2017/08/26

الأمية المنهجية

الأمية المنهجية ... مصطلح رائع ... فأغلب مشاكلنا لا تأتي من نقص المعلومات ولا قلة القراءت والمراجع ... بل من افتقارنا لمنهجيات تتعامل مع المعلومات في عصر المعلومات ... وتلك لياقة مفقودة في اغلب مستوياتنا حتى الآكاديمية منها التي ينبغي ان يكون سوق المناهج فيها رائجا ثريا !!!!
ي.أ

2017/08/25

حج وحج


حكى لي أبي أن أحد جيراننا رحمه الله عندما أراد الذهاب الى الحج طرق باب البيت ، وعندما خرج أبي لملاقاته اعطاه دينار ونصف ... فاستغربت وسألته ما هذا يا حاج ... فقال انه من مدة تسلف منا كيس اسمنت ولم يرجعه وهذا ثمنه لانه يريد الذهاب للحج ولا يريد دينا في رقبته لأحد ... ربما تلك كانت الثقافة المتعلقة بالحج في ذلك الزمان ... كما يقول الفقهاء ان الحاج يجب أن يمتلك نفقه الطريق ويبقي لأهله نفقتهم التي تكفيهم مدة غيابه ... ويشترط طبعا أن يكون ذلك بحر مالك وأن يكون حلالا لا شبهة فيه ... نتذكر ذلك والبعض يريد أن يحج بالواسطة وبالمعرفة وبمنحة من فلان او علان ... يا هذا انك تعامل رب العباد الذي يعلم السر وأخفى ... هل حجك لله أم للناس والفسحة ... يا هذا اذا اردت مجرد السفر فعليك بتركيا فمناظرها أكثر جمالا ولا تزاحم من يؤدون مناسكهم ... وتذكر دائما قول الشاعر: 
اذا حججت بمال أصله دنس *** فما حججت ولكن حجت العير.

تقبل الله من كل الحجاج صالح أعمالهم ... ونزع من صدور الناس مجرد الذهاب للحج سمعة ورياء ونزهة !!!
ي.أ

2017/08/24

القبح والتيه

من مئات السنين في وطننا يحكي التاريح عن معارك بين أشخاص وقبائل ... يتكلم عن ذلك الحاكم الذي اعدم كل معارضيه بضربة واحدة ... يحكي لنا كيف استطاع ذلك الفارس ان يهزم مائة من الجنود الغائرين على مضارب القبيلة ... يروي كيف استطاع ذلك البائس الذي تم اذلاله أن يجمع المال والرجال ليعود منتقما من مذليه ... كل الحكايات عن القتل والاذلال والغارات والسيوف والبنادق ... ربما ذلك هو ما جعل منا كائنات قلقة ... نتوارث القلق والتحفز لملاقاة المجهول الذي ارتبط في أذهاننا بالخراب ... لم ينقل لنا من قبلنا حكايات أناس حاربوا الطبيعة القاحلة ليؤسسوا المدن او المزارع ... لم تروي لنا كتب التاريخ الرسمية قصصا حقيقية عن الحب والجمال والحق ... لم نرى في واقعنا قدوات وأناس حققوا معاني الانسانية في حياتهم لنقول لأجيالنا الناشئة يمكنكم الاقتداء بهؤلاء ... اننا نعيش التيه الفكري والعاطفي والحضاري في أزهى معانيه ... لذلك فكل ما ننتجه قبيح لأنه انعكاس لقبح نفوسنا ... بدايه من علاقاتنا الاجتماعية وانتهاءا بفلسفتنا ونظرتنا للحياة والدين !!!!
ي.أ

2017/08/20

حرق الكتب


عرض البعض كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب ... وقال انه يريد احراقه ... فقلت له يا صديقي ليس هكذا تدار الامور ... فالتفسير منسق وجميل وفيه لمحات بلاغيه راقيه لان سيد قطب اديب القلم ... فقط تجنب شطحاته في التكفير ونظريته في جاهلية القرن العشرين ... او اذا شئت فافهمها كنصوص ادبية لا أحكام شرعية ... وكذالك الحال في كل الكتب من كل شكل ولون ... ولا تقل لي هنا اننا نحرقها لكي لا تشوش على العوام فليس من شأن العوام القراءة اصلا ... والأحسن من الحرق نصح العامي بالتدرج في قراءاته ... والا فإن كثيرين حرقت كتبهم في تاريخنا بحجة المخالفة وغيرها من التهم ... ولم تزدد دعواتهم الا انتشارا ... فقد حرق المعتزلة كتب مخالفيهم ثم حرقت كتبهم ... وحرقت كتب الغزالي وابن تيميه وابن رشد وكثير من العلماء والحفاظ والفضلا ... ومن عدل الله في خلقه ان كل من افتى بحرق كتب خصمه حرقت كتبه بعد ذلك ... وتلك أحدى اكبر الوصمات في تاريخنا ... واذا كان حرق الكتب في القرون الوسطى جاء بنقيض مقصوده فهو بالتأكيد لن يزيد صاحبه الا شهرة ومجدا في عصرنا الحاضر الى درجة ان بعض من لا يعدون من الكتاب يفتعل حوادث لحرق كتبه او منعها حتى ينتشر ويصر الناس على معرفة ما كتبه ... وما حادثة سلمان رشدي منكم ببعيد ... فكل ممنوع مرغوب ... اما اذا كنت مصرا على مواجهة فكرة او مذهب فما عليك الا أن تفهمه فهما جيدا ثم تنتقد مواطن الضعف والخطأ فيه ... وقد صدق من قال ان من بدأ بحرق الكتب انتهى بحرق البشر !!!!

ي.أ

2017/08/18

حوار عن الثورة


- سألني بمكره المعتاد .. يبدو أنك لست متحمسا لثورة 17 فبراير؟
- قلت يا صديقي انا من المعاصرين لها بالتأكيد ومن المقاسين لكثير من معاناتها ايضا وفقد كثير من الاصدقاء والجيران وحصار استمر لأشهر شأني شأن أهل مدينتي ... اما التحمس فهو فعل عاطفي في نظري يرتفع أحيانا في بعض اللحظات ويخبوا في لحظات أخرى ... ما أتذكره أنني كنت مترددا في الحكم عليها من البداية ربما لأنني بطبيعتي متردد وذلك عيب أعرفه من نفسي كما أنني أجد فيه بعض المزايا أحيانا !!

- يا رجل ألا تترك هذا الهراء جانبا وتجبني بشكل صريح؟
- نعم سأحاول .. يا صديقي أنا ممن ابتلاه الله بقليل من القراءة في محيط لا يحب مثل هذا النوع من الأعمال ... ومشكلة هذا المرض انه يعرفك على تجارب كثيرة تتخطى بك الزمان والمكان فتجعلك تعيش أعمارا عديدة في أماكن متابعدة وهذا بالتأكيد سيجعلك تقارن ما أنت فيه بتلك التجارب ... وكل عاقل يعلم حتما أن القذافي كان من أراذل البشر والحكام مهما برر له محبوه ... وتغيير نظام حكمه المتخلف لا يشك عاقل انه عمل جيد ... ولكن ما حدث يا صديقي أن من جاء بعده هم أولئك الذين أفلح القذافي في تشويه انسانيتهم اما بحبسهم وسجنهم واما بتشريدهم في بقاع الأرض ليعيشوا مهانة الذل واما ذلك النوع من المغامرين المتسلقين الذين لا يمتلكون مؤهلات السياسة وتولي الشأن العام ... ثم أضف على ذلك تدخل كل تلك الأطراف الدولية والاقليمية التي ساهمت في احداث هذه الثورة و(نجاحها) ظاهريا ... فهي لم تكن ثورة الليبيين بقدر ما كانت عملية للتخلص من عميل وايهام الناس أنهم من أزاحه ... ولا شك أن الوهم والايهام هو أحد اسلحة التحكم في الجموع في هذا الزمن .

- يا رجل ماذا تقول لم كل هذا اللف والدوران .. كن صريحا؟
- ليس لفا ولا دورانا يا صديقي ولكنه محاولة لتوصيف عملية معقدة أرادوا منا فهمها على أنها عملية بسيطة وعفوية بينما تم طبخها بمكر شديد لتكون نتائجها صالحة للاستثمار عقودا في المستقبل.

- أنت أكيد انجنيت ... اسمع جاوبني بصراحه وبشكل مباشر.
- حاضر.

- هل الثورة عمل جيد ام سئ؟
- هي عمل جيد متى علمت أهدافها ومحركيها وهي عمل سئ متى جهلت أهدافها ومحركيها.

- هل القذافي جيد؟
- القذافي افراز طبيعي لشعب معقد تائه لذلك من المستحيل أن يكون جيدا.

- هل حققت الثورة أهدفها؟
- قل ما هي الأهداف وعندها سأحاول الاجابة.

- ما قولك فيمن يقول ان الثورة جيدة لاننا فقدنا فيها كثيرا من الرجال؟
- الحرب العالمية الثانية قتلت 50 مليونا من البشر وبكت فيها ملايين الأسر على أبنائها ولازال أثرها في السياسة الدولية ماثل حتى اليوم ... لكن الكل يقول أنها كانت فظيعة وغير جيدة .. ومنها تعلمت المجتمعات التي شاركت فيها أنه أن نستكشف حلا لخلافاتنا بعيدا عن الرصاص والمدافع.

- يا رجل لقد أرهقتني معك ... دعني من كل ذلك وقل لي كيف يمكن ان نخرج مما نحن فيه ؟
- ربوا أبناءكم على أن الخلاف السياسي لايمكن أن يكون سببا لقتل البشر !!!!!

ي.أ



النظام

يعرف النظام بشكل مبسط سواء كان إليكترونيا (نظام حاسوب) او مؤسسة بأنه مجموعة مترابطة من الاشياء والأحداث التي تشتغل مع بعضها البعض لانجاز هدف ما ، ومكوناته الرئيسية هي :

- المدخلات : وهي المادة الخام التي ستتم عليها العمليات .
- العمليات : وهي كل الاجراءات التي تتم بواسطتها معالجة المدخلات.
- المخرجات : وهو الناتج النهائي الذي من أجله تم تصميم النظام.
- التغذية الراجعة : وهي اي ملاحظات او نواقص تم رصدها في المخرجات جعلتها تنحرف عن المعايير والمواصفات التي يجب ان تكون عليها والتي يجب ان يتم أخذها بعين الاعتبار في المدخلات او العمليات لكي لا تتكرر مستقبلا.


فلو فرضا اننا نمتلك نظاما لغسيل السيارات ... فان السيارة المتسخة ستكون هي المدخلات للنظام ، وعمليات التنظيف المختلفة ستمثل العمليات ، والسيارة النظيفة بعد الغسل ستكون المخرجات ، وأي ملاحظات على عملية الغسل ستكون هي التغذيه الراجعة التي ستقوم بتحسين جودة الغسيل في المرات القادمة.
رغم بساطة هذه الفلسفة وبداهتها الا أن كثيرين لا يستطيعون التمييز بين أجزاء النظام وعمله خاصة اذا كان نظاما معقدا مركب الأجزاء، وعادة ما يتم اهمال جزء القيمة الراجعة الذي يمثل دور المراقب والمعالج (ضبط الجودة) لأي انحرافات قد تطرأ على عمل النظام أو المؤسسة ، وتلك هي الكارثة الكبرى لمؤسساتنا التي تهمل أي مراقبة لجودة مخرجاتها مما يؤدي الى تراكم الانحرافات وتباعدها بمرور الزمن مما قد يجعل من مخرجاتها النهائية أحيانا على النقيض مما يجب ... وذلك صحيح تماما حتى على مستوى الدول !!!!؟؟؟!!!
ي.أ


2017/08/16

كان يا ما كان

من أغرب ما يثير التساؤل في القضية الليبية واطرافها المتناحرة باسماء وشرعيات مختلفة ... أن كل طرف فيها يدعي الوصل بقوة اقليمية او دولية ... والحق ان نوعا من هذا الاتصال موجود مرصود يعلمه الكل وان أنكره صاحبه ... لكن من غرائب هذا الدعم انه دعم لحظي محسوب لتوازن معادلة الفوضى والاستنزاف ... فلو أراد العالم دعم طرف وتغليبه لكان ذلك ممكنا رغم اعتراض الاطارف الأخرى ... ولكن ذلك لم يحدث ومعادلة استنزاف الرجال والمال مستمرة ... فمادامت الارصدة شرقا وغربا وفي الداخل تحتوي بعض الزيت اللازم لتحريك مصانع السلاح ومافيات الفساد الدولية فما الداعي لتوقف هذا النزيف الليبي اصلا وما قيمة دماء الليبيين اذا لم يفهموا ويعوا هم أنفسهم ان ما يحصل مؤامرة عليهم ... بل كل حزب منهم يجهد عباقرته انفسهم في تقديم مبررات سلوكهم تحت غطاء الدين تارة وتحت عباءة الوطن او العسكر أخرى ... لا أعتقد ان الأرصدة خارجيا وداخليا قد نضبت بعد وان كان معظمها أصبح في خبر كان ... لذلك سيستمر العبث حتى نرجع كائنات شاحبة تجوب فيافي الصحراء كما كان أجدادنا قبل لعنة النفط والحضارة الزائفة ... لكن هذه المرة بعد أن يسجل التاريخ قصة مهمة وهي أن أمة من الاغبياء توفرت لها كل أسباب النهوض والاستقرار ولكنها فضلت تضييع هذه الفرصة لتتبع أوهام التسلط والانتصارات الزائفة والنعرات القبلية والجهوية من بعض أبنائها التائهين !!!!!
ي.أ

2017/08/14

تجارب

تجاربنا في الحياة هي من تحدد شخصياتنا وعقولنا ونفسياتنا ... هذه التجارب يمكن أن تكون تجارب معاشة او مستخلصة عبر التأمل والتفكير او منقولة عبر الكتب والقراءات ... وبالتالي فإنه من الظلم الشديد أن نكلف قاصري التجارب بتولي أمور هي أكبر من قدراتهم ... في ذلك ظلم لهم ولغيرهم لانهم سيجدون أنفسهم في محيط لا يمتلكون أبجديات لغته ولا مفاتيح أبوابه وسيتخبطون في تصرفاتهم لان ردود أفعالهم ستكون مستوردة من بيئات مختلفة كليا وخاطئة ... يحاول كثيرون اثبات جدارتهم عبر وسائل كمية كالمال او الشهادة او غيرها والتي غالبا ما تكون شروط ضرورية ولكنها غير كافية ... لابد من تجاوز الكمي هنا للوصول الى الكيفي الذي يتجاوز أدوات القياس في الغالب ولن يجد له برهانا الا النتائج !!!
ي.أ

أمية أصحاب الشهادات

حقيقة غريبة في مجتمعنا العلمي ... كثيرون متميزون في تخصصاتهم ومجالاتهم العلمية ... ولكن افعالهم وأقوالهم في غير التخصص تنم عن ضعف شديد ... اعتقد أن مرد ذلك غفلة مناهجنا ومساقاتنا التعليمية عن العلوم المنطقية وطرق التفكير المختلفة التي تنعكس على دارسها من حيث تنظيم افكاره وقدرته على المحاكمة المنطقية للأمور ... بالاضافة الى الضعف الشديد في مناهج فلسفة العلوم ومناهج البحث التي لا اعتقد ان دارسا اجنبيا يخلو منها خاصة في مراحل الدراسة المتقدمة كالدكتوراة مثلا.
كثيرون يحصلون على شهادات متقدمة في علوم طبيعية وتطبيقية وعقليتهم لا تختلف كثيرا عن عقلية العوام وغير الدارسين ... التركيز على الجزئيات بدون تطوير قدرة مشاهدة الكل ، والقدرة على النقد الذي يكشف التناقضات وعدم التناسق في اي طرح ، لايزيد عن كونه مجرد عبث وتجميع لركام من المعلومات التي قد تكون متناقضة وبذلك نفشل في استخلاص اي معرفة نافعة ومفيدة ... ربما كان ذلك احد أسباب تخلفنا الشامل !!!!!
ي.أ

2017/08/13

أوهام

بعمل تحليل DNA انهارت كل مزاعم الصفاء ومن ثم التفوق العرقي ... وبالبحث الرصين في تاريخ الفكر والفلسفة انهارت اسطورة ان هناك شعوبا بعينها هي صاحبة عقليات تختص بالبحث والتصنيف وشعوب وجدانية صرفه لا تعرف الا الأساطير الشعر ... وبالبحث في تاريخ الاديان ومقارنتها ثبت ان اغلب الاديان والدعوات الكبرى في التاريخ مرت بأطوار متشابهة ... ان التاريخ الانساني بكل ابعاده حلقات متصلة تأثر فيها الكل بالكل في مزيج تفاعلي غريب ... العامل المشترك فيه هو الانسان بكل تناقضاته ... فقط ابحثوا عن انسانيتكم اما كل اوهام التمييز فماهي الا فقاعات لحظية في مسار طويل ... (كلكم لآدم وآدم من تراب) ... وخير الناس انفعهم للناس ... (ان أكرمكم عند الله أتقاكم) !!!
ي.أ

2017/08/11

المشاعر المخدرة

- بلدنا الرائع لا ينبت الا الأمجاد.
- مدينتنا الأبية هي زهرة المدن وأبناؤها هم الأنقى والأطهر.
- أبناؤنا لا يحرزون الا التراتيب الأولى في الدراسة والمسابقات الدولية.

يردد كثيرون مثل هذه العبارات الجوفاء ويدمنون ترديدها في كل مناسبة مع علمهم الأكيد انها لا ترتكز الا على تعميمات مضللة ومشاعر ساذجة ،، كما انهم يعلمون يقينا أن بلدهم ومدينتهم قد تلد المتفوقين وقد تلد المتخلفين كما يمكن ان تلد الاطهار الأنقياء وقد تلد الشياطين الخبثاء ... بل ان أحدنا يعلم من نفسه انه يمكن ان يكون كل ذلك في لحظات مختلفه.
حاول ان لا تستمع الى أي شخص يستخدم هذا الأسلوب وستجد انك تخلصت من أطنان من الهراء ،، وإذا اضطررت الى إصدار حكم فأصدره على شخص محدد وفي موقف محدد وفي زمن محدد مع برهنة او ترجيح سبب إصدار الحكم ،، مع التأكيد على أن الفعل الحسن أو السئ اذا صدر من إنسان فلا يعني أن هذا الانسان صار ملاكا لايخطأ او شيطانا لا يصيب ،، جرب وسترى الفرق!!!!!!!!
ي.أ

2017/08/10

السياسي والمثقف

عادة ما يستثمر السياسي أوهام الناس للوصول الى أهدافه ... بينما يحاول المثقف هدم هذه الأوهام وإزالتها واستبدالها بالحقائق ... لذلك فالسياسي والمثقف في معركة دائمة إلا اذا استطاع المجتمع انتاج السياسي المثقف او استطاع هذا المجتمع انتاج ادوات الرقابة والمحاسبة على السياسيين وهذا ما يحدث في المجتمعات الناضجة المستقرة ... اما في المجتمعات المتخلفة فعادة ما تنشأ علاقة تبادل منفعة بين أشباه السياسيين أشباه المثقفين حيث يتعاون الاثنان لزيادة الوهم ونشره في ثوب ثقافي او ديني .. ثم يتقاسمون الأرباح في النهاية !!!!

ي.أ

2017/08/09

نحن والتاريخ

سمعت منذ قليل في راديو السيارة ان اليوم هو ذكرى تأسيس الجيش الليبي ... ولكن كالعادة لم يتكلم ناقل الخبر عن ان هذا الجيس كان من تأسيس الانجليز لهزيمة ايطاليا ... وتلك احد مظاهر تعاملنا الغريب مع التاريخ ... فعندما نتكلم عن بطولات الاجداد وأساطيرهم دائما ما يكونون نبلاء وأولياء صالحين مما يجعلك تتسائل عن هوية من كان يقطع الطريق ويرتزق من ذلك ... وعندما نرجع الى التاريخ الاسلامي لا احد يريد ان يتكلم عن فضائع الدول وامراء المؤمنين ضد شعوبهم ... وعندما نتكلم عن محاربة الاجداد للطليان لا احد يحب ذكر امداد ألمانيا لهم بالسلاح ولا تلك المعارك الطاحنه بين قادته ... وعندما نتكلم عن السنوسية وجهادهم لا احد يحب ان يتكلم عن عقد اي اتفاقات مع ايطاليا ولا دعم الانجليز لهم من مصر لحرب ايطاليا ... وعندما نتكلم عن ثورة الفاتح من سبتمبر لا احد يتكلم عن كيفية قدرة ملازم على قيادة ثورة في بلد فيها قواعد امريكيه وانجليزية ... وعندما نتكلم عن ثورة 17 فبراير لا احد يريد ان يتكلم عن الدعم الدولي للاطاحة بالقذافي ... وفي كل مواقفنا التاريخية سنجد ذلك الجزء المتواري الذي لا نرتاح لمجرد تذكره .
سيقول البعض ولم كل هذا التحامل ... لماذا تجلد نفسك ... ولماذا تصر على ذكر النقائص والاخطاء ... وسيكون جوابي ان تذكر اخطاء التاريخ أهم بمراحل من ذكر انتصاراته ... فبذكر الاخطاء وأسبابها سنعرفها ونتجنبها مستقبلا ... اما التحدث عن الانتصارات وتعظيمهما فهو الذي خلق هذه العقليات التي نراها اليوم والتي لا تجيد التعامل مع الواقع لأنها غارقة تماما في أوهام وأساطير طوباوية نتيجة هذه النظرة الجزئية والانتقائية ... وهو ما جعلنا نتخلف عن باقي شعوب الدنيا التي تعترف بأخطائها وتستفيد منها ... اكاد أن أجزم أن المراقب لنا من الخارج سيصفنا بالجنون ... فبعضنا يريد فتح الدنيا ونشر الاسلام ببنادق روسية وخطط أمريكية وتفجير محطات القطارات ... وبعضنا يظن ان ارتدائه لملابس الاوربيين او شرب الكوكاكولا والتشدق بمصطلحات فولتيراو الاستهزاء بالدين وشعائره سيجعلنا بالتأكيد من الدول المتقدمة ... كل تلك التشوهات نتجت عن الاصرار على النظر لأنصاف الحقائق والتعامل معها باعتبارها حقائق كاملة ... العالم ليس افضل منا ... فقط نريد تحطيم اصنامنا والتفكير بشكل مختلف ان اردنا أن نتغير ... والا فسنستمر أضحوكة الى الأبد !!!!!!
ي.أ

تغيير

الملاحظ في عالم الحاسوب وغيره من الأجهزة الالكترونية أن التطور في عالم الماديات والعتاد Hardware يصاحبه تطور في البرمجيات Software ... غالبا ما يكون تطور العتاد سابقا وهكذا يتم خلق مجموعة من المنافذ والطرفيات التي لم تكن مدعومة سابقا في البرمجيات القديمة وأنظمة التشغيل ... لاحقا يقوم المبرمجون بتطوير تلك البرامج والأنظمة لتواكب ما تم توسيعه او تغييره في البناء المادي لتكمل الاستفادة مما تم استحداثة.
في مجتمعاتنا غالبا ما يحدث تغير في الماديات و العلاقات المجتمعية والأدوات ولكن تظل العقول والأفكار (البرامج البشرية لو صح التعبير) كما هي ... أقلية هم الذين ينتبهون لما حدث ويستجيبون بسرعة لهذا التغيير ليحدث توافق بين التغيير الحادث والأفكار (Compatibility) ... كثيرون يعايشون عصر كل هذه الاكتشافات والمخترعات والتغيرات الهائلة بعقول أجدادهم ويغيب عنهم أنها كانت صالحة لزمانهم لا لزماننا ... كلما تعنت المجتمع في اكتشاف التغيير والتوافق معه كلما استمر سكون وجمود هذه المجتمعات وكلما أسرع المجتمع في الاستجابة لتحدى التغيير من حوله كلما دخل عصره بأدواته وفق نظرية (التحدى والاستجابة) التي قدمها المؤرخ الشهير (أرنولد توينبي) لتفسير نشؤ الحضارات !!!!
ي.أ

2017/08/02

أوهام وأطماع وتخلف

مما جاء في الأخبار اليوم:
"‫أطلقت وكالة الفضاء الإسرائيلية فجر اليوم بنجاح القمر الصناعي الإسرائيلي "فينوس" الذي سيدرس ويراقب البيئة. إسرائيل دولة رائدة أيضا في الفضاء.‬"
.
أما العرب فلايزالون يحتربون داخليا استنادا الى أوهام وأطماع وتخلف لا يطاق في فهم زمانهم .
- لازالوا يزهقون أرواح شبابهم ليحكم زيد او عمرو .
- وما زالوا يقتتلون لأن كل قبيلة تزعم أنها أحق بالحكم من باقي القبائل .
- يقتتلون لانهم تحولوا الى طوائف ومذاهب دينية وكل طائفة تنصب شيخها نبيا معصوما ومن يخالف فهو حلال الدم .
- يقتتلون لأنهم كائنات يتملكها الرعب من كثرة خياناتهم وغاراتهم.
- يقتتلون لانهم ربوا أجيالهم في بيئات فاسدة تعتبر أوطانهم غنيمة.
- يقتتلون لأنهم لم يفلحوا في شئ الا اراقة الدماء والتمتع بمناظر النيران تلتهم بقايا مدنهم البائسة !!!!!

ي.أ