكر وصفاء النفس والصدق ... بينما السياسي يعكس أناه ومصلحته وعقده السلطوية ... لذلك لا يمكن أن يشتركا أبدا . أما أحقر النماذج البشرية فتلك التي تتحدث بلغة مثقفة لتبرير سخافات السلطة ... وما أكثر هؤلاء !!!!!

 ي.أ

2017/03/04

الجوهر والديكور


منذ قرنين وشعوب المنطقة تعيش تيها حضاريا ... منذ مطبعة بونابرت اكتشف العالم الاسلامي انه خارج التاريخ ... بدأت المحاولات للخروج عبر مسارين متوازيين ... البعض حاول ان يقيم دولة الانوار ... والبعض الاخر أراد استعادة دولة عمر أو علي ... ما فات الفريقين هو الاشتغال على انسان هذه المجتمعات ... فهو لظروف تاريخية مر بها صار انسانا مهزوما داخليا ... قابل للاستعمار الخارجي والاستحمار الداخلي ... ومهما ركبنا عليه من ديكورات تنويرية او اسلامية فسيظل جوهره غير متبدل ... فقط حاولوا احياء الانسان وهو سيختار ما يريد ... ولا تحاولوا فرض انماطكم وايدولوجياتكم على كائنات بشرية تائهة في الزمان والمكان !!!!! 
ي.أ

2017/03/02

كارهوا الحقيقة


كثيرون يكرهون الثورات الأخيرة في المنطقة ليس لأسباب سياسية او أيدولوجية ... ولكن لأنها عرت وكشفت انسان هذه البلدان ... البعض يقترح رجوع الانظمة القامعة حلا لهذه المشكلة ... ولكنه يغفل ان ذلك كمن يخيط الجرح على صديده ... فهو مجرد اخفاء ظاهري لكل تلك السخافات تحت أحذية العسكر او أجهزة الامن لتولد وتترعرع مرة أخرى مجتمعات مفككة تجمعها العصا وتفرقها أهواء الحكام المستبدين ... ان مكابدة كل هذه الظواهر ومعالجة كل الاخطاء الماضية هي الابتلاء الوجودي الذي تورط فيه هذا الجيل لأنه من صنعه وصنع من سبقه ... ولا بد من قبول التحدي ان أردنا عالما مختلفا لأجيالنا القادمة ... فالاصلاح بطبعة مهمة شاقة عسيرة لانها عملية بناء في وسط هادم وفوضوي ... المهم ان نعرف الأساس الذي يجب ان ننطلق منه ... وقد برهنت تجارب التاريخ والأمم أن البداية الصحيحة يجب أن تكون الإنسان لأنه هو مادة البناء المجتمعي ... اما محاولة انشاء أبنية مادتها الخام هو الانسان الحالي فهو مجرد حرث في البحر واجترار لتجارب الماضي الفاشلة ... يجب ان نعترف بفشلنا كمجتمعات وأفراد أولا ... ثم تحديد خصائص الانسان الذي نريده لتنشئة الاجيال عليها ... بغير ذلك سنستمر كما نحن ... صدقوني !!!! 
ي.أ

2017/03/01

إلهاء عبثي

صار الاعلام هو لعبة الامم لانه ببساطه صار هو المحرك للقطعان المبرمجة عبر آلياته ... فيمكن تمرير اي فكرة عبره لأولئك المتلقين بطرق ماكرة جدا ... يمكن استغلال اي حدث ايجابي لتلميع اسخف الشخصيات على الاطلاق ... كما يمكن استغلال اي حدث لا يروق للجماهير لمسخ أي شخصية عظيمة ... هنا نرى تلازما بين الاعلام والجماهير والافكار او الشخصيات التي يراد ايصالها ... مثلث مهم جدا لمن أراد أن يفهم او يغير ... الأغلبية الساحقة من الجماهير ستكون على الحياد في البداية في أي قضية ... ولكن التلاعب بعقولها يمر عبر الضخ الاعلامي العاطفي وخاصة اذا ارتكز هذا الخطاب على تهديد أمنها او حاجاتها الاساسية التي تمثل في العادة الدوافع المحركة للانسان فالامن والمال والاكل والسكن والمرتب هي الاوتار الحساسة التي تستفز اي شخص في الشارع. في بلادنا سنلاحظ ارتباط هذه الامور بكل حملات التلميع والتشهير ... بغض النظر عن الطرف المراد تلميعه او التشهير به ... ففلان جيد لانه وعد بمرتبات او منح او تحسين اي حاله للمواطن والعكس بالعكس ... بينما الحقائق تقول ان هذه الآليه في الالهاء يمارسها كل السياسيين ... الاسماء لا تهم لان المسأله عالمية على ما يبدو ... كلما ظهر وعد في الافق بدأت الجماهير في الترقب مع ادراكها انها كذبة كبيرة بحكم خبرتها السابقة مع الحكام ولكنه الطمع البشري . بينما العاقل يمكن ان يقيس صحة اي وعد من عدمه بملاحظة بسيطة ، فالوعود الكبيرة تحتاج آليات للتنفيذ وخطط ودراسات لردود الافعال المجتمعية وتأثير ذلك محليا ودوليا ... كل ذلك لا يلتفت له احد لان المهم من كل ذلك هو المماطلة وكسب الوقت من جهة الواعد ... اما الجماهير فقد تعودت ذلك وبدأت تجد متعة في تكرار اللعبه لا أكثر ولا أقل ما دام كل المشهد لا يحتوي الا العبث ولا يقود الا الى المزيد منه !!!!
 ي.أ