كثيرون يكرهون الثورات الأخيرة في المنطقة ليس لأسباب سياسية او أيدولوجية ... ولكن لأنها عرت وكشفت انسان هذه البلدان ... البعض يقترح رجوع الانظمة القامعة حلا لهذه المشكلة ... ولكنه يغفل ان ذلك كمن يخيط الجرح على صديده ... فهو مجرد اخفاء ظاهري لكل تلك السخافات تحت أحذية العسكر او أجهزة الامن لتولد وتترعرع مرة أخرى مجتمعات مفككة تجمعها العصا وتفرقها أهواء الحكام المستبدين ... ان مكابدة كل هذه الظواهر ومعالجة كل الاخطاء الماضية هي الابتلاء الوجودي الذي تورط فيه هذا الجيل لأنه من صنعه وصنع من سبقه ... ولا بد من قبول التحدي ان أردنا عالما مختلفا لأجيالنا القادمة ... فالاصلاح بطبعة مهمة شاقة عسيرة لانها عملية بناء في وسط هادم وفوضوي ... المهم ان نعرف الأساس الذي يجب ان ننطلق منه ... وقد برهنت تجارب التاريخ والأمم أن البداية الصحيحة يجب أن تكون الإنسان لأنه هو مادة البناء المجتمعي ... اما محاولة انشاء أبنية مادتها الخام هو الانسان الحالي فهو مجرد حرث في البحر واجترار لتجارب الماضي الفاشلة ... يجب ان نعترف بفشلنا كمجتمعات وأفراد أولا ... ثم تحديد خصائص الانسان الذي نريده لتنشئة الاجيال عليها ... بغير ذلك سنستمر كما نحن ... صدقوني !!!!
ي.أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق