2014/05/08

بالألم ينضج الانسان ... والمجتمعات كذلك

بعد دمار نصف اوربا وقتل اكثر من 50 مليون في الحرب العاليمة الثانية استقر في الوعي الجمعي للغربيين ان الحرب عقيمة وغير منتجة وأن الديمقراطية لا تعني ان تحبني او احبك ... الحب جيد ومطلوب في العلاقات الشخصية ... اما في السياسة فالمطلوب هو قواعد لادارة الخلافات وليس محوها ... فكم من الزمن يا ترى سيلزمنا ، وكم من حروب وألام وقتلى لنصل الى هذه الحقيقة ... التنظير والتصور امر سهل جدا ويمكن ان ان ننظر لألف سنه قادمة ... لكن الواقع المبني على السلوك الفعلي للمواطن النابع من تفكيره وسلوكه ومشاعره هو ما نراهن عليه لبناء اي هيكل سليم ... سيقول الكثيرون نريد مستبد عادل ... ولكن فعل الاستبداد قد يصل الى ما يريد ما دام المستبد موجودا ... اما عند ذهاب قوة الضغط والارهاب سيكتشف هذا المجتمع انه لم يصل الى آلية مناسبة لادارة اموره ... هنا لابد من وقفه على مفترق طرق ... اما ان نسير في الطريق الايسر والأدفأ وهو ايجاد طاغيه جديد يفرض علينا ما نريد ونعلق عليه كل اخطاءنا كمجتمع ... نشتمه في السر ونبتسم في وجهه ... يقنع هو بكراهيتنا مع حكمه ... ونقنع نحن بظلمه مع توفر مشجب نعلق عليه كل ما نريد ... اما الطريق الأخر فهو الطريق الصعب والملئ بالمطبات والحفر ... طريق الآلام والدماء حتى يعاد صياغة عقل جمعي جديد ينتج عقد اجتماعي يتفق عليه الكل لأنه يلبي مصالحهم ... الانسان لا يقنعه شئ كمصالحه ... الا ان الخلل الحاصل اليوم هو ان كلا منا يحاول النظر لمصلحته كفرد ... بينما المفترض ان يتم نظر كل فرد لمصلحته كفرد في بناء مجتمعي مترابط الاركان ... سيقول الكثيرون لقد أطلت الطريق ... أقول هي كذك طويلة وتحتاج منا صبرا وكفاحا ... والاهم هو ايجاد اناس بفهمون ذلك ويعملون عليه على المدى المتوسط والطويل ... التاريخ يقول ذلك ... والاجتماع الانساني يؤكده ... ربما الذي يردم الفجوات هو وجود طبقه من المربين القادرين على التأثير في الطبقات المجتمعية الدنيا بدون الاغراق في تفاصيل السياسية التي ستكون بائسة في هذه المرحلة كونها نتاج مجتمع بائس ... اللهم لا تطل ألامنا وألهمنا رشدنا يا كريم !!!!!
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق