2015/09/24

الفكرة

يمتاز عالمنا المعاصر بسرعة الاتصال التي أدت الى سرعة تناقل الأفكار ووجهات النظر والرؤى وكل ما يختلج في أعماقنا ككائنات عاقلة ... سنجد أفكارا متنوعة ووجهات نظر يصل الخلاف بينها حد التناقض  ... نعجب ببعضها ونختلف من بعضها الاخر ، كما لا نستطيع فهم كثير منها لأنها تتجاوز قدرات فهمنا أو فنوننا وتخصصاتنا العلمية  ، لكن يضل اطلاعنا عليها أحد روافد ثقافتنا التي تتشكل عبر التقاط كل ما يجري حولنا من احداث او إعمال فكرنا في كمية المعلومات المتحصلة عندنا عبر الربط بينها واستخراج الكامن في بطونها عبر عمليات القياس والمقارنه والاستنتاج.

في هذا الخضم الواسع جميل أن نحدد أهدافا او نسعى لتطبيق فكرة أعجبنا مضمونها او اكتشفنا نبل مغزاها وفائدة تطبيقها ، الا أن بعضنا للأسف يصبح أسيرا لهذه الفكره او ذلك التوجه فتكون هي الاطار الذي يوجه كامل نشاطه العقلي وتصبح هي النافذة الوحيدة التي ينظر عبرها الى كل شئ ... عادة ما تعرف هذه الافكار المهيمنة بالأيدولوجيا والتي يترجمها كثيرون ترجمه حرفيا (بعلم الافكار)  ولكنها في الحقيقة هي مجموعة من الافكار المحدده التي تصوغ نظره الانسان في مجال ما وان اشتهر المصطلح في المجالات السياسية والاقتصادية وربما الدينيه ... ولكن الامر أعم من ذلك بالتأكيد.

مشكلة هذا النمط في التعاطي مع الافكار هو اعتبار ما تم اعتناقه من ايدولوجيا حقيقة مطلقة ، ثم محاولة لي أعناق ما عداها ليوافقها او رفضه ان لم نستطع ان نجد له مسوغا بأي وجه ... وهذا يقودنا حتما الى تعسف شديد نراه من اصحاب المذاهب والايدولوجيات ، فكل ما نراه من خلافات وحروب ، قبل أن توجد على الارض كانت في الاصل حروبا فكرية لطرفي النزاع فيها ، حيث نرى الطرفين يصدران عن أيدولوجيات مغلقة تحتكر الحقيقة وتجرم او تكفر المخالف لها  وما أسهل اللجوء الى الحرب والقتل بعد ذلك متى امتلكنا المبرر الفكري والاخلاقي لهذا الفعل.

 قديما قال بعض العقلاء من اتسع علمه قل انكاره ، وتلك حقيقة برهانها الواقع وسجلات التاريخ ، فمتى كان المنظر لمذهب او رأي عالما انسانيا عارفا بأحوال الناس واختلاف انظارهم كلما كان انتاجه متسامحا مع غيره قابلا للأخذ والرد ... وكلما كان ذلك المنظر ضحل العلم قليل الخبرة بأحوال المجتمعات والامم كلما كانت نظراته ضيقة وتسامحه قليل وادعاءه الحسم والوقوع على الحل الجذري والنهائي لمشكلات الناس مرتفعا ومبالغا فيه.

ان الحياة اكبر ولا شك من عقل عالم مهما اتسع ومن نظرية منظر مهما كان متبحرا ، فالحياه هي الوعاء الجامع لتجارب البشر ومحاولاتهم الخجولة لادراك الحقائق وتفسير الوقائع ، فلينظر كل منا الى رأيه او أيدولوجيته على أنها محاوله متواضعه لادراك الحق يشوبها بكل تأكيد ما يشوب تفكير البشر من غفله وقصور ونقص وانها تزداد غنا ونضوجا برأي غيره وتصويبه وتصحيحه ، والا فالويل كل الويل لنا من أنفسنا وادعائنا إدراك الحق المطلق فذلك لا يليق الا بالحق عز وجل ومن نازعه ذلك كان حقيقا أن يضل ويضل غيره ، وما نكبات أمتنا اليوم الا نتاج هذا الزلل والخطأ وادعاء الأقزام علما وفقها وتزكية أنهم يمثلون الحق وهم أبعد الخلق عنه !!!!!



ي.أ   

2015/04/27

أبي

عاش فقيرا الى كثير الماديات ولكنه علمنا كثيرا من الاشياء التي أثرت ولا زالت تأثر في تفكيرنا ووجداننا نحن أبناؤه ... كان لا يتعدى على أحد ولكنه لا يرضى بأن يظلمه أحد ولا يسكت على ظلم ... كان تعليمه الرسمي متواضعا ولكنه عوضه بثقافة واسعة في الادب واللغة والتاريخ والفقه عبر التعليم الذاتي والاطلاع وورثنا منه مكتبة لازلنا نفخر بها ... عاش كادحا في مختلف أطوار حياته ولكنه كان مرحا غالبا ... تعلمنا منه ان لا نقيم للدنيا شأنا كبيرا متى حصل الانسان منها أسباب ستره ... لم نره متزلفا لحاكم او ذا منصب بل كان عصاميا الى ابعد الحدود ... بالنسبة لي وأنا أكبر أبنائه كان صديقا غالبا ... نتناقش في كثير من الامور ونختلف كثيرا خاصة في معالجة بعض الامور الاجتماعية ... مع الوقت عرفت ان نظرته كانت الاصوب لأنه كان عارفا بنفسيات الناس وطباعهم ... كثيرون يعتبرونه صعبا او حادا ولكنه ببساطه كان لا يقبل الخطأ ويعبر عن ذلك بكل صراحة ... بعد وفاته وجدنا في بعض أوراقه قصيدة من نظمه ولم يكن شاعرا ولكنه محب للشعر يتحفظ جيده ربما كانت تعبيرا صادقا عن شخصيته جاء فيها :

طَالَتْ عَلَى الصَّبِ الكَئِيـبِ العَـانِـي ... أَيَّــامُــهُ تـَأْتِــيــهِ بـِـالـأَشْـــجَــانِ
يَـا حَـائِـرًا فِــي أَمْــرِهِ مُــتَـبَــرِمـــًا ... مِـنْ وَقْـتِـهِ مُـتَـمَـسِّكــًا بِـأَمَـانِــي
يَمْضِي الزَّمَانُ و لاَ تُحَقِّـقُ مَطْـلَبــًا ... فإِلاَمَ تَسْـلُــكُ مَسْلَــكَ الخُسْــرَانِ
وإِلاَمَ يَـــأْتِيــكَ الصَّـبَـــاحُ بِــنُــورِهِ ... فَيُرِيكَ نُورُ الصُّبْحُ هَـمـًا ثَـانِــي
وإِلاَمَ تَلْتَمِــسُ الرَّشَـــادَ مـِنَ الّــذِي ... فِي طَبْـعِـهِ التَّزْيِّـيـفِ والبُـهْـتَـانِ
يُعْطِيكَ مِنْ طَرَفِ اللّـسَـانِ حَــلاَوَةً ... وَطَلاَوَةً فِـي الـشَّـرْحِ وَالتِّـبْـيَـانِ
وَيَـجُرُ مِنْكَ الرِّجْلَ نَحْـوَ مَـصَالِــحٍ ... يَـنْـوِي لَهَـا التَّحْـقِـيـقُ بِالمَـجَّـانِ
يَـرْنُـو إِلَـيْـكَ بِأَعْـيُـنٍ مَـشْــحُـونَــةً ... بِالـحِـقْـدِ وَالأَطْـمَـاعِ والـعُـدْوَانِ
تَعِـسَ الزَّمَـانُ فَـكَـمْ أُعَـاشِـرُ أُمَّــةً ... أَطْمَاعُهَا تَطْغَـى عَلَـى الإِنْسَـانِ
وأَضِيـقُ ذَرْعـًا بِالـمَـكَــانِ وَأَهْـلِـهِ ... مَثْوَى الكُرُوبِ قَرَارَةَ الأَحْـزَانِ
وأَجَـرُ رِجْلِي والهُمُـومُ تُـحِيـطُ بِـي ... مُسْـتَـسْـلِـمًا لِلْيَــأْسِ والــخُـذْلاَنِ
وأَقُــولُ لِلْجَـمْـعِ الّـذِيـنَ خَبِرْتُــهُــمْ ... وَعَرَفْتُهُمْ مَـنْ سَـالِـفِ الأَزْمَـانِ
أُفٍ لَـكُـمْ مِـنْ مَـعْـشَـرٍ مُـتَعَـجْـرِفٍ ... بَاعَ الثَّمِينَ بِـأَرْخَـصِ الأَثْـمَــانِ
يَا لاَئِمِي فِـي غُرْبَتِـي فِـي حَيْـرَتِـي ... فِيمَا تَـرَى مِـنَ كَثْـرَةِ الهَـذَيَــانِ
مَـهْـلاً عَـلَـيّ فَـإَنّ قَـلْـبِـي طَـاهِــرًا ... لاَ أَقْبَلُ التَّزْيِّيـفَ فِي وُجْـدَانِــي
------------------------
ذلك هو أبي (عبد الرحمن يوسف أبوراوي) ... الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته الخامسة ... رحمه الله وغفر لنا و له
ي.أ

2015/04/24

إيقاف التاريخ

ظاهرة انسانية عامة مردها محاولة الاحتفاظ بنشوة الانتصار أكبر قدر ممكن ... تتمظهر عادة في دعوات الحتمية التاريخية التي تقود حالة مرغوبة او مثالية من وجهة نظر القائل بها لعل من أبرز مظاهرها تاريخيا هو الآتي :


- المدينة الفاضلة لدى افلاطون الذي زعم ان الحكم المثالي سيتحقق متى حكم الفلاسفة هذه المدينة وسيروها وستكون هي الحاله المثالية التي لا مزيد عليها !!!!

- المدينة المنورة حال وجود النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عند أصحاب الدعوات السلفية والتي يقولون جازمين انها أفضل المراحل الزمنية والتي يجب أن نسعى لاستعادتها والاستنان بها في كل شئ !!!!

- الحالة الشيوعية المطلقة عند ماركس والشيوعيين التي يجب ان تنتهي اليها المجتمعات بعد ان يتمر بمراحل صراع الطبقات والديالكتيك وعندها ستختفي كل مظاهر التطاحن والتظالم لاننا وصلنا الى شيوعية كل ما من اجله يتحارب البشر !!!!

- الحالة الامريكية وهيمنتها العالمية لدى فوكويوما في اطروحته نهاية التاريخ والانسان الاخير حيث افترض ان البشرية ستستقر على هذا الوضع ولن تتغير كونه مثاليا !!!!

- الحالة الجماهيرية لدى القذافي والتي لا تختلف كثيرا عن الطرح الشيوعي والمناداة بأنه هو الحل النهائي لمشكلة أداة الحكم عبر جعل الثروه والسلطة والسلاح بيد الشعب !!!!

- الحالة الثورية عند كل الثائرين لأنهم يعتقدون أن ما قاموا به هو الأفضل والأحسن والانسب وأن ما قدموه من تضحيات لابد وبالضروره أن تكون هي أسمى وأنقى الحالات البشرية !!!!

كل هذه الدعوات تؤمن ان التاريخ متحرك وان محركاته تختلف وتتنوع ... ولكنها تتناقض اخيرا بجعل حالتها المثالية التي ترى انها الحل الامثل سواء اكانت هذه القناعة هي علمية او فلسفية او انها ناتجة عن رغبه شخصية لا تريد لحالتها الخاصة من القوه والهيمنة ان تتغير ... هذه الدعوات باختلاف اسبابها هي مجرد افتراضات وأحلام اثبت التاريخ نفسه عدم جدواها وأن الظاهرة الانسانية متجاوزة لكل ذلك وأكثر تعقيدا من افتراضات باحث او رغبات راغب أو تضحيات مؤمن بفكرة ... جميل أن نفهم ذلك وأن نضع الامور في نصابها ونقدر لكل فعل او حالة ثقلها النسبي ... لكن الإصرار على فكرة واحدة والاصرار على ذلك لن يقودنا الا الى التحجر والتجميد ... والتاريخ هنا هو البراهان أيضا !!!!



ي.أ

2015/04/19

فوضى الافكار ... وصناعة القطعان

لاشك ان لوسائل الاعلام اليوم الدور الاكبر في تشكيل وصناعة الافكار والاتجاهات ... ولا شك انها مجال خصب للدراسات والابحاث والتجارب ... هذا في جانب صانعي الافكار والسياسات ومروجيها والمستفيدين من كامل هذه الصناعة وفق خطط استراتيجية طويلة الأمد ... اما في جهة المستهلكين الجهلة كمجتمعاتنا المتخلفة فان الغرض منها غالبا هو صناعة قطيع يتم حصره وتوجيه افكاره وفق رغبات بعض الاذكياء والسماسرة لا أكثر ولا أقل ... فنحن دخلنا هذا الخضم بلا اي أهداف الا اهداف بعض هواة التسلط والتحكم لذلك ما نراه من ضخ اعلامي لقضية ما وغالبا ما تكون (سياسية) هي فقط زيادة رصيد هذا الزعيم او ذلك الحزب او تلك الجهة لا أكثر ولا أقل حتى ان احتوى على كم هائل من المغالطات والتناقضات الداخلية.
ان السرعة الكبيرة في تداول الافكار والاخبار وارتفاع وتيرة التشنج داخل المجتمع عبر تبرير الكره وتحويل الناس الى أجهزه حساسة تلتقط كل خبر وتنحاز له او ضده بسرعه عجيبة سينهك كامل الجهاز العصبي لهذه الكائنات المترقبة ويحيلها الى كائنات تبدو مجنونة تماما محاطة بعقد الزعامة والتصنيف والاستقطابات الحادة لسياسات هي مغيبة عنها تماما وعن صناعتها وعن صراعات أطرافها الخفية والمعلنة ... فالانسان العادي او المواطن ينبغي له ان يهتم بأموره الحياتيه المباشرة ويسعى الى تحسين ظروف حياته اليومية ... ففي دول العالم الواعية قد يتظاهر الناس لزيادة الضرائب او زيادة سعر المحروقات او لتأخر المرتبات أو تضامنا مع مريض لم يلقى العناية الصحية الازمة ... أو لتردي مستوى الأمن ... ذلك هو الذي يؤثر بشكل طبيعي في الحكومات ويجعل منها خادمة لشعوبها تسعى لارضائه ... عندنا ولأننا لم نعرف او نحدد حقوقنا او واجباتنا لم نر اي مظاهرة في هذا الاتجاه ... كل ما نراه هو حشود تخرج لمناصرة هذا الطرف او ذاك لأنها تنحاز اليه عاطفيا او لأنها تعتقد أنه اذا حكم سيحقق لها كل ما ترغب كأنه مصباح علاء الدين .
ان هذا الامنطق وهذه التصورات الاواقعية هي نتيجة طبيعية لتجذر الخرافة بجميع انواعها في عقلنا الجمعي لا أكثر ولا أقل ولأننا لم نحدد ما نريد بشكل فعلي ... فنحن مجرد منحازون على اسس غير منطقيه ولا واقعية بل الذي يحركنا مجرد انتماءات قبلية او قناعات ايدولوجية غير مبرهة غالبا او انسياق غبي مع الجموع والبيئة المحيطة ... أكاد أجزم أننا لو كنا خارج هذا الصندوق بكل ما فيه من فوضى وطلب منا مراقبة الوضع داخلة سنخرج بنتيجة واحدة هي الجنون المطبق لكل من هم داخله ... وإليك بعض هذه المشاهد لتتأكد :
- أناس عاشوا 40 عاما في أكواخ من الصفيح يبعثون بأبنائهم لتموت فداءا لهذا الحاكم المطلق طيلة هذه السنوات !!!!!
- أناس عاشوا 40 سنة خارج البلد هروبا من هذا الحاكم المطلق وسياساته أو في السجن هروبا من بطشه وعند رجوعهم بعد ازاحة هذا الغول المرعب تكتشف ان رؤوسهم بقيت كما هي طول هذه المدة ولا توجد فيها الا فكرة واحدة ... متى ارجع للوطن لأستلم مرتباتي طول هذه المدة النضالية !!!!
- أناس يرفعون شعار الاسلام السياسي ويسعون لاقامة خلافة اسلامية او دولة اسلامية وقد تم تربية وتدريب معظم قياداتهم من أجهزة استخبارات عالمية !!!!!!
- أناس يرفعون شعار الليبرالية والعلمانية ولم يقرأوا كتابا في حياتهم لكل فلاسفتها ومنظريها كما لا يجيدون التعبير عما يريدون بشكل منطقي متماسك وبعضهم يدعوا الى تفعيل دور القبيلة بدل المواطنة !!!!!
- أناس تنفطر حزنا على أناس قتلوا في تفجير انتحاري اذا كان هذا التفجير في بنغازي مثلا وتفرح كثيرا اذا كان في طرابلس ... وبالعكس !!!!!!
- أناس تدعوا الى بناء جيش وشرطة ... بلا اي مقاييس او معايير او ضوابط ... المهم ان يكون الجيش والشرطة من جماعتنا ولا يهم هنا اذا كان من ضمن اعضاءه مدنيين او حشاشين او قتلة مأجورين ... المعيار الاهم هو (معنا - ضدنا) ... فالجيش يجب ان يكون على رأسه (حفتر )او يكون على رأسه (بادي) حسب الاهواء والمويلات ... وقد يحتوي في أفرادة (بوكا) او (عفاريت) ... فلكل مؤيد من المعسكرين !!!!!!
- أناس تعتقد أن تدمير مدينة بكل ما فيها للقبض على المجرمين جائز وطبيعي بل هو برهان كبير على الدهاء والحنكة العسكرية ... وفي المقابل فإن تدمير مطار كارثة لا تغتفر .
- أناس تعتقد انها عندما ثارت على القذافي وحاربته صار لها صك الى نهاية العمر بأن تفعل ما تشاء او تظلم من تشاء او تستولي على ما تشاء فهم مجرد أزلام !!!!!!
ولو أردنا تتبع التناقضات من كل الاطراف لقضينا في ذلك ساعات وساعات ... ان مرد كل ذلك في نظري هو اننا لم نعرف حقوقنا فنجيد الدفاع عنها ولم ندرك واجباتنا فنؤديها بقوة واقتدار ... وبالتالي فانه لملأ هذا الفراغ كان لابد من ايجاد معارك في غير معترك لنبرهن لأنفسنا وللأخرين أننا نقوم بشئ ما ... ولا يهم هنا كم القتلى والجرحى والمشردين مادمنا نمتلك ردا شافيا وتأويلا مناسبا لكل هذا العبث ... أما أنا فأبرأ الى من كل ذلك وأدعوا الله ان لا يشغلني الا بما ينفعني في دنياي وأخراي !!!!!!

ي.أ

2015/04/14

المنتصر الغبي VS المغلوب الحاقد

واهم من ظن ان للحالة الليبية اليوم حلا سحريا ... كثيرون من البيادق والذين يتم تحريكهم على الساحة يظن ان السيطرة تعني انتهاء الامر ... التاريخ الذي لا نجيد قراءته ينبينا بعكس ذلك تماما ... ان الساعي لسلطة قهرية ربما ينجح للحضات او حتى سنوات ولكنه يظل ينسج أكفانه طيله هذه المدة ... التغلب والقهر ممكن ومجرب بل هو النمط السائد لقرون عندنا ... ولكن ماهي نتيجته ؟ ... ان المنخرطين في هذا النمط احد نوعين ... النوع الاول هو الذاهب مع الاحداث عاطفيا ويرى انه بتغلبه يشفي غليله ... والنوع الثاني هو الذي لا يريد الا مصلحته الذاتية ولو على أنقاض الوطن ... كلا النمطين لا ينتج يقينا لان كل قواه ستستنزف في المحافظه على ما احتاز تغلبا ... كما ان سلوكه سيفتح شهية الكثيرين لسلوك مسلكه ... فتراه مسيطر متغلب ظاهريا ولكنه مهموم مشغول بأعدائه المتربصين باطنيا ... وما حرصه على الظهور بمظهر البطل او الزعيم او غيرها من مظاهر العظمة الا حيل نفسية لإخفاء مظاهر الخوف والترقب ... كما ان الطرف الثاني سيعيش ايضا مشاعر الترقب والبحث عن لحظه الانقضاض ... المحصلة ان المجتمعات المحكومة بهذا النمط تضيع فيها اي فرص لأي تنمية او تغيير لان الكل متحفز وهو ضمنيا ضمن ثنائية المنتصر الغبي او المغلوب الحاقد ... هذه الثنائية قد تنقلب في اي لحظه كأطراف ولكنها نتيجتها لا تتغير بل انها عند كل انقلاب تزيد في تراكم الاحقاد والعداوات والاستطاب الحاد بين المكونات المجتمعية وافرازاتها السياسية ... انطلاقا من هذه الحقيقة التحليلية التي نراها ماثلة للعيان في مجتمعنا وغيره من المجتمعات بل هي النمط السائد في كل الصراعات الاهلية والتي تم تبنيها كاستراتيجية لادارة المجتمعات المتخلفة والسيطره عليها عبر لاعبين في طرفي المعادلة وتوجيه تلك المجتمعات المنهكة لما يريدون بعد ذلك ... لذلك عندما نقول ان الحوار والتوافق هو الحل السليم (وليس بالضروره هو الذي سيطبق) لانه هو الضامن لوضع مجتمعي سليم تتجه فيه الجهود للبناء والتطور بدل الاحتراب والاستنزاف ... التاريخ ينبأنا بأن كل التغييرات الحقيقية تمت بعد استقرار المجتمعات ... هذا اذا أردنا أن نقلع حضاريا وأردنا البناء كما ندعي ... اما اذا أردنا أن نبقى في مستنقعنا الآسن والتناوب في أدوار الغباء والحقد فذلك لا يحتاج الى اي جهد بل مجرد ان نسير مع رغباتنا الحيوانية وهي كفيلة بارجاعنا قرونا الى الخلف !!!!!
ي.أ

2015/04/12

تتعدد الرايات والبؤس واحد

من أعجب العجب ان نحاول بناء دولة أو وطن بدون أدنى اهتمام لمفهوم الدولة والوطن وتعريف الناس بهذه المفاهيم وتعليل وجودها وأهميتها للفرد والمجتمع ... وترتيب الانتماءات من الاسره الى القبيلة الى الاقليم الى الدولة وتراتبياتها ... ومعنى ان نكون مواطنين في دولة ما وما هي الحقوق والواجبات ... ان كل الفوضى على الارض ناتجه عن فوضى المفاهيم في الاذهان لأنها نتيجتها المباشرة ... ان مركب الجهل والفقر والمرض هو ما نعانيه على مستوى الافكار ولم نستطع تجاوزه رغم مراكمة الماديات وتغير طرق العيش واستعمال كل الأدوات الحديثة ... كما أن تلك الرغبة الدفينة في التسلط هي المهيمنة على كامل المشهد (السياسي) ان كنا نمارس السياسة فعلا ... ان كل ما نراه من خصومات ونقاشات وحروب ودماء هي انعكاس لرغبة التسلط لدى افراد معدودين ولكنهم يدفعون البسطاء للمحاربة في سبيل رغباتهم وأوهامهم عبر استغلال وتأجيج العواطف والانفعالات وتهييج النعرات والايدولوجيات والتحيزات ... فالبعض يحشد الجماهير تحت راية العقيدة والدفاع عن الدين والبعض يستغل راية الوطن الذي ينبغي ان ندفع نفوسنا رخيصة في سبيله ... والبعض يشتري المرتزقة بالمال ليحاربوا من أجله ... وفي الاخير وعند وصول اي من هذه النماذج الى السلطة سنجد انها لا تحتلف في شئ عن من سبقها بل هي تكرار ممل لأنواع من الدكتاتوريات لا أكثر ولا أقل ... ان اشتراك كل هذه الدعوات في القاعدة الاساسية وهي الجهل والتعصب وان اختلفت انواعه واتجاهاته تجعل من النتائج غالبا واحده وكارثية ... فالمواطن في السودان او أفغانستان (الاسلامية) عانى كما يعاني أخاه المواطن في سوريا او العراق (البعثية) او في ليبيا (الجماهيرية) او في المغرب أو دول الخليج (الملكية) او في غيرها من المسميات المختلفه من (جمهورية) او (ديمقراطية) ... ان كل هذا الهراء والتصنيفات لم تغير من واقع انساننا عبر كل هذه العقود فهو مجرد انسان مقهور بأنواع مختلفة من التسلطات ... كان القاسم المشترك بين كل هذه الدول هو احتقار الانسان وتحويله الى مجرد مادة استعمالية يستخدمها السادة الحاكمون لاشباع رغبات التسلط والتحكم لا أكثر ولا أقل ... وما لم نغير هذه المعادلة بالاهتمام بالانسان أولا قبل كل التصنيفات الاخرى ... والتأكيد ان حياته وكرامته فوق كل ألاعيب الطامعين في الحكم وثعالب السياسة والمال فان ما نقوم به هو مجرد استعباط وتكرار لتجارب فاشلة مهما رفعنا أصواتنا واصطنعنا من خصومات وحروب !!!!

ي.أ

2015/03/18

دكتاتورية وإن تعددت النكهات

استخدمت الدول الأوربية الاستشراق كمفتاح لدراسة الاحوال الدينية و الاجتماعية والاقتصادية ودرست بدقة علاقة المكونات الاجتماعية ببعضها البعض لأن الهدف النهائي لاحتلال بلد  ما هو السيطرة والادارة لمقدرات هذا البلد  وموارده ولما كانت هذه البلدان معمورة بأهلها الاصليين فلابد من فهمهم وفهم كيفية التأثير عليهم واستخدامهم ، ان المتتبع فقط لما كتب عن ليبيا من نهايات القرن 18 والي قبيل الاحتلال الايطالي سيدرك بوضوح أنهم يمتلكون فهما دقيقا للمنطقة جغرافيا كوصف المناطق والطرق وأبار المياه واجتماعيا وعرقيا  وأعداد السكان ، فقط اريد التنويه هنا الى أن كتاب سكان ليبيا هو من تأليف (هنريكو دي أغسطني) الايطالي مع استعانته ببعض دوائر الاحصاء التركية وهو الى الان أدق ما كتب عن القبائل الليبية .
مراكز الابحاث اليوم تقوم بأضعاف ذلك وتدرس كل صغيرة وكبيرة ، فهي بالاضافه لكل ما سبق تدرس وتبتكر كل يوم فرعا من الفروع العلمية التي تختص بجانب من جوانب دراسة الانسان والتحكم فيه وتوجيه رأية فينصهر في هذه البوتقة كل الاجتماعي والديني والنفسي بالاضافه الى استخدام وسائل الاعلام على نطاق واسع   لتطبيق هذه النظريات واختبارها ثم تصحيحها  عبر أليات التقنية الراجعة والنقد المنهجي وتوجيهها بشكل أكبر للوصول الى الهدف المنشود .
تظل هذه الدراسات ككل معرفة مجرد معلومات حتى يتم تطبيقها واستخدامها لغرض ما ، فيمكن مثلا ان تستثمر لتوجيه الناس وتحفيزهم على البناء والعمل او توجيه أرائهم لقضية وطنية عادلة ، كما يمكن أن تستغل بطريقة معاكسة تماما فيمكن أن يتم من خلالها توجيه الناس الى الحقد على بعضهم البعض عبر صناعة مجموعة من الأوهام وجعلهم يحتربون لأسباب غير موجودة في البداية ثم يصبح القتال من باب الثأر لمن قتل مني ولتبدأ كرة الثلج في التدحرج والتضخم خاصة في مجتمعات لم تعتد أن تفكر بمنطق وعقلانية بل كل ما تفعله هو ردود أفعال تعتمد العاطفي والانفعالي ، وليبرز هنا مجموعة من الحذاق والشطار الذي يحاولون استغلال كامل المشهد بعد فهم أبعاده لمصلحتهم الخاصة ، فالبعض يرى ان استمرار الفوضى هو الضامن لعدم وجود سلطة رقابة ومحاسبة فهو يريد أن يحتاز ما يقدر عليه من أموال وعقارات مثلا ، اما البعض الأخر فيرى ان هذا الاحتراب يمكن أن يتم استغلاله اقتصاديا لاحتكار السلع وبيعها بأسعار مرتفعه او حتى المتاجرة بالأسلحة والذخائر لارتفاع الطلب عليها من أطراف تشعر بالخطر المحدق بها من عدوها ، كما أن كثيرون يعتاشون على التأجيج مع أن دورهم تكميلي في عمليه الصراع ، هؤلاء خطيرون جدا لأنهم يعتمدون الثقافي في عملهم وهنا يبرز دور أشباه المثقفين وأشباه الاعلاميين وأشباه رجال الدين ، ان النعت هنا ب(الاشباه) لا نعني به أنهم قليلو الخبرة في مجالهم او في معلوماتهم ولكن المعني به هو استخدامهم كأبواق ومروجين لوجهة نظر أو أيدولوجية هذا الطرف أو ذاك.
 وراء هذه الشبكة من المنتفعين تأتي طبقة من الثعالب الأشد مكرا وهم من يعرفون عندنا بالسياسيين وهم الذين يحاولون استغلال كل هذه الفوضى واستغلال المنتفعين من الفوضى أيضا وشرائهم وتوجيههم اما لتحقيق مصالحهم الشخصية او الايدولوجية ، اما في مجتمعاتنا المتخلفة ولاننا لا نمتلك قرارنا السياسي بشكل حقيقي فالكثيرون منهم هم عبارة عن سياسيون بالوكالة ويتم استخدامهم عبر وسطاء استخباراتيون لتنفيذ أهداف محددة في أوقات محددة عبر تحريك التابعين والفاسدين والقابلين للشراء من كل ما سبق.
ان ادخال المجتمعات غير الواعية في هذا النمط الماكر من الصراعات يضمن في النهاية للجهات الفاعلة دوليا سهولة في التحكم والسيطرة لأن كل المتحركين لا يمتلكون قوة ذاتية بل كل ما يسعون اليه هو تسول الاعترافات والدعم من هنا او هناك ، وبما أن كل المتصارعين تم تلويثهم ويوجد ما يدينهم في اي وقت سيصابون برعب حقيقي من الخارج ينتج عنه تنازلات مخيفة لضمان عدم تخليهم عنه ، كما ينتج عنه دكتاتورية شديدة على شعوبهم لضمان عدم الثورة عليهم .
ان ما أراه أن الاستمرار في هذا العبث ستكون نتيجته اما عبث لا نهائي وانقسامات  ، واما سيطرة جزئية لطرف ما ليحكم بشكل دكتاتوري بشكل مفروض بنيويا لا يستطيع الخروج منه حتى لو أراد ذلك ، كل ذلك نتيجة طبيعية لثورة بلا فلسفة ولا أهداف واضحة بآليات واضحة وهشاشه مجتمعية لازالت تعتقد ان النموذج الأبوي يمكن أن يستمر في عالم مختلف كليا في تحدياته وفي نوعيه الاستجابة لهذه التحديات ، يجب أن يقتنع بضروره اعادة هندسة علاقاتنا وأفكارنا أكبر عدد من الناس لضمان كتلة قادرة على تغيير حقيقي ، لازال رأيي ان المانع لانشاء اي حكم شمولي هو مجتمع واع بذاته وبما حوله وان الاصرار على نمط تفكير وعلاقات كان حاضنا لكل أنواع الدكتاتوريات عبر قرون سيعيد انتاج الدكتاتورية التي قد تختلف في نكهتها او طريقة انتاجها ولكنها تضل تعني التسلط والقمع والاقصاء وستنتج لها طبقات جديدة من المطبلين والأقلام المأجورة وستفرخ أجيالا من الاغبياء لنعاود الكرة من جديد !!!!

ي.أ      

2015/03/04

العصبان بالفراولة

الادارة عبر القطعان وتقسيم المجتمع الى جهات وقبائل وتوجهات واحزاب لا تعتمد اي معايير الا التكتل من اجل التكتل والعصبية هو الذي يجعل اي منتقد لأي فرد يتبع اي من هذه الاجسام يعتبر انتقادا لكل هذا التكتل ... لانهم ينظرون الى نفسهم كفرد واحد وكل واحد منهم ممثل لهذا الكيان ... هذا مناقض تماما لمبادئ الدين والقانون وفلسفتهما التي تعتمد المسؤولية الفردية ... وتحول المجتمع الى محيط قابل للتوتر عندي أي نزاع بين طفلين أو جريمة يرتكبها مجرم هنا او هناك ... بينما الدين يقول (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها) ... ومن وجهة نظر القانون يعتبر معاقبة البريئ بدلا عن المجرم جريمة أخرى ... مادمنا نحس في دواخلنا وأعماق نفوسنا اننا لا نرضى بأن يتم توجيه الاتهام لابن عمنا المجرم فقط لأنه ابن عمنا فمازلنا نستخدم معايير جاهلية لا تمت بأي صلة لعالم اليوم ولا يحق لنا وفق هذه المعايير الجاهليه التكلم عن حقوق الانسان ولا المواطنه لأنها مصطلحات آتية من بيئة مخالفة تماما وتعكس نضوجا معينا ... بل نكرس فقط طبيعة حياة الغابة والتغلب وحروب داحس والغبراء .

يجب أن نكون شجعانا ونقرر هل نريدها مواطنة لكل مواطن حقوق وواجبات ... ام نريدها قبلية كما عاش أجدادنا في الصحراء بكل قيمها بحيث يكون قاطع الطريق هو فارس القبيلة ... مفترق طرق صعب وحساس ولكنه ضروري ... وما لم نقرر سنضل نخلط الامور وفق استراتيجية العصبان بالفراولة !!!!!

ي.أ

الإدارة عبر القطعان

التعامل مع القطعان اسهل بكثير من التعامل مع المواطنين ... لذلك يدأب الطغاة دائما على تقسيم الوطن الى قطعان ومجموعات تتبع لشيخ او زعيم او مجموعة منهم ... ويكون التعامل دائما مع هؤلاء الرؤساء عبر المال والجاه والمناصب لضمان سكوت من يتبعونهم ... هذا تصرف طبيعي جدا من هؤلاء الطغاة لكن الغريب هو استجابة أفراد القطيع او التكتل لهذا الامر فتراهم يتمتعون بسلام داخلي ويدافعون عن هذه الطريقة في الادارة لأن زعيما او شيخا يتمتع بمنصب او بعض المال ... السؤال ما الذي سيجنونه هم من كل هذا الضحك على الذقون ... وما الذي استفيده أنا شخصيا مثلا من كون ابن عمي رئيسا للوزراء او او وزيرا او ذا منصب ... اذا كانت الاجابة أنه سيخدمني مستقبلا ... سيكون سؤالي وما هو نوع هذه الخدمة هل هي من حقك أو ليست من حقك ... ان كانت من حقوقك ستنالها ... اما ان لم تكن من حقك ووساطه ابن عمك هي من مكنتك منها فأني أقترح عليك أن تشتغل في بيع المخدارت او في السرقة لأنها مساوية لما فعلت في الجرم وفي كثير من الاحيان هي أقل ضررا !!!!!
لا تقل لي من الذي سيحكم ولكن أخبرني بطريقته في الحكم والادارة ... كما أن المباركة الاجتماعية للفساد هي أشد خطرا من الفساد نفسه !!!!!
ي.أ

2015/02/18

في نقد الثورة

اعرف ان كلمة النقد دائما ما تسبب لنا نحن العرب عامة والليبيين خاصة مشكلة من نوع ما ربما لأننا نتعامل مع معظم الامور بشكل شخصي ... إشكالية تتعلق بالتربية أساسا وببنية المجتمع الأبوي حيث ان الكلمة دائما للكبير والأب والشيخ والزعيم ومخالفتها او حتى تصحيحها ونقدها يعتبر جريمة كبيرة لم نستطع التغلب عليها الى يومنا هذا ... عموما سأحاول ان اثير بعض النقاط والتي لا أدعي انني اكتشفتها بمفردي او توصلت اليها باستقلال عن غير ... بل هي مجرد تلخيص لقراءات وأفكار لعل أبرزها لرواية (مزرعة الحيوان) ... التي أحث الجميع على قراءاتها والتي تبين لنا ان كل ما مرينا به او نمر به مهما بدى غريبا فقد مرت به كل الثورات قبلنا وهو مرصود ومفهوم لكل المتخصصين في العلوم الاجتماعية والمهتمين بحركات الجماهير والجموع ... وهذا بالتالي ما جعلنا ككتاب مفتوح لكل من أراد التدخل او اللعب بنا واستغلالنا من الداخل او الخارج او الاثنين معا عبر تحالفات معقدة نرى اثرها ولا نفهمها بشكل دقيق ... ستكون النقاط مركزه قدر الامكان اختصارا للكلام ...
- عندما تكون الثورة غير مخطط لها ، سنكتشف في البداية أن البعض سيتولى الدعاية لها واستغلال الظرف البائس للجماهير لتأجيجها.
- الاكثر معرفة سيتوقف عن العمل وسيكتفي بالتوجيه وحيازة ما يمكن حيازته خلال انشغال الجماهير بالعمل المخلث والشاق.
- الشعور بسعادة غامرة نتيجة الحرية ولكنها ستكتشف ان الجلاد كان يقوم ببعض الخدمات لها وإن كانت تصب في صالحه أولا.
- وجود فائض من الموارد ووقت فراغ كبير نتيجة قلة وخبرة الثوار بالادارة .
- سيقوم الاقوى بعمل أصعب الاعمال وبشكل تطوعي في البداية.
- سيستغل البعض الوضع بأن يحتاز ما يقدر عليه بدون المشاركه في العمل وسيبرر ذلك بطرق مختلفة.
- يبدأ الثوار في محاولات تنظيم أنفسهم في احزاب او جمعيات ولكن سيبرز على السطح الأكثر كلاما وتنظيرا وستبدأ المنافسات بينهم فما أن يقترح أحدهم شيئا سيقوم الاخر بالمعارضة ... اما اذا كان الامر في مصلحة الجميع فسينتقل الجدل للتفاصيل (محاولة الهيمنه والوصاية الفكرية).
- بروز مراكز للقيادة حيث يتعلم القادة الجدد ما يفتقر اليه غيرهم ليضمنو لانفسهم المكانه العليا ويبدأون في الهيمنه والتوجيه لدور التعليم والثقافه لضمان تميزهم النوعي.
- تختلف استجابات الناس للتعليم فالبعض يريد أن يقرأ فقط والبعض يريد ان يتقن تخصصه والبعض يريد أن يمتاز عن غيره بوعي (القادة).
- تبدأ صياغة الشعارات والمبادئ ، ثم سيتخصص البعض في تفسير وتأويل هذه الشعارات واقناع الأغلبية بها حتى ان لم تفهمها غالبا !!!!!!
- يبدأ القادة في بناء قوة خاصة بهم او بحزبهم عبر عزل مجموعة وتربيتهم حسب حاجاتهم وتلبيه لرغباتهم.
- قد يتفق الدهاة في المجتمع على مبدأ ما لأنه يخدمهم ولا يخدم الشعب (امتيازات الساسة)  وام كانوا يبدون متخاصمين في بقية الأمور ، وسيبعثون مندوبيهم لاقناع الكل بصحة هذا العمل ، وعندما يرى العامة تظافر كل المثقفين (المبرزين) على صحة هذا العمل سيصدقون أنه حقيقي (بداية صناعة الوهم).
- اقناع الكل انه يجب ان يبقى الساسة والمثقفين في وضع جيد لأنهم هم الضامن لعدم عودة من ثرنا عليه (سياسة التخويف).
كل ذلك وزيادة هو نتيجة طبيعية جدا لعدم تحديد أهداف واضحة من الثورة واستمرارها ثورة تقتلع ولا تقوم ببناء أي شئ لأنها لم تعرف بعد ما الذي تبنيه بعيدا عن الشعارات الفضفاضة ... معظم ثورات العالم كانت وراءها فلسفات من نوع ما الا ثورات العرب فقد كانت وراها عواطف وشعارات من نوع ما ... هذا لا يعني انها لم تكن ضرورية لتحريك الراكد الثقافي والمعرفي والمجتمعي الذي ساد لقرون ... كما انه لا يعني انها ستحقق اشياء عظيمة بمجرد تأجيج المشاعر ... أما الأغبى على الاطلاق في كل هذا الحراك فهو الذي يظن انه يمكنه ان يلغي هذه الثورات بألعاب استخباراتيه او تشويهها بكميات الظلم التي ترافقها كنتيجة طبيعية لكمية الظلم المختزن في وجدان الناس عبر عشرات الطغاة او ان كل هذه الاخفاقات ستثني الناس على الثورات مستقبلا ... هؤلاء بالذات يصرون على مبدأ معاكس لسنن الله في خلقه ... ومن تعود ان يخنع لقرون سيكون قادرات على تكرار ثوراته لقرون حتى يبلور صيغة اجتماعية ونفسية يكون فيها جديرا بثورته ... لازالت مجتمعاتنا تغلي وتتخبط ولازالت الدماء تنزف منها بشدة ولازال مناصري استعمار الخارج واستحمار الداخل يعملون ... ولكن ذلك ايضا احد الضرائب التي يجب دفعها ودفعها قبلنا كل من أراد ان يغير واقعه ... فقط لا نريد الا تحديد اهداف واضحة وبناء منظومات لا تركز فقط على من الذي سيحكم بصيغه عاطفية بل تركز على كيف سيحكم وتطوير منظومات للمراقبة والتحفيز والمعاقبة ... فهل نحن قادرون ؟

ي.أ

2015/02/12

حطمو أصنامكم

كما تم اقناعنا بأننا فريقين أو أكثر عن طريق الوهم ... فيجب ترسيخ ذلك أيضا بنفس الطريقة ... انتصار هنا وانهزام هناك ... تصريح مع وآخر ضد ... انشقاق هنا وانضمام هناك ... ابراز شخصية او اخفاءها ... تسليط الضو على حدث واهمال أخر ... الهدف من كل ذلك خلق شعور عام بعدم الثقة في أي شي لنكون مجرد لاهثين وراء سرابات يتم خلقها بطريقة هوليودية توحي لكل طرف بأنه قارب على الانتصار ... تكتيكات فنية مبنية على أسس نفسية يعرفونها جيدا فقط لترسيخ الحبكة الدرامية وشد المشاهدين واستمرار المسلسل !!!!!

يحكي ان الطبيب ابن سينا جلب له مريض كان يعتقد ان هناك جرة على رأسه وكان يحذر جدا من انكسارها ويمشي ببطء ولا يدع احدا يقترب منه ... فكلف بعض طلابه بالصعود على السطح وأوهم المريض انه قد ضرب جرته فأفلت الطالب الجرة ورأها المريض قد ذهب كسرا فشفي من مرضه ... ولما سئل الشيخ الرئيس عن ذلك ... قال كان مرضه وهما فكان لزاما ان يكون علاجه ايضا بالوهم ... حطموا جراركم !!!!!

ي.أ

2015/02/09

الشعارات ... والواقع

- استغل البعض شعارات الدين كغطاء للتسلط.
- استغل البعض شعارات العلمانية كغطاء للقمع.
- استغل البعض شعارات الشيوعية كغطاء للاستغلال.
- استغل البعض شعارات القومية للبقاء في الحكم.
كما ان البعض الأخر كان منسجما ومحترما مع الشعارت التي يرفعها رغم قلة هؤلاء عندنا ... العبرة ان الشعارت والجعجعة حولها ليست مقياسا ولا معيارا للصدق ... ان المقياس الحقيقي هو الانسان ومدى التزامه او استغلاله ... السماسرة هم السمارسة بغض النظر عما يقولون !!!!
فالمتابع لتاريخنا الاسلامي سيجد نفس المبدأ ساريا عبر القرون ... لذلك من الحيف والجور ان نعطي حكما عاما على مذهب او طائفة او مدرسة من المدارس ... سنجد ان بعض الحنابلة اثار الفوضي ببغداد تعصبا لرأيه ... وسنجد شيوخ المالكية في المغرب حرقوا كتب ابن حزم وابن رشد رغم تباعد افكار العالمين ... سنجد متصوفة ضحكوا على الناس واستغلوهم واقاموا من الخرفات ما يندى له الجبين بل بعضهم ادعى المهدوية وحتى النبوه عند بعض الشاطحين ... سنجد الحركة الوهابية عقدت تحالفا مع آل سعود وبررت غزواتهم على قبائل الجزيرة لأنهم كفار وعبده للأموات ... سنجد اناسا يقتلون الناس اليوم ويقطعون رؤسهم اعتمادا على فتاوى وكتب من تراثتنا ... سنجد احزابا تلتحف بلحاف الدين نظريا وتمارس اشد أنواع البرجماتيه عمليا ... كل ذلك موجود وموثق وليس غريبا على أي متتبع وقاري لكتب المذاهب والملل والنحل في كل الأديان وفي كل الحضارات ... لكن القاعدة الذهبية في التعامل مع كل هذا الركام هو عدم التعميم لأن كل هذه المدارس انجبت قمما لا يمكن لأحد الا أن يحترمها ويستفيد من علمها واجتهاداتها العلمية والعملية ... ببساطة ان التعميم مريح جدا للعقول الساذجة الغبية بينما هو غير مقنع على الإطلاق لكل باحث عن الحقيقة !!!!!

ي.أ

2015/02/02

تقاسم !!!

هل تقاسم السلطة يتضمن تقاسم المسؤوليات ايضا ... ام هو تكريس لمبدأ الغنيمة بين المتقاسمين ... حيث يتم التفاهم على أرضية تقاسم المناصب والأموال كما حدث من قبل ... تغيير هذا المزاج يحتاج الى انشاء جيل يفهم معنى المسؤولية ومعنى الادارة ومعنى ان تكون موظفا لدى كل شرائح المجتمع بغض النظر عن القرابة او الحزبية او المناطقية او غيرها من التحيزات التي نحشر أنفسنا خلالها ... ويعني ايضا ذهنية فصل المشاكل والخلافات عن بعضها البعض ... الانساني والوطني هو الجامع الذي لا يؤثر فيه شئ من الخلاف السياسي لأنه جوهر الخلاف السياسي هو مجرد اختلاف في الرؤية التي ننتهجها لخدمة الناس ولا يتضمن ذلك حقدا ولا مكرا بالطرف المختلف عني سياسيا ... هل لدى المتصدرين للمشهد العام عندنا هذا الفهم يا ترى ... لو توفر لرأينا الناس تختار النافع لهم حتى ان اختلفوا معه في السياسة والرؤية ... في المجتمعات الناضجة يحدث ذلك كثيرا لأنهم تجاوزوا مرحلة الصبيانية والمراهقة السياسية التي لازلنا نعيشها !!!!

ي.أ

2015/01/31

فشل

فشل الانظمة العربية تحت كل الافتات (العلمانية/ الاشتراكية / العسكرية/ اليسارية / الاسلامية) ... يجب أن يحفزنا على البحث فيما وراء هذه الشعارات المرفوعة لنصل الى المشترك بين كل هذه الحالات ... انه الانسان العربي ذاته الذي وصف بأنه قابل للاستعمار وللاستحمار والمسير بكمية هائلة من العقد المتراكمة تاريخيا عبر قرون من الظلام والفشل والاستعباد والابتعاد عن روح الدين والاخلاق والتشبت بالتالي بكل القشور والمظاهر السطحية ، والتي يبدو انها طبعت أمزجتنا ونفسياتنا لنتحول الى كائنات غير جادة في شأن من الشؤون الا قتل بعضنا بعضا تحت مختلف الشعارات من جديد ... ان الشعارات ذاتها هي أحد لعناتنا ... والواقع يثبت ذلك تماما !!!!!

ي.أ

2015/01/29

الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر

المتتبع للتاريخ الاسلامي يلاحظ تلازما بين حركات الجهاد والتحرر وحركات التزكية والتصوف ... بداية من الحروب الصليبية والزنكيين وصلاح الدين ووصولا الى عمر المختار وعبدالقادر الجزائري ... بينما نرى نبذا كاملا وعداءا من الحركات (الجهادية) اليوم للتزكية والتصوف ... هل من دارس لهذه العلاقة بين الجهاد والتزكية ... ودراسة عدم تزكية الافراد وكيف أنتج لنا وحوشا اليوم ... ببساطة نريد ان ندرس علاقة الجهاد الأكبر بالجهاد الأصغر !!!!

ي.أ

2015/01/27

الاقتصاد في السياسة

مشكلة الانسان العادي الكبري أنه ينظر بعين واحدة هي عين قلبه وعاطفته ... وغالبا ما تؤثر هذه النظرة فيه عميقا فهو يحب بكليته او يكره بكليته ... معظم الجماهير التي يتم تعبئتها سياسيا هي من هذا النوع ... المشكلة تبرز عادة عند تغير الخطاب السياسي للطرف الذي يهتف له في اتجاه معين نتيجة تغير الواقع او تغير الهدف او تغير المزاج ... سيرى الانسان العادي ان ذلك خيانة له بل احيانا ما يراه تخليا عنه ... هذا الاشكال ناتج عن عدم الفهم من عدة مستويات ... اولا عدم فهم ان السياسة ليست عقيدة بل هي ساحة صراع وان السياسي الناجح هو يتكيف حسب الظروف وان ما يعد تلونا ونفاقا هو جزء اساسي من العمل السياسي ... وثانيا عدم فهم دور الانسان البسيط في اللعبة ... فالانسان البسيط مثلنا لا يتم الاهتمام به الا لكسب صوته لا أكثر ولا اقل اما فيما عدى ذلك فلا دور حقيقي في اللعبة ... لكل ذلك كنت دائما ما اقول انه لا أحد يستحق أن ننحاز له بشكل كامل ولا ان نشيطنه بشكل كامل ... قد تعد هذه نظرة براجماتية نفعية وهي كذلك لأن اللعبه السياسية اليوم مؤسسة على المصالح لا المبادئ ويجب فهم ذلك والتعاطي معه بهذا الاسلوب ... والا فلن تستفيد الا ارتفاعا في ضغط دمك وازديادا في نسبة السكر نتيجة الخيبات المتتالية من الاخوة السياسيين ... لذلك لا بد من فصل الانفعال العاطفي عن الجماهير والاقتصاد في السياسة !!!!!!

ي.أ

2015/01/23

الجهل ... الخوف ... الخرافة


الخوف هو الأب المباشر للخرافة ... معظم ما نعتقد وننشأ من خرافات هي مجرد أوهام نحاول بها الهروب من خوف ما ... ولو كان هذا الخوف ناشئ من عدم معرفتنا وجهلنا او عدم اعتيادنا لما نخاف !!!!

ي.أ

2015/01/21

سبل الاصلاح


يمكن ان يتم اصلاح الانسان عبر اصلاح مكوناته :
- اصلاح النفس  بالتزكية والتهذيب.
- اصلاح العقل  بالتدرب على ادراك الحقائق.
- اصلاح العمل  بتحديد الاهداف والاجتهاد.
مجتمعاتنا تعاني تخلفا في كل هذه الميادين ... واي اصلاح او نهضة لن تتم بغير ذلك .

ي.أ

2015/01/20

آلية الاستقطاب والتفتيت



كلما خرج صوت او رأي او اتجاه يسلك البشر المبرمجين استقطابيا سلوكا غريبا تجاهه ... اما انحياز كامل وتبني كل ما فيه ... او انحياز كامل ضده وتجريم كل ما يحتويه ... ربما مرد ذلك هو نمط من التفكير شديد الحدية ... هو نفس تفكير الابيض والاسود ... معي او ضدي ... صديق او عدو ... هذه النمط بالذات هو القاعدة التي تم عليها كل الاطروحات والنظرية التي تسعى الى تفتيت المنطقة وتحويلها الى كيانات متصارعة ... كل مره يتم تسليط الضوء على جانب من جوانب الاختلاف فينا ليتم تقسيم المجموعة الى اقسام وكل قسم يمكن ان يموت في سبيل التمترس وراء الرأي الذي انحاز اليه ... هذه العقلية خطيره جدا وهي تخلق متطرفين باتجاهات متعددة لا يجمعهم الا التطرف والتحيز الشديد لما يتوهمون ... ومن امثلة ذلك :
- التقسيمات على خلفية دينية او مذهبية او حتى داخل المذهب الواحد بحيث ينحاز كل فريق لرأي او توجه ديني.
-   التقسيمات الاثنية والعرقية وتقسيم الناس الى جماعات تتميز عن غيرها فقط بسبب النسب او القبيلة.
- تقسيمات ايدولوجية بحيث يتبع كل فريق رأي سياسي او نظره فلسفية تفسيرية وترى فيها هي الفكرة الحقيقية.
- تقسيمات جهوية بحيث يرى اهل كل جهة انهم ارقى من غيرهم.
وغيرها من أي استقطابات اخرى يمكن قبولها متى كانت معتدلة ومبنية على اسباب موضوعية ... الا انها يجب ان ترفض بشدة متى ادت الى احداث شروخ مجتمعية او عداوات مفتتة لوحده النسيج في البلد ... ان العالم يمكن ان يحتوي كل هذه الاختلافات بل العاقلون هم القادرون على جعل كل ذلك مصدرا للغنى والتنوع لا للتخالف و التشاكس ... ان ألوان قوس قزح أجمل بكثير من ثنائية الابيض والاسود ... الا ان بعضنا يصاب بعمى الألوان ثم يصر بعد ذلك على ان ما يشاهده هو الحقيقي والصحيح والجميل  !!!!

ي.أ

2015/01/19

عقلية تسجيل النقاط


العالم مليء بالأفكار والاتجاهات والمذاهب والأحزاب والتوجهات والمدارس في كل شؤون الحياة تقريبا ... البعض ينحاز لأي منها لأسباب مختلفة ... البعض ينحاز لأنه مقتنع عقلا ... والبعض لأنه منحاز عاطفيا ... والبعض بلا أي سبب واضح الا أنه وجد محيطه بهذا الشكل فسايره ... والبعض طبعا ينحاز لأنه يرى في ذلك مصلحته ... بغض النظر عن كل هذه الاسباب الا أن الأغلبية من البشر فور اختيارهم لفريقهم يبدؤون في عملية تسجيل النقاط الإيجابية لصالح هذا الفريق وتسجيل النقاط السلبية في حق الخصم او المنافس او الغير ... برأيي ان هذا السلوك رغم شيوعه لا يدل الا على احد هذه الاشياء :
1- عدم الثقة في مبررات اختياراتنا بشكل عقلي مبرهن لذلك نبحث عن مؤكدات تؤكد صحة ما ذهبنا اليه ويأتي ذلك عبر زيادة عدد النقاط المسجلة لصالحنا .
2- محاولة تملق الجمهور والشركاء عبر ابراز انجازاتهم على هيئة نقاط.
3- محاولة تشويه المخالف لنا بكل سبيل ممكن عبر رصد أي اخطاء او نقاط سلبية.
4-  عدم استيعاب ان العالم مبني على الاختلاف اساسا وان التنوع فيه محتمل بل ربما كان مطلوبا بشدة لاستمرار التفاعل البشري.
ربما يكون هذا السلوك مشبعا للعاطفة ومنسجا مع السلوك الجماهيري للجموع ولكنه لن يكون مقنعا عقليا على الاطلاق ... فبمجرد التفحص البسيط سنجد لكل طائفه او فريق محاسن ومساوئ ... وهو أمر لا مهرب منه بحكم بشرية كل منا و إدراكنا جميعا لجوانب النقص فينا ... لذلك فعلى من اراد أن يكون موضوعيا في أحكامه ان ينحاز للحق مهما كان مصدره وان كرهناه ... وان يبتعد عن الباطل وان كان مصدره اقرب المقربين اليه ... وادراكنا انه لا يوجد من هو على الحق المطلق كما لا يوجد من هو شيطان بالمطلق ... مهمة شاقة ولكنها جديرة بالمحاولة !!!!!

ي.أ

2015/01/12

كان أبي !!!


- كان ابي عندما يشاهد تحدي القذافي لأمريكا خطبه ضدها يحكي لي قصة ذلك الليبي الذي خالف القانون فتمت مخالفته ابان الادارة البريطانية في ليبيا فبدأ يسب الشرطي ... فقال له يا عزيزي ادفع المخالفة وسب تشرشل شخصيا !!!!
- كان ابي عندما يشاهد خطب العرب الحماسية يحكي لي عن خطب وتحفيز الراديو المصري خلال حرب 67 وكيف فوجئوا باحتلال سيناء وكم بكوا لذلك ... ثم يحكي لي عن فرحهم في 73 ثم بكاءهم المر بعد توقيع كامديفيد !!!
- كان ابي عندما يرى صدام يتحدى الدول الكبري يقول لي هو اخذ منهم الاذن قبل دخول الكويت وسمحوا له بذلك ثم انقلبوا عليه !!!!
- كان ابي عندما يرى المؤتمرات حول فلسطين يقول لي لا تصدقهم فكلهم وقع على بيعها من سنين كثيرة !!!
توفى ابي وكنت استغرب جدا من كلامه واتصور انهم جيل اعتاد الهزائم ومحبطين حتى فقهت قليلا ما يجري حولي ومن هذه الاكتشافات ما يلي :
- اكتشفت انهم هم من نصبوا حكامنا وانهم من يزيلونهم ليضعوا بدلا منهم اخرين ... لكن ما لم استوعبه جدا ان الناس ينقسمون بين مؤيد ومعارض لهؤلاء المنصبين مع ان الذي قام بالتنصيب واحد !!!
- اكتشفت انهم يسمحون لبعض مغفلينا باللعب جزئيا في اللعبة حتى يظن هذا المغفل انه الاعب الابرز الذي لا يمكن تجاهله ... ثم يحجمونه ليتفوق خصمه ويظن نفس الظن ... وعند انهاك الاعبين يؤتى بلاعب من الاحتياط وتستمر المبارة على نفس المنوال !!!!
- اكتشفت انهم يلعبون فقط على تناقضاتنا وأطماعنا الشخصية ويسخرون أحقرنا وأخسنا ليكون هو المتحكم فتنتشر الحقارة والخسة لدى الجميع فالحاكم كالسوق ما نفق عنده جلب اليه !!!
- اكتشفت ان هذه الانظمة تحارب الناجح حتى يفشل وتحارب النظيف حتى يشوه ولا فرق هنا بأن نرفع شعار الاسلام او القومية او الدولة الوطنية مادامت بنية التخلف واحدة ... فسواء لبس الحمار حريرا او ذهبا فان ذلك لا يخرجه من دائرة الحمورية !!!!
- اكتشفت انهم يزرعون الاحقاد في المجتمعات لتبقى عقودا في مستنقع الحقد لا تبني ولا تنتج وانما تكتفي بانتصارات وهمية على بعضها البعض لتكون النتيجة صفرا ... ولكنه صفر بحجم أمة !!!!

ي.أ

في النقد


النقد نشاط بشري بامتياز وهو احد تجليات الوعي الانساني ... الا انه أحيانا يكون مزلقة للأقدام موهم للافهام ... فأول الاشكاليات هو الدافع لهذا النقد ... متى كان الدافع هو التشفي او الاستهزاء او حتى التزلف لشخص او جهة فقد النقد كل بريق وصار مجرد أداة كغيره من الادوات المستخدمه في المعارك والخصومات ... الاشكال الثاني هو طريقته فمتى كان متحيزا او مبنيا على مغالطات او متجاوزا للموضوعية صار هذا الفعل خارجا عن موضوعه ... الاشكال الثاني التعصب له ... فالنقد في حقيقته رأي قابل هو بدوره للنقاش والنقد متى أعجب به صاحبه او ظنه فوق النقد كان عدمه خير من وجوده !!!!

ي.أ

تناقض !!

من أوجه تناقضاتنا الغريبه أن كل المسلمين اليوم يدعون الغربيين الى عدم الخلط بين الاسلام والارهاب وأن التعميم مسلك عملي وعقلي خاطئ ... بينما المسلمون انفسهم لا يتورعون عن تعميم كل قبيح في حق طائفه او قبيله او مدينه او بلد بمجرد الاختلاف معه ... يا سادة ألسنا نحن اولى بهذه النصيحة !!!!
ي.أ

الهوى

" لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك"
ليس دائما المعارك بين حق وباطل كما نحب ان نصور ... بل في اغلبها هي معارك بين أهواء ورغبات ومصالح متنوعة ... في هذه الحالة يكون الحق والباطل مختلط ببعضه البعض بشكل عجيب ولا يمكن تمييزه وليس هو المعيار اصلا ... بل المعيار هو ما نريده ولا يريده الطرف الاخر ثم يلبس كل طرف منا وجهة نظره كل الحق ويلبس وجهة نظر خصمه كل الباطل !!!!
رحم الله ابن عطاء الله السكندري صاحب العبارة ونفعنا بحكمه وعلومه .. أمين .
...
ي.أ

2015/01/10

هروب !!!

نغمة تتكرر بشكل كبير ... كلما اشتدت الازمات يتم استعادة ما قاله القذافي او ابنه سيف والتأكيد على صحته من ان الليبيين سوف يقتتلون وانهم سوف ينقسمون وغيرها ... حقيقة انا لا ادري ما الهدف من هذا الكلام اصلا ... هل هو التأكيد على انهم كانوا على حق مثلا ؟ ولو فرضنا انهم كانوا على حق ما الذي سيؤثر هذا ايضا في حاضرنا ؟ ... ام هو التأكيد على وجود اناس اوصياء على هذا الكلام وينفذونه ... حتى لو صح ذلك فيجب ان يكون البقية يشتغلون في الاتجاه المضاد ... اعتقد انها احد المشاجب الجاهزة لتحم...يلها فشلنا ... فنحن نتهم القذافي عندما كان حيا في الجلسات المغلقة ... كما نتهمه اليوم جهارا ... ايها السادة ان دخول بلد في فوضى عقب ثورة ليست نبؤه ولا تحتاج الى عبقرية بل هي حقيقة تاريخية و وجودية ... هذه الفوضى ناتجة من تحطم مراكز القوى القديمة ونشؤ مراكز قوى جديدة والصراع بين القديم والجديد او الجديد والجديد ... خاصة ان النظام السابق اكد على خلق مجتمع تظالمي لا يمنع افراده من التظالم الا وجود قبضة حديديه تقتل وتسجن ... الطبيعي جدا انه متى زالت هذه القبضة ستبرز كل انواع المظالم ... لذلك نحن اليوم نقول انه لا اصلاح ولا تفاهم الا الاصلاح القائم على الاقناع والاقتناع واي أي حلول بوليسية او عسكريه ما هي الا تأجيل للخلافات والتقاتل الى فرصه قادمه لا اكثر ولا اقل ... لن ينصلح المجتمع بنظام امني صارم يودع المخالف لها في السجون ولا بسلطة دينية صارمة تتوعد المخالف لها بالخلود في النار ... بل لا بد من قناعة حقيقية لدى اغلب الافراد بضرورة الاصلاح والعدالة ليتم خلق ميثاق مجتمعي يؤكد على ذلك ويحترمه ... كل ما تبقى هو مجرد اضاعة للأوقات والجهود لا أكثر ولا أقل !!!!!

ي.أ

تنوعات الخطاب

العاقل هو الذي يفهم ما يقال ويفهم غيره ما يقول ... لذلك توجد انواع مختلفة من الخطاب ... يوجد خطاب هدفه التحشيد لفكرة ما واثارة الانتباه لها ... بينما يوجد خطاب هدفه التحقيق العلمي وابراز الحقائق ... كل العاقلين يفهمون ذلك ... حتى دينيا يوجد خطاب مفوهون يلفتون انظار الناس الى ما يهمهم ويوجد علماء محققون يفتون الناس فيما يقع لهم ... ولا يجوز الخلط بين الامرين فلا يؤخذ من الخطيب فتوى كما لا يهتم الفقيه كثيرا بالخطب ... الأمم الكبيرة والواعية تدرك ذلك تماما ففي أمريكا مثلا توجد القنوات الاعلامية كما يوجد المفكرون من طراز نعوم تشومسكي ومراكز الابحاث ... لا يعد ذلك نفاقا ولا تلاعبا وانما هو تطبيق قاعدة تقول انه لكل مقام مقال ... من اسباب خيبتنا الكبرى الخلط بين هذه الامور وعدم فهمها على أعلى المستويات للأسف... وبالتالي لا نفهم ما يقال لنا ... كما اننا لا نستطيع افهام غيرنا ما نريده !!!!!!

ي.أ

كما تكونوا ...

الذي لا يتحمل خلافا في مسألة فقهية فرعية هي الاحتفال او عدم الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ... بل يقيمها حربا كل عام لتأييد هذا الرأي او مخالفته ... كيف يمكن ان يقيم دولة يكون فيها الخلاف السياسي ممكنا ؟ ... والذي تعود ان يأخذ الاوامر من الاعلى رتبة وينفذها بلا نقاش كيف يمكن ان يقيم دوله تعددية ؟ ... والذي عاش في مجتمع ابوي يقدس فيه كلام الاكبر سن بلا نقاش كيف يمكن ان يقيم دولة تحترم الرأي المخالف ؟ ... ان طبيعة الحكم والأشخاص مرتبط ارتباطا كليا بالمجتمع الذي افرزه... فلا يمكن ان يخرج علينا غاندي في ليبيا مثلا ... كما لا يمكن ان يخرج عليهم القذافي او جبريل او صوان او حفتر او بلحاج او عاهات البرلمان والمؤتمر في بريطانيا مثلا لأن سخافات هؤلاء تجاوزتها تلك الشعوب بمراحل ... وصدق الصادق المصدوق عندما قال (كما تكونوا يولى عليكم) ... ورحم الله الشيخ الغزالي العالم الرباني عندما قال (ليست المسألة هي تغيير الحكام بل الأهم هو تغيير الشعوب ... فاذا تغيرت كان تغيير الحكام امرا تابعا لتغيرها) ... نحن دكتاتوريون بنائيا أيها السادة !!!!

ي.أ

في فلسفة الثورة

التطرف هو رد طبيعي على التطرف ... الكارثة ان المتبادر الى الذهن عند ذكر التطرف هو التطرف الديني ... بينما انواع التطرفات كثيرة جدا ... كانت الثورة على الدين في أوربا القرون الوسطى نتيجة تطرف الكنيسة ... لكن تطرفها كان تطرفا استبداديا بمعنى ان الناس ثاروا ضد هيمنة رجال الدين الذين كانوا هو الحاكمين فعليا الى درجة مناداة الثوار بشنق اخر ملك بأمعاء اخر رجل دين ... الحقيقة ان المسأله في جوهرها هي مسألة السلطة والامعان في ممارسة السلطات سواء ...كان هذا المتسلط رجل دين او عسكري او رأس مالي ... ان سلطة الدين وسلطة السلاح وسلطة المال وأخيرا سلطة الاعلام متى ما استخدمت بشكل مبالغ فيه فهي القادحة لشرارة الثورة ضدها ... ومتى شعر المتسلط عليه بذلك ثار ... ميزة زمننا هذا ان اثارة الجماهير على أي نوع من السلطات سهلة ومتاحه عبر وسائل الاعلام وادوات التواصل ... هذه الثورات ستبرز بشكل اكبر في المجتمعات المتخلفة بينما تبتعد عنها المجتمعات الاكثر تقدما لسبب منطقي هو ان المجتمعات المتقدمة قد مرت بهذا الدور قبلنا واستطاعت الوصول الى صيغه مجتمعية تمنع تسلط أي هذه القوى بشكل مبدأي ولو بصورة شكلية وقانونية ... بينما نحن ما زلنا نخوض في هذا المستنقع ... فمثلا الثورة ضد العسكري قد توقعنا في براثن الديني والثورة عليهما قد توقعنا في استبداد رؤوس الاموال لأننا لم نصل لصيغة التوازن تلك ... السبب الاخر لمشكلتنا الثورية هي خلفيتنا الواحدية في التصور ... فالحاكم لازال في اذهاننا هو من يملك البلد والسلاح والمال والاعلام بينما في تلك المجتمعات الحاكم هو المنظم والمانع لطغيان جانب على جانب وهو ايضا مراقب من هذه الجهات ... بمعنى ان الحكم تشاركي والرقابة على عدم الاستبداد ايضا تشاركية ... توازن وان كان نظريا الا انه يلزمنا كثير من الدماء لكي يتم ترسيخه في العقل الجمعي لمجتمعاتنا !!!!

ي.أ