2015/01/10

في فلسفة الثورة

التطرف هو رد طبيعي على التطرف ... الكارثة ان المتبادر الى الذهن عند ذكر التطرف هو التطرف الديني ... بينما انواع التطرفات كثيرة جدا ... كانت الثورة على الدين في أوربا القرون الوسطى نتيجة تطرف الكنيسة ... لكن تطرفها كان تطرفا استبداديا بمعنى ان الناس ثاروا ضد هيمنة رجال الدين الذين كانوا هو الحاكمين فعليا الى درجة مناداة الثوار بشنق اخر ملك بأمعاء اخر رجل دين ... الحقيقة ان المسأله في جوهرها هي مسألة السلطة والامعان في ممارسة السلطات سواء ...كان هذا المتسلط رجل دين او عسكري او رأس مالي ... ان سلطة الدين وسلطة السلاح وسلطة المال وأخيرا سلطة الاعلام متى ما استخدمت بشكل مبالغ فيه فهي القادحة لشرارة الثورة ضدها ... ومتى شعر المتسلط عليه بذلك ثار ... ميزة زمننا هذا ان اثارة الجماهير على أي نوع من السلطات سهلة ومتاحه عبر وسائل الاعلام وادوات التواصل ... هذه الثورات ستبرز بشكل اكبر في المجتمعات المتخلفة بينما تبتعد عنها المجتمعات الاكثر تقدما لسبب منطقي هو ان المجتمعات المتقدمة قد مرت بهذا الدور قبلنا واستطاعت الوصول الى صيغه مجتمعية تمنع تسلط أي هذه القوى بشكل مبدأي ولو بصورة شكلية وقانونية ... بينما نحن ما زلنا نخوض في هذا المستنقع ... فمثلا الثورة ضد العسكري قد توقعنا في براثن الديني والثورة عليهما قد توقعنا في استبداد رؤوس الاموال لأننا لم نصل لصيغة التوازن تلك ... السبب الاخر لمشكلتنا الثورية هي خلفيتنا الواحدية في التصور ... فالحاكم لازال في اذهاننا هو من يملك البلد والسلاح والمال والاعلام بينما في تلك المجتمعات الحاكم هو المنظم والمانع لطغيان جانب على جانب وهو ايضا مراقب من هذه الجهات ... بمعنى ان الحكم تشاركي والرقابة على عدم الاستبداد ايضا تشاركية ... توازن وان كان نظريا الا انه يلزمنا كثير من الدماء لكي يتم ترسيخه في العقل الجمعي لمجتمعاتنا !!!!

ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق