2017/02/13

الأحافير

 ثم تحكي الأسطورة أن تلك الأحافير ورغم تغير العوالم من حولها أبت الا التشبث بطريقة ورثتها أحفورة عن أحفورة حتى تصل الى ذلك العهد الأحفوري العظيم حيث لا يحكم الا من تغلب ... والحكم هنا أيها السادة يعني أن هذه الأحفورة التي احتازت القوة أصبحت إلها او نصف إله على الأقل ... فهي تمتلك الأرض ومن عليها ... وتصبح رغباتها ونزواتها أوامر لا تعصى ... ويستمر هذا الوضع حتى تنقلب أحفورة تمكنت من السيطرة على الجيش الأحفوري الذي لا عمل له الا مساندة الأحافير الحاكمة ... اما اذا شذ البعض وتكلم أن العالم خارج تلك القضبان الفكرية تغير ... فسيتم رجم ذلك المهرطق العميل المرتد ... سيرجم من كل الأحافير رغم تشاكسها وخلافاتها التي لا تنتهي ... فجريمته هي استخدام جزء محرم يسميه الزنادقة دماغا والعياذ بالله ... لازلت هذه الأحافير تؤمن في داخلها بكل تلك العقد الموروثة وأنها أفضل من كل الكائنات التي يقال أنها تشاركهم في الجنس والنوع ...ان تلك الكائنات الغير أحفورية في الخارج لا يمكن أن ينظر اليها الا اذا ساعدتنا لنصل الى ما نريد وسنسدد لها ثمن المساعده نقدا... فالأحافير عزيزة بطبعها كريمة مع من ساعدها دائما من غير الأحافير... ولكن ذلك غير مهم على الاطلاق فالمهم هو طريقتنا الأحفورية في التفكير والتصور ... كما أن هذه الأحافير وبدهاء أحفوري تحسد عليه تعلمت أن ترفع لافتات مختلفة بعضها كتب عليه عبارات دينيه وبعضها كتب عليه عبارات مما قاله مونتسكيو او ميكافيلي ... يرفعونها لاصطياد الأحافير الأقل ذكاء في سبيل الوصول الى العرش المقدس الذي تهون في سبيله كل المتاعب ويمكن ان يقال في سبيل الوصول اليه كل شئ رغم كفر الأحافير الذكية بكل ما يرفع من شعارات في أعماقها ... لا شك أن تلك الظاهرة الأحفورية الصامدة في وجه الزمن جديرة بالدراسة ... ولا شك أن البعض يدرس ويطور آليات لاستغلالها والتحكم فيها ككل الكائنات البدائية ولكن ذلك لا يهم الأحافيرأيضا لأنه لا يوجد في تلك الفجوة التي يفترض انها تحتوي دماغا عند نظرائها الا صورة العرش المقدس بكامل بهائه وأبهته حتى ان انعكست في الخلفية بعض النيران المشتعلة او المدن المدمرة ... فذلك لا يخلق أي اختلاف ولن يخلق !!!!!
.
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق