2017/02/28

فقر في العقول والأرواح


القصة بأكملها تعتمد على ما يؤمن به الشعب تجاه نفسه ... نحن لازلنا مهزومون نفسيا وعقدة الخواجة هي المهيمنة ... وحتى من رفع صوته بعكس ذلك كان مجرد كلام بلا اداء حقيقي على الارض ... كيف سننال استقلالنا ونحن عالة على العالم في كل شئ في عالم لا يفهم الا لغة المصالح ... عندما تدخل في هذا الصراع الدولي كشريك بصناعة وزراعة ومراكز ابحاث ستحترم ولكم في الهند خير مثال رغم الفقر والعوز ولكن يبدو ان ساستها يؤمنون بأنفسهم كأمة ... بينما امتلك العرب المال وأودعوه في بنوك العالم ولازالوا يقلدون ويحاولن مضاهاة اعلى مبنى و اكبر صحن كبسة او كسكسي ... نحن ما نعتقده عن أنفسنا اولا وأخيرا !!!!
.
 ي.أ

2017/02/25

الفكرة


أكاد أعرف المجنون بأنه انسان عادي ولكن فكرة ما سيطرت على دماغه فصار حبيسا لها ، لا يرى العالم الا من خلالها ، ويفسر كل ما يحدث حوله بأحد تجليات هذه الفكرة. إن المتعصب لفكرة ما لا يبعد كثيرا عن حال ذلك المجنون ، عمليا لا يدور في دماغه الا فكرة واحدة تتقافز من ركن الى ركن محدثة ضجيجا داخليا وخارجيا ليس سببه ضخامة الفكرة او قوتها بل مصدره الرئيسي هو ذلك الفراغ الامتناهي بداخله ، بينما الذي يستطيع التعاطي مع الافكار المختلفة سنجده في أفق آخر كليا وغالبا ما يميل الى الهدؤ والتروي لانه يتعامل مع طيف واسع من الأفكار والرؤى ، ينظر ويوازن ويقارن ويحاول تلمس نقاط القوة والضعف فيما يقال ويطرح . العقلية الديماغوجية هي تلك العقلية التي تحاول اقناع الناس عبر توظيف مخاوفهم وأفكارهم المسبقة واستغلال كل ذلك وتوظيفه في مشروعها السياسي او الاعلامي او الديني ، فنرى أبواق هذا النوع لا هم لهم الا الاثارة والتهويل بلا اي مخطط لأي طريقة أخرى في التعامل مع الامور ، عانت شعوبنا كثيرا من هذه الطريقة في التلاعب بالمشاعر والعقول لعقود طويله واستغلت غالبا لتمجيد الطغاة او صناعتهم او تهييج الجماهير في قضية لصالح السلطة السياسية او الاقتصادية او الدينية ، وما نراه اليوم من أكثر وسائل الاعلام لا يخرج ابدا عن هذه المدرسة السخيفة المسخفة للعقول والمخفضة لكل ماهو انساني داخلنا عبر ألاعيبها القذرة. اما العقلية الناقدة الفاحصة فهي تلك العقلية التي تتعاطى مع الامور بدون اي أحكام مسبقة ، وهو ما يمتاز به الفكر الحر في تعاطيه مع الامور ، فصاحب هذه العقلية هو من يستخلص رأيا جديا وفكرة مختلفة بعد أن يحلل ما يرد اليه عبر وسائل الحس او تأمله العقلي بالكثير من الريبه والشك العلميين ، لا حبا في الشك بل محاولة للتأكد والتثبت قبل اصدار اي حكم. العقلية الأولى هي عقلية العوام أتباع كل ناعق الذين يستمعون للخبر فقط لتأكيد ما يعتقدون ، بينما العقلية الثانية هي عقلية الناقدين الأذكياء الذين يسمعون ويرون ليخرجوا بما ثبت عندهم ولا يلتفتون لغير ذلك مهما كان حجم الضغط العاطفي كبيرا. النوع الاول هم ضحايا الساسة والاعلام ورجال الدين وسماسرة الحروب يتم استخدامهم لتعزيز سلطاتهم ولو كان ذلك على أشلاء هؤلاء التبع وجماجمهم ، بينما النوع الثاني فهم أولئك المثقفون الذي يرون أن مهمتهم الاساسية هي معارضة هؤلاء السماسرة وتبيين كذبهم وألاعيبهم !!!! 

ي.أ

نسبية نشطة... ودغمائية متحجرة


من أكبر مشاكلنا على الاطلاق التسطيح واستسهال التفسيرات لمسائل بالغة التعقيد ... ربما تعودت عقولنا على ذلك لأسباب كثيرة أهمها حب الراحة وقصر النفس ... وازاحة التفكير الفلسفي الذي يحاول النظر في التفسيرات الكلية التي تتجاوز السطحي والظاهري الى الاسباب والدوافع والعلل الجامعة ... مشكلة هذا النوع من السلوك الفكري انه ينتج لنا عقولا ضحلة للغاية ولكنها مع ذلك تتوهم العلم والمعرفة ما دامت تمتلك الاجابة او تعتقد أنها تمتلكها ... ولكن يجب ان نتذكر ان كل الأسئلة الكبيرة كانت لها اجابات طوال العصور ... فأي مرض معقد يكشف العلم عن اسبابه اليوم يمكن ان يكون له اسباب مفترضه في كل الحضارات وفي كل الازمنه ... فمنهم من فسره بأنه بسبب غضب الألهة او تسلط الارواح الشريرة او نتيجة حركة الافلاك العلوية او بسبب السحر او بغيره من الاسباب ... وقد كانت هذه التفسيرات شائعه ومقنعه جدا في أيامها ... كما ان التفسير الذي وصلنا اليه اليوم يمكن أن يدحض ويكتشف خطأه في مقبلات الايام ... لذلك فان أصغر متعاطي لفلسفه العلوم سيؤكد ان معظم النظريات العلمية اليوم هي تفسيرات نسبيه ومقاربات يمكن أن تطور ... هذه النسبية هي المحرك لكامل الحراك العلمي فلو اقتنعنا بأن تسلط الارواح الشريرة هو سبب المرض واعتبرناه حقيقه مطلقة لما وصلنا الى التفسير المعاصر. لو تجاوزنا العلوم الى مقام اعلى وأشد تجريدا و هو الفلسفة والفكر لعلمنا ان النسبية فيه جوهرية بل ان من أهم ما يميزه ان مذاهبه غير جازمة بل مجرد مقاربات ووجهات نظر. ان هذه التعاطي يولد عند أهله شعورا بالتواضع لانه يعلم انه مجرد سالك في دروب المعرفة بينما التعاطي الاول باعتبار امتلاك الحقائق النهائبة يولد عقليات متحجرة منغلقة على ذاتها منتحرة بحكم السيرورة التارخية ... فكل مذهب أو رأي اكتفى بنفسه ولم يتم تجديده عبر اراء جديدة ومقاربات من مدارس اخرى انقرض وتلاشى مع الزمن . كل الحضارات بدأت بمفكرين وانتهت بمنغلقين ... حضارتنا الاسلامية لم تكن شاذه عن هذه القاعدة ... وحتى على مستوى التفكير الديني بالخصوص فرب اجتهاد قام به احد الصحابه كعمر او ابن مسعود او ابن عباس لو قال به أحد الفقهاء اليوم لرجم وطرد وعدد المسائل كبير جدا لمن اراد الرجوع الى امهات التراث ... كما ان عصر الأئمة الاربعة ونظرائهم ومن جاء بعدهم بقليل في اوج ازدهار العصر العباسي يشهد لهم بذلك ... الا ان انحدار الحضارة وتمزق الدولة والصراعات التي احتدمت شرقا وغربا جعلت من الملكة الفقهية تنحدر وتنتج مذاهب حروفية جامدة وصل بها الامر الى اغلاق باب الاجتهاد اصلا حتى لمن تأهل له وامتلك آلته. اليوم وبعد انفتاح كل حضارات العالم على بعضها البعض وتقاربه في الزمان والمكان لا أدري ما هو المثير في احياء تراث عصر الانحطاط وبشكل حصري عند كثير من شرائح المسلمين ... كما لا أجد تفسيرا لعدم الاخذ بالمنهجيات التي اتبعها الفقهاء بدل الحرص على تناقل ماقالوه من مسائل كانت بنت وقتها وتعتبر أراءا جيده وربما ثورية في ظرفها الذي نشأت فيه ... أنا ضد ان يتكلم غير الفقهاء في مسائل الفقه بل ادعوا المتخصصين والمالكين لأدواته الى فعل ذلك ... ولاكن لا يعقل ان يكون هؤلاء مجرد نقلة وحروفيين الى درجة الالتزام بنصوص الأئمة واجتهاداتهم حتى ان خالفت الحكمة والعلة وراء هذا الاجتهاد ... وما مسأله جواز اخرج زكاة الفطر نقدا عنكم ببعيد ... وغيرها كثير !!!! 
ي.أ

2017/02/24

تحديات ... واستجابات مختلفة

س/ تمر العديد من الدول الغربية بمشاكل ولكن تتجاوزها عادة بينما كل المشاكل التي تحصل في دولنا عادة ما تكون مزمنة وغير قابلة للحل ... لماذا ؟
 ج/ وفق نظرية ويل ديورانت لنشوء الحضارات تنهار اي حضارة متى عجزت عن الاستجابة للتحديات التي تواجهها ، الدول المتقدمة عادة ما تمتلك اجهزة لاستقراء الواقع عبر مراكز الابحاث والمؤسسات المجتمعية وتحول اي حركة او تغير مجتمعي او اقتصادي او سياسي الى أرقام ومؤشرات ، يقال مثلا أن للولايات المتحدة أكثر من 1800 مركزا للابحاث ، هذه المؤسسات يشتغل فيها متخصصون من كل المجالات والعلوم الانسانية والتطبيقية عبر نسق مؤسسي منتج للتقارير والدراسات العلمية بشكل فعلي ، هذه المؤسسات هي التي تزود صناع القرار بالتغذية الراجعة في كل المجالات ، هم يدركون ذلك تماما ولديهم بنية تحتية متكاملة لذلك ، يمكن أن نتذكر هنا مكتبة الكونجرس التي تعد من أكبر مكتبات العالم وتحتوي على كل كتاب او منشور يصدر في اي مكان في العالم ، وظيفة موظفيها هي إعدادا التقارير لأعضاء الكونجرس في اي موضوع وفي اي منطقة او قارة وفق احدث ما صدر ، طبعا بالاضافة الي أجهزة الاستخبارات وعملائها في كل مكان ... حال حدوث ارهاصات اي تغيير يكون مرصودا معروف الاسباب وقبل فترة كافية ، وفي حال حدوث شئ مفاجئ يتم البحث عن الاسباب والدوافع بشكل فوري ... بهذه الطريقة هم يعترفون بوجود الخطر ويرصدونه ويعرفون أسبابه ودوافعه ويبدأون في العمل في معالجة هذه الاسباب والدوافع ... لذلك هم ناجحون مرنون منجزون قادورن. اما نحن فلا نحاول حتى مجرد النظر لأي تغير ، وعند حدوث المشكلة فإن جزءا من المجتمع يفرح شامتا بالجزء الاخر ، و جزء يحاول ايجاد تفاسير وتبريرات غيبية لما حدث ، ومن يحاول ان يفسر ستكون تفسيراته عاطفية غير قابله للقياس والتحقق وعندما نجد أن الخطر قد جاء من طرف نحبه نحاول التستر عليه ... لذلك فنحن فاشلون متزمتون لا ننجز شيئا ومصابون بالوهن الحضاري لأننا لا نعترف أصلا بوجود المشكلة فكيف سنحلل اسباب او نستجب لشئ غير موجود ... ويستمر مسلسل العبط والفشل الحضاري في أبهى صوره !!!!!
 ي.أ

مال ... سياسة ... إعلام

المال و السياسة والإعلام ... ثلاثي يصوغ أفكارنا ويبرمجنا بشكل لا واعي ... قد تترك في حالك لمدة معينة لانك لا تشكل خطرا على أباطرة المجالات الثلاثة ... اما اذا شكلت خطرا او احتيج لما في يدك فسيتم التضحية بك بدون أي شفقه او رحمة ... ان قراءة الاحصائيات في هذا العالم أمر يثير كثيرا من الرعب لدى أي عاقل ... اذا علمنا أن ما ينفق على الحروب والأسلحة والدمار يفوق بأضعاف ما يلزم لحل مشكلة الفقر والبطالة سنويا ... واذا علمنا ان تجارة الأسلحة والمخدرات والدعارة هي أكبر المجالات نشاطا على مستوى العالم ... واذا رأينا كمية العنف والعهر التي تبثها قنوات الاعلام لتنشأ جيلا مشوها يتم استخدامه بعد ذلك كوقود لهذه الحروب والجماعات المتطرفة والعصابات المنظمة ... يبدو أن الاعلام وظيفته الأساسية هو الترويج للفكرة ... و السياسي يستغل هذه الفكرة لترويض القطعان محليا ... بينما تصب الارباح ودماء الشعوب لدى كبار البنوك و رجال الاعمال و المنظمات المالية والتي تنفق بعضها كمرتبات لمن سبق ذكره لا لشئ الا لاستمرار تحرك هذه الآلة الجهنمية حتى لو أدى ذلك لتدمير الدول وعذابات الشعوب وابادة الجنس البشري وتشويهه ... ببساطة ان من يحكمون العالم محموعة من الشياطين في مسالخ بشرية ... قد يبدو الطرح فانتازيا متشائمة ... ولكن أرجو أن يقنعني أحدكم بعكسه بعد أن يستقرأ الواقع من حوله !!!!!! 
ي.أ

الفشل وانتظار المخلّص

بما لا نحتاج الى كثير من الحجج والبراهين لإثبات أننا نمر بإنكسار حضاري شامل في كل الميادين ، استشعر أجدادنا ذلك عندما رأوا أسلحة الاوربيين في حملة نابليون وما تلاها ، وكثير من أذكيائهم حاولوا الخروج من هذا المأزق بطرق متنوعة نرصدها اذا رجعنا لسير هؤلاء المفكرين والسياسيين ورجال العلم والأدب ، ولكن مشكلتنا الكبرى ظلت هي السياسة ، فهي داؤنا المزمن منذ حادثة سقيفة بني ساعدة الى يوم الناس هذا بلا أي استفادة او درس حقيقي لما حدث ويحدث من حولنا. أزعم أن أكبر مشاكلنا هو مقولة رسخت في أذهاننا مفادها أن صلاح الرعية انما يحدث اذا صلح الحاكم والملك ، وهي تحوير لفكرة مسيطرة أخرى هي انتظار المخلص ، وهي فكرة تصاب بها الشعوب عندما تيأس من قدرتها على الآداء فتتكل على مخلص قادم يغير ما أصابها ، ولا تعدم الحيلة في استخراج ما يدعم ذلك من نصوصها الدينية. ان هذه المشكلة أصابت جميع العاملين في الشأن السياسي بلا استثناء لانطلاق الكل من أرضيه ثقافية واجتماعية واحدة وان تباين بعد ذلك ما استفادوه من تجارب الامم والشعوب وما اجتهدوه من أراء وأفكار ، فكان جل الصراع والنضال لا يتعدى الحاكمين وماهياتهم ، اشترك في ذلك الشيوعي والقومي والاسلامي وغيره من الافتات التي رفعت وترفع الى اليوم بلا أي تحسن يذكر في المخرجات بل ربما سارت الامور الى الأسوأ في كل مرة. كان يجب أن ينبه ذلك العاقلين الى حقيقة مفادها ان لب المشكلة ليس هنا ،وما دامنا قد غيرنا الدواء ولم يفد ذلك التغيير جسد المريض ، سيتبادر الى ذهن أي راصد ان التشخيص خاطئ وأن المعارك في غير معتركها ، ولكن شهوة التسلط لدينا حالت دون ذلك مما جعلنا نكرر الفعل في كل مرة مع توقع نتائج مختلفه وذلك تماما هو قانون الغباء كما لا يخفى !!! اعتقد أن العلاج الحقيقي لمشاكلنا هو مشاكل الفرد عندنا والاصلاح يجب ان ينصب على إنساننا لا على ما يولده من تشكلات وتمظهرات ، فالانسان القوي الواعي هو القادر على مجابهة واقعه والاستجابة لتحدياته بما يناسبه من أفعال ، وذلك لا يتحقق باستنساخ تجارب الأمم بعد انتزاعها من سياقاتها التاريخيه والمجتمعيه كما لا يتحقق بارتكاس تاريخي لفترات نعتقد انها كانت الأجمل في تاريخنا ، ولا يتحقق بالاغراق في التشبت بأوهام التفوق العرقي او القومي او الديني ، ان الانسان هو من يصنع ويدخل في كل هذه الاوهام كما انه هو القادر على تجاوزها متى نضج ، وبدون نضجه سيظل تائها بلا بلا انجاز لانه لم يحدد هدفا ، وسيضل لقمة سائغة لكل تجار الأفكار وسماسرة الأديان وشطار الاعلام و طغاة العسكر . حققوا الانساني فيكم ، وافتحوا أعين الناس على ذلك ليعلموه. ولنبدأ بالبناء على مستوى القواعد والافراد اذا اردنا أن ننهض ، والا سنستمر كما نحن مجرد متطفلين على موائد التاريخ والحضارة مهما ادعينا من بطولات وقلنا من أشعار ، وسنستمر في انتاج التشوهات الفكرية والسلوكية نتيجة الشعور الخفي بالمهانة الحضارية والحقد الدفين على نجاحات الاخرين وانجازاتهم ولن ينفعنا ابدا أن نفجرهم بدعوى الكفر أو ان نستحقرهم بدعوى العرق أو ان نكرههم بدعوى التآمر علينا أو أن نستهلك أزماننا وجهودنا وأموالنا في معارك داخلية صفرية بعد أن فشلنا في معارك العمل والانجاز. ان الاصلاح يبدأ من اسفل الى أعلى لا العكس وتاريخ بني البشر خير برهان ، لنكن نحن المخلصين لذواتنا عبر الوعي والبانين لقوتنا عبر تفجير الكامن منها ، هذا ما اعتقده وأتمنى أن أشتغل عليه ، أما باقي المعارك الوهمية ومحاربة طواحين الهواء فربما تكون أداة لقتل الوقت ولكنها لا تنتج شيئا على الاطلاق !!!!!
 ي.أ

مراحل

كون تخصصي هو تقنية المعلومات فاني أومن تماما أن دورة حياة اي برنامج او مشروع (بما في ذلك كل المشاريع السياسية والاقتصادية والتي تسعى لبناء الدول وليس المشاريع البرمجية فقط كما يتوهم البعض)يجب أن يمر بمراحل متعدده ومتعاقبة لا يمكن الاستغناء عن اي منها بحكم سنن الله في خلقه ... من أشهر وأهم هذه الخطوات ما يلي :
- الدراسة المبدئية ومعرفة ما الذي يريده الناس كمنتج نهائي وما هو الموجود حاليا كبديل عن النظام المرغوب فيه وما هي عيوبه وأخطائه. (تجميع وتحليل المتطلبات).
- تصميم الحل عبر تصور الأجزاء المختلفة للنظام وكيف ترتبط هذه الاجزاء مع بعضها البعض للوصول الى الهدف الذي صغناه في المرحلة الألى. (مرحلة تصميم الحل).
- البداء في بناء وتنفيذ الحل واقعيا وفق التصميم في المرحلة السابقة بحيث لايخرج بأي حال عن الخطة التصميمية. (مرحلة التنفيذ).
- مرحلة اختبار الحل او النظام عبر تطبيقة بشكل جزئي واقتناص اي أخطاء في كل المراحل السابقة والعمل على اصلاحها بأسرع وقت ممكن.(مرحلة الاختبار).
- مرحلة تسليم المنتج النهائي وطرحه للاستخدام بعد التأكد من خلوه من العيوب قدر الامكان (تسليم المنتج).
- مرحلة متابعة المنتج واصلاح اي أخطاء غير مقصودة وايضا تحسينه عبر الزمن ليتلائم مع التغيرات في بيئة التشغيل ليواكب كل جديد (مرحلة المتابعة).
- التوثيق الدقيق لكل المراحل السابقة وامكانية الرجوع لأي مرحلة او عملية وفهمها واعادة توثيق اي تغيير لنمتلك ملف كامل بكل تفاصيل المشروع.(مرحلة التوثيق).
لا أتصور مشروعا ناجحا يمكنه تخطي ايا من هذه المراحل مهما كان هذا المشروع بسيطا ومهما تم التسويق لعظمته وأهميته فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب كما يقول الفقهاء ... لذلك كل المحاولات البشرية بلا آلية واضحة للبناء والمراجعة والنقد والتحسين ستكون مجرد كلاما فارغا نضيع فيه أعمارنا وجهودنا بلا أي نتائج على الأرض.
ي.أ

شجاعات

الناظر لكل تجليات السلطة والتسلط بمختلف أشكالها وتنوعاتها يعرف أن القاسم المشترك بينها هو الكراهية الشديدة لكل من يخالفها ... لذلك كل أنواع الدكتاتوريات العسكرية او الدينية تدعي احتكار الحقائق وتزهد الناس في سماع وجهة النظر المخالفة لها ترغيبا وترهيبا وتخاف من هذا الأمر جدا وتقوم بانشاء مؤسسات للمراقبة والرصد والمتابعة ... ثم تكيل الاتهامات للمخالفين مرة بحجة خيانة الوطن ومرة بحجة الهرطقة والخروج عن الدين والشرع ... والحقيقة انها تختزل الوطن والدين في ذاتها وتضفي على نفسها أثواب القداسة والعصمة وان لم تصرح بذلك ... وظيفة المثقف الواعي الكشف عن كل تجليات التسلط وكشفها للناس ... بغير ذلك سكون مجرد بوق مأجور تدفع له الأموال لوضع أحمر الشفاه على فم الخنزير ... لذلك فان الوعي يستلزم ثلاث شجاعات ... الشجاعة الأولى هي ارادة البحث والمعرفة ... والثانية هي التصريح بما علمه ووصل اليه من الحقائق ... والثالثه هي تحمله تبعات موقفه الذي اختاره وان خالف مصلحته ... لهذه الأسباب سنرى ان المثقفين الحقيقيين قليلون جدا ومستهدفون جدا من مرضى التسلط عافانا الله واياكم !!!!
ي.أ

2017/02/19

سبب ونتيجة

ما تمر به منطقتنا نتيجة طبيعية لتفكيرنا طيلة العقود السابقة ... طلية هذه المدة كان حكامنا يستجدون الدعم والتثبيت في مناصبهم من الخارج شرقا وغربا ويدفعون مقابل ذلك اموالا وعقودا وامتيازات للشركات الدولية ... كلهم حكموا كوكلاء وتجاهلوا تماما بناء الانسان في أوطانهم ... الأيام اثبتت أن هذا النمط من الحكم والادارة نظام هش وفي مهب الريح لأنه رهين أي تغير في العلاقات والترتيبات الدولية كما يحدث اليوم ... بينما الأمم التي صمدت هي الأمم التي يستمد حكامها دعمهم من القاعدة الشعبية والمواطنين ... ان الانسان الصالح العاقل المدرك لدوره هو الرصيد الاستراتيجي لأن حاكم عاقل ... بينما هو كم مهمل لدى كل الطغاة ... حقيقة اذا لم نفهمها سنظل في دائرة الفوضى والعبث !!!
.
ي.أ

2017/02/17

ثورة

في جولة مسائية اليوم اكتشفت ان مصراته كلها ميدان للاحتفال بالثورة ... ليس في الميادين وحدها بل ان معظم القرى والتجمعات السكنية كان لها نصيب من الاحتفال الذاتي ... الكل رشنا بماء الورد والزهر ... والكل يقدم الشاهي والفتات والحلويات ... وبلغني ان كثيرين يقدمون الشواء ... بشكل تلقائي لا يمت لصله بلجان الاحتفالات ولا اخراج الطلبة من المدارس للهتاف ... الجو ذاته معطر بروائح كنا نشمها من ست سنوات في 2011 وارواح الشهداء ترفرف في كل جزء قدموا فيه أرواحهم لانجاز حلم راودنا كلنا !!!!
.
ي.أ

2017/02/16

هو عبئ على الحياة ثقيل ... من يرى في الحياة عبئا ثقيلا.

تعودت ان اواجه كثيرا من المواقف في الحياة بسخرية ... لا استهزاءا ... ولكن نتيجة قناعة عميقة ان الحياة بأكملها لا تحتمل ان نزيدها تعقيدا عبر آليات التجهم والعبوس ... كما انني اعتقد ان القدرة على السخرية من النفس اولا ؛ من علامات الصحة النفسية ... فمن لم تكن له القدرة على انتقاد نفسه وأفعاله والسخرية منها بدواعي المنصب او الاهمية او العمر او الوجاهة يحتاج لمراحل طويلة من اختبار الحياة ليعرف ان كل ذلك مجرد تفاهات نغلف بها عقدنا لنقنع انفسنا قبل غيرنا بتقبلها ... الحياة تشبه كثيرا مسرحية نشاهدها ونتفاعل معها ... العاقل من تعامل معها ببساطة ولم يحمل احداثها ووقائعها فوق حجمها الطبيعي ... والاحمق من فعل عكس ذلك ... يل ربما وصل الهذيان بالبعض الى الاستمتاع بدور المظلوم او وهم أن الدنيا كلها تتآمر عليه ... يا صديقي الامور أبسط من ذلك بكثير ... فلو اجتمعت الانس والجن على نفعك او ضرك لما استطاعوا الا اذا أراد الله ذلك ... فابتسم وردد مع الشاعر قوله :
هو عبئ على الحياة ثقيل ... من يرى في الحياة عبئا ثقيلا.
 أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

ي.أ

2017/02/13

في الثورة

الثورة نشاط بشري بجدارة لأن هدفها الانتقال من حالة بائسة الى حال أفضل وهو امر يميز البشر عن بقية المخلوقات ... غالبا ما تكون دوافعها نبيلة وراقية ... وغالبا ما يتم استغلال فوضاها من قبل الخبثاء والمجرمين والباحثين عن دور لايمكنهم الوصول اليه اذا كانت الأحوال مستقرة ... بالاضافة الى وجود حركة مضادة من أولئك الذين افقدتهم الثورة مكتساب كانوا يتمتعون بها ... وبما أن روح الثورة هي تغيير الحالة من الأسوأ الى الأحسن ... فمن مكملاتها الضرورية كشف انحرافاتها وتعرية راكبي امواجها لمصالحهم وايقافهم عند حدهم ... اما مقياس نجاح الثورة (التغيير) فهو استقرار ورخاء وبناء مؤسسات تليق بحجم تضحيات شهدائها.
جزى الله الثائرين من اجل رفع الظلم عن الانسان في كل زمان ومكان ... ورحم الله شهداء هذا الهدف النبيل ... ولعنة الله تترى الى يوم الدين على اولئك السماسرة والقوادين في مواخير السياسة ممن يقتاتون بدماء وجماجم أبناءنا ومقدرات أوطاننا بمسميات وطنية ودينية وغيرها من اللافتات الايدولوجية والبهلوانية للوصول الى اشباع شهوة الحكم والتسلط التي تعشش في أدمغتهم المريضة.



الأحافير

 ثم تحكي الأسطورة أن تلك الأحافير ورغم تغير العوالم من حولها أبت الا التشبث بطريقة ورثتها أحفورة عن أحفورة حتى تصل الى ذلك العهد الأحفوري العظيم حيث لا يحكم الا من تغلب ... والحكم هنا أيها السادة يعني أن هذه الأحفورة التي احتازت القوة أصبحت إلها او نصف إله على الأقل ... فهي تمتلك الأرض ومن عليها ... وتصبح رغباتها ونزواتها أوامر لا تعصى ... ويستمر هذا الوضع حتى تنقلب أحفورة تمكنت من السيطرة على الجيش الأحفوري الذي لا عمل له الا مساندة الأحافير الحاكمة ... اما اذا شذ البعض وتكلم أن العالم خارج تلك القضبان الفكرية تغير ... فسيتم رجم ذلك المهرطق العميل المرتد ... سيرجم من كل الأحافير رغم تشاكسها وخلافاتها التي لا تنتهي ... فجريمته هي استخدام جزء محرم يسميه الزنادقة دماغا والعياذ بالله ... لازلت هذه الأحافير تؤمن في داخلها بكل تلك العقد الموروثة وأنها أفضل من كل الكائنات التي يقال أنها تشاركهم في الجنس والنوع ...ان تلك الكائنات الغير أحفورية في الخارج لا يمكن أن ينظر اليها الا اذا ساعدتنا لنصل الى ما نريد وسنسدد لها ثمن المساعده نقدا... فالأحافير عزيزة بطبعها كريمة مع من ساعدها دائما من غير الأحافير... ولكن ذلك غير مهم على الاطلاق فالمهم هو طريقتنا الأحفورية في التفكير والتصور ... كما أن هذه الأحافير وبدهاء أحفوري تحسد عليه تعلمت أن ترفع لافتات مختلفة بعضها كتب عليه عبارات دينيه وبعضها كتب عليه عبارات مما قاله مونتسكيو او ميكافيلي ... يرفعونها لاصطياد الأحافير الأقل ذكاء في سبيل الوصول الى العرش المقدس الذي تهون في سبيله كل المتاعب ويمكن ان يقال في سبيل الوصول اليه كل شئ رغم كفر الأحافير الذكية بكل ما يرفع من شعارات في أعماقها ... لا شك أن تلك الظاهرة الأحفورية الصامدة في وجه الزمن جديرة بالدراسة ... ولا شك أن البعض يدرس ويطور آليات لاستغلالها والتحكم فيها ككل الكائنات البدائية ولكن ذلك لا يهم الأحافيرأيضا لأنه لا يوجد في تلك الفجوة التي يفترض انها تحتوي دماغا عند نظرائها الا صورة العرش المقدس بكامل بهائه وأبهته حتى ان انعكست في الخلفية بعض النيران المشتعلة او المدن المدمرة ... فذلك لا يخلق أي اختلاف ولن يخلق !!!!!
.
ي.أ

2017/02/12

مهنية


العمل بمهنية يعني ان تنظر للعمل الذي كلفت به كاجراءات تبدأ بدافع وسبب وتنتهي بنتيجة وهدف ... لا يهم كثيرا هنا رأيك الشخصي او عواطفك او ما تعتقده او ما تعتقد أن الآخرين يعتقدون حيالك ... عندما تجيد هذا الأمر ستستريح بشكل كبير من تمازج المهني بالشخصي والذي يحيل حياتنا عادة الى كابوس حقيقي عبر الدخول في معارك وهمية لا داعي لها ولا نتيجة متوقعه منها وتحديات تستهلك وقتا وجهدا كان ينبغي ان ينفق لانجاز اعمال مفيدة ... ان اقحام مفاهيم الكرامة الشخصية والبرستيج والموقع والمؤهل في العمل لا تنم الا عن عقليات طفولية تقضي وقتها في اختيار لون الطلاء بينما تهمل في تقوية أساسات البناء !!!!!
 ي.أ

2017/02/10

فوضى تلقي العلوم الشرعية


من اشد ما يزعج في موضوع فوضى تلقي العلوم الشرعية ان كثيرين يدرسون في الكليات الشرعية ومعلوماته قريبه جدا من معلومات العوام ولا يعرف حتى الى اي الكتب يرجع ولا من ايها يأخذ ... من ايام لاحظت احدهم يخلط بين مدرستين من مدارس علم الكلام والمشكله انه يدرس طلاب في مادة الثقافة الاسلامية وعندما نبهته لذلك تبين من كلامه انه لا يعرف حتى الفرق بين المدرستين ولا المسائل التي يتفقون ويختلفون فيها ... فإذا كان هذا حال المتخصصين فكيف سيكون حال غير المتخصصين الذين يسمعون اراءا من كل حدب وصوب في الفضائيات والاذاعات ... ما يحدث جريمة علمية والمشكلة انها ليست كغيرها من العلوم بل ربما ادت الى شذوذات فكرية وسلوكية وكلها تحت اسم الدين !!!!

 ي.أ

منهجية لحل المشاكل

نعلم طلابنا انه عندما نريد حل أي مشكلة يجب المرور بعدة خطوات :
1- التعرف على المشكلة وتحديدها وقراءة الأدبيات والابحاث التي كتبت حولها(فلا يعقل ان نقوم بايجاد حل لمشكلة لا نعرفها اصلا).
2- تحليل المشكلة وتجزئتها الى عواملها الأولية. Analysis
3- البدء في تصميم حل لكل جزئية.
4- تجميع الحلول الجزئية وضمان تناسقها وتظافرها لخلق الحل الشامل synthesis.
5- تطبيق الحل على الواقع ومتابعته وملاحظة اي تغيرات قد حدثت او تحدث لاجراء بعض التغييرات الطفيفة كل فترة Maintenance لضمان صلاحية هذا الحل في كل وقت.
مع ان كل طلاب الحاسوب وغيره من التخصصات مروا بمثل هذه المنهجية ولكننا لا نلاحظ لها أي أثر في حل مشاكلنا اليومية بداية من المشاكل الشخصية وانتهاءا بالمشاكل السياسية ... فقط لو تم مراعاة هذه الخطوات البسيطة لوجدنا كثيرا من مشاكلنا بسيطة وقابلة للحل ولا نغرق في كل ما نشاهده حولنا من عبث !!!!!
ي.أ

التائهون

معركة بناء الانسان فكريا ونفسيا هي الأهم ... كل المعارك الأخرى مجرد تبعات لهذه المعركة وتبدوا مقارنة بها تافهة وقزمة ... ما فائدة ان تقيم معركة لتحكم مجتمعا من التائهين الا اذا كنت تائها مثلهم ... او بالأحرى كبيرهم الذي علمهم التيه !!!
ي.أ

2017/02/07

( لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك ). السكندري

كل القيم العظيمة من عدل وتقدم وحرية وحكم رشيد وأمين تبدأ أولا في النفوس والعقول قبل تجسدها على الأرض ... فنحن بلا شك نحتاج خطط ومناهج للتغير ومختصين في الادارة ... ولكن قبل ذلك نحتاج للتربية والسلوك المستقيم وابراز قدوات ملهمة لأجيالنا الشابة ... هذا ما فقدناه كأمة ولن ننهض قبل توفر عدد من هؤلاء الفدائيين ... فدائيي التضحية ومكابدة العيش والصبر على الناس لتغييرهم للأفضل ... كما ان كل الاصلاحات الفوقية كسياسة واقتصاد لن تجدي ما دام انساننا تائه وفارغ من تلك القيم المحركة والمفجرة لممكنات الانسان !!!!
ي.أ

2017/02/06

هروب

لا زالت شعوبنا تبدع في استحداث ما تضيع وقتها فيه وتقيم المعارك الوهمية عليه ... أشياء اذا أردت معرفة فائدتها اليوم ستجدها صفرا ... ولكنها لازالت هي المستهلِكة لكامل طاقاتنا وأوقاتنا بلا أي سبب منطقي ... ما فات فات ... والسبيل الوحيد لمناقشته هو درس التاريخ والاستفادة من أخطائنا السابقة ... نحن لا نستفيد من أي أخطاء مررنا بها ... ومع ذلك نعيد تلك المشكلات التاريخية جذعة كل مرة ... يبدو أننا نهرب من عالمنا اليوم لأننا لم نطور أي أدوات للتعامل معه لنكتفي بالتيه في سراديب التاريخ التي تعودنا على فساد هواءها وضيق مسالكها !!!!
.
ي.أ

عجز

الدنيا مليئة بالأخطاء والكوارث ... لكن أن تمطرنا بالمقالات التي تقول لنا فيها أنك قد قلت كذا وكذا منذ فترة طويلة وها قد تحقق ما كنت تقول ... ستجدني أتوقف كثيرا امام هذا الكلام ... ماهو هدفه ومغزاه ؟ ... هل تريد ان تثير اعجاب الجمهور بأنك قادر على التنبؤ مثلا؟ ... ام هو نوع من الشماته المبطنة بثوب من الاشفاق؟ ... لعل ذلك يظهر كثيرا من جوانبنا الخفية في طريقة التفكير العاطفية والتي تستثير المشاعر او تحاول استجداء المشاعروالاهتمام من الأخرين ... للانجليز مثلا مثل مشهور يقول (لكل مشكلة تحت الشمس اما أن يوجد حل او لا يوجد ... ان وجد حاول ان تحصل عليه .. وان لم يوجد فلا تفكر في الموضوع مجددا ) ... القوم عمليون جدا ... ونحن نختنق في شرنقتنا العواطفية !!!!!
ي.أ

2017/02/05

إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل

من محاسن الحضارة الاسلامية التي لازلنا نفاخر بها ، علوم السند التي اهتمت بالتحقق من مصادر المعلومات والتي تم استخدامها بشكل أساسي في نقل نصوص الشريعة (القراءن والحديث) والتي اهتمت بالناقلين والرواة وصنفت في ذلك كتب الرجال وتبيان أحوالهم وما لحقها من علوم الجرح والتعديل ، كما تم استخدام هذه الآليات أيضا في نقل نصوص الأدب ووقائع التاريخ وان كان ذلك أقل بمراحل من علوم الحديث ، كل ذلك كان هدفه التأكد من صحة ما ننقل وتحاشي الكذب قدر الطاقة البشرية ، لا ندعي ان كل ما نقل كان صحيحا بل لعبت السياسة وغيرها من أهواء البشر في بعض المراحل ولكن ذلك لا يغض من أهمية هذه العلوم والآليات إطلاقا ، وقد صاغ أسلافنا قاعدة ذهبية في مناهج البحث عن الحقيقة هي قولهم (إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل) ، فمن نقل قولا عن غيره يجب ان يتحرى صحة نسبته الى القائل ، ومن أنشأ رأيا من عنده فعليه أن يبرهنه ويدلل عليه ، سؤالي اين نحن اليوم من كل ذلك وقد صرنا ننقل كل ما نسمع بلا أدني تحر ، كما أننا نؤمن بنظريات وندعي استنتاجات بدون أي برهان أو دليل، وعلى كل المستويات للأسف ... وقد كان الطبيعي ان نراكم ونزيد وننقح جهد الأولين لا أن ننسفه ونقف تائهين في كل شئ تقريبا !!!!
ي.أ