2017/02/24

تحديات ... واستجابات مختلفة

س/ تمر العديد من الدول الغربية بمشاكل ولكن تتجاوزها عادة بينما كل المشاكل التي تحصل في دولنا عادة ما تكون مزمنة وغير قابلة للحل ... لماذا ؟
 ج/ وفق نظرية ويل ديورانت لنشوء الحضارات تنهار اي حضارة متى عجزت عن الاستجابة للتحديات التي تواجهها ، الدول المتقدمة عادة ما تمتلك اجهزة لاستقراء الواقع عبر مراكز الابحاث والمؤسسات المجتمعية وتحول اي حركة او تغير مجتمعي او اقتصادي او سياسي الى أرقام ومؤشرات ، يقال مثلا أن للولايات المتحدة أكثر من 1800 مركزا للابحاث ، هذه المؤسسات يشتغل فيها متخصصون من كل المجالات والعلوم الانسانية والتطبيقية عبر نسق مؤسسي منتج للتقارير والدراسات العلمية بشكل فعلي ، هذه المؤسسات هي التي تزود صناع القرار بالتغذية الراجعة في كل المجالات ، هم يدركون ذلك تماما ولديهم بنية تحتية متكاملة لذلك ، يمكن أن نتذكر هنا مكتبة الكونجرس التي تعد من أكبر مكتبات العالم وتحتوي على كل كتاب او منشور يصدر في اي مكان في العالم ، وظيفة موظفيها هي إعدادا التقارير لأعضاء الكونجرس في اي موضوع وفي اي منطقة او قارة وفق احدث ما صدر ، طبعا بالاضافة الي أجهزة الاستخبارات وعملائها في كل مكان ... حال حدوث ارهاصات اي تغيير يكون مرصودا معروف الاسباب وقبل فترة كافية ، وفي حال حدوث شئ مفاجئ يتم البحث عن الاسباب والدوافع بشكل فوري ... بهذه الطريقة هم يعترفون بوجود الخطر ويرصدونه ويعرفون أسبابه ودوافعه ويبدأون في العمل في معالجة هذه الاسباب والدوافع ... لذلك هم ناجحون مرنون منجزون قادورن. اما نحن فلا نحاول حتى مجرد النظر لأي تغير ، وعند حدوث المشكلة فإن جزءا من المجتمع يفرح شامتا بالجزء الاخر ، و جزء يحاول ايجاد تفاسير وتبريرات غيبية لما حدث ، ومن يحاول ان يفسر ستكون تفسيراته عاطفية غير قابله للقياس والتحقق وعندما نجد أن الخطر قد جاء من طرف نحبه نحاول التستر عليه ... لذلك فنحن فاشلون متزمتون لا ننجز شيئا ومصابون بالوهن الحضاري لأننا لا نعترف أصلا بوجود المشكلة فكيف سنحلل اسباب او نستجب لشئ غير موجود ... ويستمر مسلسل العبط والفشل الحضاري في أبهى صوره !!!!!
 ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق