2014/05/17

البيئة المنتجة للتطرف

تحليل بسيط لما في الساحة سيخبرنا بوجود تطرفات متعددة ... تطرف ديني وتطرف ثوري وتطرف عسكري ... الحقيقة ان التسميات في حد ذاتها موهمة ومضللة ... لو ناقشنا معظم الناس لقالوا ان الاسلام دين تسامح وملئ بالقيم الرحيمة ... ولو ناقشنا فكرة الثورة لوجدنا معظم الناس يقولون انها فكرة نبيلة هدفها تغيير السئ الى الأحسن ... ولو ناقشنا فكرة العسكرية لوجدنا انها فكرة انشأتها الحضارات للدفاع عن كيانها من الاعتداءات ... الافكار جميلة جدا ... بينما التطبيقات على الارض كارثية ... بعض المتدينين يدعون احتكار الحقيقة ويقتلونك ان خالفتهم بدعوا انك مخالف لله ... وبعض الثوار يحتكرون الحقيقة ايضا ويقتلونك لانك مرتد عن مبادئ الثورة ... وبعض العسكريين يدعون هم كذلك احتكار الحقيقة ويقتلونك لانك خطر على البلد ... الفعل واحد والحجج مختلفه والافكار جميلة فاين الخلل يا ترى؟؟؟

 أزعم ان الفكرة لا تستقل بحكم بل هي تابعة لتوظيفها مثلا :

- الحركات الجهادية التي أنشئت بدعم استخبارتي واضح ومعروف للجميع في فتره ما لحرب السوفييت ثم استحالت بعد ذلك لمخلب استخباراتي يتم تحريكه في اي منطقة لتدخل بعد ذلك الجيوش بذريعه محاربة الارهاب ... هو توظيف سئ للدين !!!! (أفغانستان)
- الحركات الثورية التي تسعي للسيطره من خلال الشرعية الثورية وان التاريخ قد توقف عند فعل الثورة وهي نقطة ارتكاز الكون ونقطة تقييم الاشياء والاشخاص ... توظيف سئ للثورة !!! (ليبيا قبل وبعد القذافي)
- الحركات العسكرية التي تسعى للسيطره كونها تحتكر السلاح او القوة لتقوم بعسكرة المجتمع وتحويله الى ثكنات يتمتع فيها الضباط بالمكيفات بينما يقوم الجنود بغسل الملابس !!! (كوريا الشمالية)
هذه الانماط كلها انماط منحرفة ولا تستقطب الا أناسا منحرفين سلوكيا او عقليا او عاطفيا ... لكن الكارثة في مجتمعاتنا انها مجتمعات منتجة للانحراف وبالتالي للتطرف ... فالطفل الذي تربى في بيت ممزق وملئت أفكاره بمفاهيم دينيه خاطئة او قبلية متعفنه ... والذي يرى ان الطفل الجيد هو الذي يستطيع ضرب البقية والاستيلاء على حاجياتهم ... وان الطالب الذي ينجح هو الطالب الذي يستطيع رشوة الأساتذة ... وأن الموظف الجيد هو الذي يستطيع الاستيلاء على ما تقع عليه يده ... ثم يبارك المجتمع كل هذه السلوكات ويشجعها علنا او سرا ... هذا النموذج يمكن جدا استقطابه ليكون اسلاميا متطرفا او ثوريا متطرفا او عسكريا متطرفا لأنه متطرف في الاساس وماهذه المؤسسات الا محاضن لتظيم وتحفيز هذا التطرف الكامن ... التطرف هو الجامع بينهم وان اختلفت الاتجاهات ... وتشجيع اي تطرف ضد غيره تحت اي ذريعة هو مجرد مسكنات نفسية نخادع بها أنفسنا لأننا من ابناء هذا المجتمع ونريد تبرير ما نميل اليه لا أكثر ولا أقل .
نحتاج لكثير من التربية على مستوى البيوت والمدارس لانتاج اجيال خالية من العقد والا فسنبقى اناسا تتقاسمنا كتائب أنصار الشريعه وكتائب الثوار وكتائب حفتر ... وما كتائب سوريا عنكم ببعيد !!!!

ي.أ   

2014/05/10

مشكلة المفاهيم

يحكي أحمد أمين في مذكراته انه كان يشتغل قاضيا في الواحات البعيدة  ... وسمع ان بعض السياسيين يريد ان يقوم بجوله هناك على سبيل التعريف بنفسه وحزبه ... فتفطن لذلك بعض خصومه فسبقه الى تلك القريه فسبه وشوه صورته ومن ضمن ما قاله( يكفي يا جماعه ان الراجل دا ديمقراطي ) ... وبدافع الفضول سأل اهل الواحه البسطاء وما معني ديمقراطي ... فكان رد المتكلم (الديمقراطي يعني اديك مراتي وتديني مراتك) ... ولما كان هذا المعنى مستقبحا في نفوس الناس وأخلاقهم بمجرد وصول ذلك السياسي للقريه وسؤال الناس له عن اتجاهه السياسي وقوله انه ديمقراطي ... انصرف الناس عنه فورا وفشل فشلا ذريعا!!!دائما المفاهيم هي المسيطرة على الاذهان وهي الموجهة للأفعال ... ولما كان مفهوم الحكم عندنا مرتبط بالتحكم والاستبداد وان الذي سيصل الى الحكم سيكون بلا رقيب ولا حسيب ... كانت النتيجه الطبيعية لذلك هو هذا التكالب على السلطة ... الأدهى والأمر في الموضوع ان هذا التصور للحكم ليس في اذهان العامه والبسطاء بل هو بذاته  موجود في عقول الساسة المتنافسين ... هنا الكارثة !!!!!ي.أ

2014/05/08

بالألم ينضج الانسان ... والمجتمعات كذلك

بعد دمار نصف اوربا وقتل اكثر من 50 مليون في الحرب العاليمة الثانية استقر في الوعي الجمعي للغربيين ان الحرب عقيمة وغير منتجة وأن الديمقراطية لا تعني ان تحبني او احبك ... الحب جيد ومطلوب في العلاقات الشخصية ... اما في السياسة فالمطلوب هو قواعد لادارة الخلافات وليس محوها ... فكم من الزمن يا ترى سيلزمنا ، وكم من حروب وألام وقتلى لنصل الى هذه الحقيقة ... التنظير والتصور امر سهل جدا ويمكن ان ان ننظر لألف سنه قادمة ... لكن الواقع المبني على السلوك الفعلي للمواطن النابع من تفكيره وسلوكه ومشاعره هو ما نراهن عليه لبناء اي هيكل سليم ... سيقول الكثيرون نريد مستبد عادل ... ولكن فعل الاستبداد قد يصل الى ما يريد ما دام المستبد موجودا ... اما عند ذهاب قوة الضغط والارهاب سيكتشف هذا المجتمع انه لم يصل الى آلية مناسبة لادارة اموره ... هنا لابد من وقفه على مفترق طرق ... اما ان نسير في الطريق الايسر والأدفأ وهو ايجاد طاغيه جديد يفرض علينا ما نريد ونعلق عليه كل اخطاءنا كمجتمع ... نشتمه في السر ونبتسم في وجهه ... يقنع هو بكراهيتنا مع حكمه ... ونقنع نحن بظلمه مع توفر مشجب نعلق عليه كل ما نريد ... اما الطريق الأخر فهو الطريق الصعب والملئ بالمطبات والحفر ... طريق الآلام والدماء حتى يعاد صياغة عقل جمعي جديد ينتج عقد اجتماعي يتفق عليه الكل لأنه يلبي مصالحهم ... الانسان لا يقنعه شئ كمصالحه ... الا ان الخلل الحاصل اليوم هو ان كلا منا يحاول النظر لمصلحته كفرد ... بينما المفترض ان يتم نظر كل فرد لمصلحته كفرد في بناء مجتمعي مترابط الاركان ... سيقول الكثيرون لقد أطلت الطريق ... أقول هي كذك طويلة وتحتاج منا صبرا وكفاحا ... والاهم هو ايجاد اناس بفهمون ذلك ويعملون عليه على المدى المتوسط والطويل ... التاريخ يقول ذلك ... والاجتماع الانساني يؤكده ... ربما الذي يردم الفجوات هو وجود طبقه من المربين القادرين على التأثير في الطبقات المجتمعية الدنيا بدون الاغراق في تفاصيل السياسية التي ستكون بائسة في هذه المرحلة كونها نتاج مجتمع بائس ... اللهم لا تطل ألامنا وألهمنا رشدنا يا كريم !!!!!
ي.أ

على بركة الله نبدأ



هذه اول تدويناتي في مدونتي الشخصية الجديدة بعد أن فقدت الأولى لأسباب يطول شرحها ... ارجو ان تكون مفيدة لكل قارئها ... ستحتوي هذه المدونه كل ما يعن في خاطري من أفكار أراها جديره بالنشر والمشاركة ... كما سأكون ممتنا لكل من سيعلق او ينتقد ... اهتماماتي متنوعة بين الفكري والادبي والتقني ...