2015/04/14

المنتصر الغبي VS المغلوب الحاقد

واهم من ظن ان للحالة الليبية اليوم حلا سحريا ... كثيرون من البيادق والذين يتم تحريكهم على الساحة يظن ان السيطرة تعني انتهاء الامر ... التاريخ الذي لا نجيد قراءته ينبينا بعكس ذلك تماما ... ان الساعي لسلطة قهرية ربما ينجح للحضات او حتى سنوات ولكنه يظل ينسج أكفانه طيله هذه المدة ... التغلب والقهر ممكن ومجرب بل هو النمط السائد لقرون عندنا ... ولكن ماهي نتيجته ؟ ... ان المنخرطين في هذا النمط احد نوعين ... النوع الاول هو الذاهب مع الاحداث عاطفيا ويرى انه بتغلبه يشفي غليله ... والنوع الثاني هو الذي لا يريد الا مصلحته الذاتية ولو على أنقاض الوطن ... كلا النمطين لا ينتج يقينا لان كل قواه ستستنزف في المحافظه على ما احتاز تغلبا ... كما ان سلوكه سيفتح شهية الكثيرين لسلوك مسلكه ... فتراه مسيطر متغلب ظاهريا ولكنه مهموم مشغول بأعدائه المتربصين باطنيا ... وما حرصه على الظهور بمظهر البطل او الزعيم او غيرها من مظاهر العظمة الا حيل نفسية لإخفاء مظاهر الخوف والترقب ... كما ان الطرف الثاني سيعيش ايضا مشاعر الترقب والبحث عن لحظه الانقضاض ... المحصلة ان المجتمعات المحكومة بهذا النمط تضيع فيها اي فرص لأي تنمية او تغيير لان الكل متحفز وهو ضمنيا ضمن ثنائية المنتصر الغبي او المغلوب الحاقد ... هذه الثنائية قد تنقلب في اي لحظه كأطراف ولكنها نتيجتها لا تتغير بل انها عند كل انقلاب تزيد في تراكم الاحقاد والعداوات والاستطاب الحاد بين المكونات المجتمعية وافرازاتها السياسية ... انطلاقا من هذه الحقيقة التحليلية التي نراها ماثلة للعيان في مجتمعنا وغيره من المجتمعات بل هي النمط السائد في كل الصراعات الاهلية والتي تم تبنيها كاستراتيجية لادارة المجتمعات المتخلفة والسيطره عليها عبر لاعبين في طرفي المعادلة وتوجيه تلك المجتمعات المنهكة لما يريدون بعد ذلك ... لذلك عندما نقول ان الحوار والتوافق هو الحل السليم (وليس بالضروره هو الذي سيطبق) لانه هو الضامن لوضع مجتمعي سليم تتجه فيه الجهود للبناء والتطور بدل الاحتراب والاستنزاف ... التاريخ ينبأنا بأن كل التغييرات الحقيقية تمت بعد استقرار المجتمعات ... هذا اذا أردنا أن نقلع حضاريا وأردنا البناء كما ندعي ... اما اذا أردنا أن نبقى في مستنقعنا الآسن والتناوب في أدوار الغباء والحقد فذلك لا يحتاج الى اي جهد بل مجرد ان نسير مع رغباتنا الحيوانية وهي كفيلة بارجاعنا قرونا الى الخلف !!!!!
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق