2017/03/06

إنما هذه المذاهب أسباب ... لجر الدنيا الى الرؤساء


يتوهم البعض أن أن الموت في سبيل عقيدة او فكرة ما دليل على صلاح الفكرة وأحقيتها ... ولكنهم يغيب عنهم أن كل الافكار على مر التاريخ وجدت من يموت من أجلها فهل يعني ذلك أنها صحيحه كلها ؟ ... بل ان كل معركه يعتقد كل فريق فيها صحة رأيه وما ذهب اليه من اجتهاد ... تاريخيا الصحابه اقتللوا ومات ثلاثه من الخلفاء الراشدين مقتولين ... ومن بعدهم نشبت معارك طاحنه بين معظم الطوائف الاسلامية ... لعل ابرز ما يميز هذه النزاعات أنها نزاعات سياسية بجدارة ولكنها تستغل موقفا او دعوة دينيه لتكسب أصوات الناس وسيوفهم ... فقد تذرع معاويه في حربه لعلي بأنه يطالب بدم الامام المقتول عثمان ... وعندما خرج الخوارج زعموا ان لا حكم الا لله ... وقامت الدوله العباسية على دعوى احقيه أهل البيت بالحكم ثم انقلبوا العباسيون على بني عمومتهم من العلويين وفعلوا بهم الافاعيل ... وشن المسيحيون الحروب الصليبيه على الشرق لاستخلاص مكان ميلاد الرب بزعمهم من المسلمين ... وحارب الألمان تحت رايه النازيه لايمانهم بالفكره ... وابيد الملايين في الصين وروسيا لاقامه الشيوعية ... ومات في الحرب العالميه الثانيه أكثر من 70 مليونا في اوربا تأثرا بأفكار. ان المتتبع لتاريخ الحروب سيجد معها مجموعه من الافكار الملازمه ولكنها للاسف في اغلب الافكار سنكتشف انها مجرد مصائد للتحشيد والتجنيد لا أكثر ولا أقل ... عبر عن ذلك المعري بقوله (إنما هذه المذاهب أسباب ... لجر الدنيا الى الرؤساء) . ينطبق ذلك تماما على كل ما تمر به بلادنا من حروب ودماء ... سيجد اناسا يرفعون رايه الاسلام واناسا يصرحون بعلمانيتهم واناس يتقاتلون دفاعا عن القبيله والمنطقه وهناك من يحارب مصلحة ودفاعا عن مكاسبه . لعل هذا الصنف الاخير هو الاصدق ... ولكن لما كان الانسان حيوان أخلاقي فتراه يحاول اضفاء المبررات على اخلاقه الحيوانيه ليحيلها الى افعال مبرره في نظره اولا وفي نظر غيره بعد ذلك. ما لم نتجاوز كل هذه التفرعات ونحكم الاصل الجامع بيننا وهو اخوتنا الانسانية وأن كل ما يتفرع عنها من اديان ومذاهب واراء لا يجب ان ينقضها ويهدمها سنظل في حلقة مفرغه لا خلاص منها !!!! ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق