العالم مليء بالأفكار والاتجاهات والمذاهب والأحزاب والتوجهات والمدارس في كل شؤون الحياة تقريبا ... البعض ينحاز لأي منها لأسباب مختلفة ... البعض ينحاز لأنه مقتنع عقلا ... والبعض لأنه منحاز عاطفيا ... والبعض بلا أي سبب واضح الا أنه وجد محيطه بهذا الشكل فسايره ... والبعض طبعا ينحاز لأنه يرى في ذلك مصلحته ... بغض النظر عن كل هذه الاسباب الا أن الأغلبية من البشر فور اختيارهم لفريقهم يبدؤون في عملية تسجيل النقاط الإيجابية لصالح هذا الفريق وتسجيل النقاط السلبية في حق الخصم او المنافس او الغير ... برأيي ان هذا السلوك رغم شيوعه لا يدل الا على احد هذه الاشياء :
1- عدم الثقة في مبررات اختياراتنا بشكل عقلي مبرهن لذلك نبحث عن مؤكدات تؤكد صحة ما ذهبنا اليه ويأتي ذلك عبر زيادة عدد النقاط المسجلة لصالحنا .
2- محاولة تملق الجمهور والشركاء عبر ابراز انجازاتهم على هيئة نقاط.
3- محاولة تشويه المخالف لنا بكل سبيل ممكن عبر رصد أي اخطاء او نقاط سلبية.
4- عدم استيعاب ان العالم مبني على الاختلاف اساسا وان التنوع فيه محتمل بل ربما كان مطلوبا بشدة لاستمرار التفاعل البشري.
ربما يكون هذا السلوك مشبعا للعاطفة ومنسجا مع السلوك الجماهيري للجموع ولكنه لن يكون مقنعا عقليا على الاطلاق ... فبمجرد التفحص البسيط سنجد لكل طائفه او فريق محاسن ومساوئ ... وهو أمر لا مهرب منه بحكم بشرية كل منا و إدراكنا جميعا لجوانب النقص فينا ... لذلك فعلى من اراد أن يكون موضوعيا في أحكامه ان ينحاز للحق مهما كان مصدره وان كرهناه ... وان يبتعد عن الباطل وان كان مصدره اقرب المقربين اليه ... وادراكنا انه لا يوجد من هو على الحق المطلق كما لا يوجد من هو شيطان بالمطلق ... مهمة شاقة ولكنها جديرة بالمحاولة !!!!!
ي.أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق