2017/08/24

القبح والتيه

من مئات السنين في وطننا يحكي التاريح عن معارك بين أشخاص وقبائل ... يتكلم عن ذلك الحاكم الذي اعدم كل معارضيه بضربة واحدة ... يحكي لنا كيف استطاع ذلك الفارس ان يهزم مائة من الجنود الغائرين على مضارب القبيلة ... يروي كيف استطاع ذلك البائس الذي تم اذلاله أن يجمع المال والرجال ليعود منتقما من مذليه ... كل الحكايات عن القتل والاذلال والغارات والسيوف والبنادق ... ربما ذلك هو ما جعل منا كائنات قلقة ... نتوارث القلق والتحفز لملاقاة المجهول الذي ارتبط في أذهاننا بالخراب ... لم ينقل لنا من قبلنا حكايات أناس حاربوا الطبيعة القاحلة ليؤسسوا المدن او المزارع ... لم تروي لنا كتب التاريخ الرسمية قصصا حقيقية عن الحب والجمال والحق ... لم نرى في واقعنا قدوات وأناس حققوا معاني الانسانية في حياتهم لنقول لأجيالنا الناشئة يمكنكم الاقتداء بهؤلاء ... اننا نعيش التيه الفكري والعاطفي والحضاري في أزهى معانيه ... لذلك فكل ما ننتجه قبيح لأنه انعكاس لقبح نفوسنا ... بدايه من علاقاتنا الاجتماعية وانتهاءا بفلسفتنا ونظرتنا للحياة والدين !!!!
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق