2017/08/20

حرق الكتب


عرض البعض كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب ... وقال انه يريد احراقه ... فقلت له يا صديقي ليس هكذا تدار الامور ... فالتفسير منسق وجميل وفيه لمحات بلاغيه راقيه لان سيد قطب اديب القلم ... فقط تجنب شطحاته في التكفير ونظريته في جاهلية القرن العشرين ... او اذا شئت فافهمها كنصوص ادبية لا أحكام شرعية ... وكذالك الحال في كل الكتب من كل شكل ولون ... ولا تقل لي هنا اننا نحرقها لكي لا تشوش على العوام فليس من شأن العوام القراءة اصلا ... والأحسن من الحرق نصح العامي بالتدرج في قراءاته ... والا فإن كثيرين حرقت كتبهم في تاريخنا بحجة المخالفة وغيرها من التهم ... ولم تزدد دعواتهم الا انتشارا ... فقد حرق المعتزلة كتب مخالفيهم ثم حرقت كتبهم ... وحرقت كتب الغزالي وابن تيميه وابن رشد وكثير من العلماء والحفاظ والفضلا ... ومن عدل الله في خلقه ان كل من افتى بحرق كتب خصمه حرقت كتبه بعد ذلك ... وتلك أحدى اكبر الوصمات في تاريخنا ... واذا كان حرق الكتب في القرون الوسطى جاء بنقيض مقصوده فهو بالتأكيد لن يزيد صاحبه الا شهرة ومجدا في عصرنا الحاضر الى درجة ان بعض من لا يعدون من الكتاب يفتعل حوادث لحرق كتبه او منعها حتى ينتشر ويصر الناس على معرفة ما كتبه ... وما حادثة سلمان رشدي منكم ببعيد ... فكل ممنوع مرغوب ... اما اذا كنت مصرا على مواجهة فكرة او مذهب فما عليك الا أن تفهمه فهما جيدا ثم تنتقد مواطن الضعف والخطأ فيه ... وقد صدق من قال ان من بدأ بحرق الكتب انتهى بحرق البشر !!!!

ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق