2017/02/05

إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل

من محاسن الحضارة الاسلامية التي لازلنا نفاخر بها ، علوم السند التي اهتمت بالتحقق من مصادر المعلومات والتي تم استخدامها بشكل أساسي في نقل نصوص الشريعة (القراءن والحديث) والتي اهتمت بالناقلين والرواة وصنفت في ذلك كتب الرجال وتبيان أحوالهم وما لحقها من علوم الجرح والتعديل ، كما تم استخدام هذه الآليات أيضا في نقل نصوص الأدب ووقائع التاريخ وان كان ذلك أقل بمراحل من علوم الحديث ، كل ذلك كان هدفه التأكد من صحة ما ننقل وتحاشي الكذب قدر الطاقة البشرية ، لا ندعي ان كل ما نقل كان صحيحا بل لعبت السياسة وغيرها من أهواء البشر في بعض المراحل ولكن ذلك لا يغض من أهمية هذه العلوم والآليات إطلاقا ، وقد صاغ أسلافنا قاعدة ذهبية في مناهج البحث عن الحقيقة هي قولهم (إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل) ، فمن نقل قولا عن غيره يجب ان يتحرى صحة نسبته الى القائل ، ومن أنشأ رأيا من عنده فعليه أن يبرهنه ويدلل عليه ، سؤالي اين نحن اليوم من كل ذلك وقد صرنا ننقل كل ما نسمع بلا أدني تحر ، كما أننا نؤمن بنظريات وندعي استنتاجات بدون أي برهان أو دليل، وعلى كل المستويات للأسف ... وقد كان الطبيعي ان نراكم ونزيد وننقح جهد الأولين لا أن ننسفه ونقف تائهين في كل شئ تقريبا !!!!
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق