يحكي أحمد أمين في مذكراته انه كان يشتغل قاضيا في الواحات البعيدة ... وسمع ان بعض السياسيين يريد ان يقوم بجوله هناك على سبيل التعريف بنفسه وحزبه ... فتفطن لذلك بعض خصومه فسبقه الى تلك القريه فسبه وشوه صورته ومن ضمن ما قاله( يكفي يا جماعه ان الراجل دا ديمقراطي ) ... وبدافع الفضول سأل اهل الواحه البسطاء وما معني ديمقراطي ... فكان رد المتكلم (الديمقراطي يعني اديك مراتي وتديني مراتك) ... ولما كان هذا المعنى مستقبحا في نفوس الناس وأخلاقهم بمجرد وصول ذلك السياسي للقريه وسؤال الناس له عن اتجاهه السياسي وقوله انه ديمقراطي ... انصرف الناس عنه فورا وفشل فشلا ذريعا!!!دائما المفاهيم هي المسيطرة على الاذهان وهي الموجهة للأفعال ... ولما كان مفهوم الحكم عندنا مرتبط بالتحكم والاستبداد وان الذي سيصل الى الحكم سيكون بلا رقيب ولا حسيب ... كانت النتيجه الطبيعية لذلك هو هذا التكالب على السلطة ... الأدهى والأمر في الموضوع ان هذا التصور للحكم ليس في اذهان العامه والبسطاء بل هو بذاته موجود في عقول الساسة المتنافسين ... هنا الكارثة !!!!!ي.أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق