الناظر لكل تجليات السلطة والتسلط بمختلف أشكالها وتنوعاتها يعرف أن القاسم المشترك بينها هو الكراهية الشديدة لكل من يخالفها ... لذلك كل أنواع الدكتاتوريات العسكرية او الدينية تدعي احتكار الحقائق وتزهد الناس في سماع وجهة النظر المخالفة لها ترغيبا وترهيبا وتخاف من هذا الأمر جدا وتقوم بانشاء مؤسسات للمراقبة والرصد والمتابعة ... ثم تكيل الاتهامات للمخالفين مرة بحجة خيانة الوطن ومرة بحجة الهرطقة والخروج عن الدين والشرع ... والحقيقة انها تختزل الوطن والدين في ذاتها وتضفي على نفسها أثواب القداسة والعصمة وان لم تصرح بذلك ... وظيفة المثقف الواعي الكشف عن كل تجليات التسلط وكشفها للناس ... بغير ذلك سكون مجرد بوق مأجور تدفع له الأموال لوضع أحمر الشفاه على فم الخنزير ... لذلك فان الوعي يستلزم ثلاث شجاعات ... الشجاعة الأولى هي ارادة البحث والمعرفة ... والثانية هي التصريح بما علمه ووصل اليه من الحقائق ... والثالثه هي تحمله تبعات موقفه الذي اختاره وان خالف مصلحته ... لهذه الأسباب سنرى ان المثقفين الحقيقيين قليلون جدا ومستهدفون جدا من مرضى التسلط عافانا الله واياكم !!!!
ي.أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق