من أغرب ما يثير التساؤل في القضية الليبية واطرافها المتناحرة باسماء وشرعيات مختلفة ... أن كل طرف فيها يدعي الوصل بقوة اقليمية او دولية ... والحق ان نوعا من هذا الاتصال موجود مرصود يعلمه الكل وان أنكره صاحبه ... لكن من غرائب هذا الدعم انه دعم لحظي محسوب لتوازن معادلة الفوضى والاستنزاف ... فلو أراد العالم دعم طرف وتغليبه لكان ذلك ممكنا رغم اعتراض الاطارف الأخرى ... ولكن ذلك لم يحدث ومعادلة استنزاف الرجال والمال مستمرة ... فمادامت الارصدة شرقا وغربا وفي الداخل تحتوي بعض الزيت اللازم لتحريك مصانع السلاح ومافيات الفساد الدولية فما الداعي لتوقف هذا النزيف الليبي اصلا وما قيمة دماء الليبيين اذا لم يفهموا ويعوا هم أنفسهم ان ما يحصل مؤامرة عليهم ... بل كل حزب منهم يجهد عباقرته انفسهم في تقديم مبررات سلوكهم تحت غطاء الدين تارة وتحت عباءة الوطن او العسكر أخرى ... لا أعتقد ان الأرصدة خارجيا وداخليا قد نضبت بعد وان كان معظمها أصبح في خبر كان ... لذلك سيستمر العبث حتى نرجع كائنات شاحبة تجوب فيافي الصحراء كما كان أجدادنا قبل لعنة النفط والحضارة الزائفة ... لكن هذه المرة بعد أن يسجل التاريخ قصة مهمة وهي أن أمة من الاغبياء توفرت لها كل أسباب النهوض والاستقرار ولكنها فضلت تضييع هذه الفرصة لتتبع أوهام التسلط والانتصارات الزائفة والنعرات القبلية والجهوية من بعض أبنائها التائهين !!!!!
ي.أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق