2015/01/20

آلية الاستقطاب والتفتيت



كلما خرج صوت او رأي او اتجاه يسلك البشر المبرمجين استقطابيا سلوكا غريبا تجاهه ... اما انحياز كامل وتبني كل ما فيه ... او انحياز كامل ضده وتجريم كل ما يحتويه ... ربما مرد ذلك هو نمط من التفكير شديد الحدية ... هو نفس تفكير الابيض والاسود ... معي او ضدي ... صديق او عدو ... هذه النمط بالذات هو القاعدة التي تم عليها كل الاطروحات والنظرية التي تسعى الى تفتيت المنطقة وتحويلها الى كيانات متصارعة ... كل مره يتم تسليط الضوء على جانب من جوانب الاختلاف فينا ليتم تقسيم المجموعة الى اقسام وكل قسم يمكن ان يموت في سبيل التمترس وراء الرأي الذي انحاز اليه ... هذه العقلية خطيره جدا وهي تخلق متطرفين باتجاهات متعددة لا يجمعهم الا التطرف والتحيز الشديد لما يتوهمون ... ومن امثلة ذلك :
- التقسيمات على خلفية دينية او مذهبية او حتى داخل المذهب الواحد بحيث ينحاز كل فريق لرأي او توجه ديني.
-   التقسيمات الاثنية والعرقية وتقسيم الناس الى جماعات تتميز عن غيرها فقط بسبب النسب او القبيلة.
- تقسيمات ايدولوجية بحيث يتبع كل فريق رأي سياسي او نظره فلسفية تفسيرية وترى فيها هي الفكرة الحقيقية.
- تقسيمات جهوية بحيث يرى اهل كل جهة انهم ارقى من غيرهم.
وغيرها من أي استقطابات اخرى يمكن قبولها متى كانت معتدلة ومبنية على اسباب موضوعية ... الا انها يجب ان ترفض بشدة متى ادت الى احداث شروخ مجتمعية او عداوات مفتتة لوحده النسيج في البلد ... ان العالم يمكن ان يحتوي كل هذه الاختلافات بل العاقلون هم القادرون على جعل كل ذلك مصدرا للغنى والتنوع لا للتخالف و التشاكس ... ان ألوان قوس قزح أجمل بكثير من ثنائية الابيض والاسود ... الا ان بعضنا يصاب بعمى الألوان ثم يصر بعد ذلك على ان ما يشاهده هو الحقيقي والصحيح والجميل  !!!!

ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق