2017/03/01

إلهاء عبثي

صار الاعلام هو لعبة الامم لانه ببساطه صار هو المحرك للقطعان المبرمجة عبر آلياته ... فيمكن تمرير اي فكرة عبره لأولئك المتلقين بطرق ماكرة جدا ... يمكن استغلال اي حدث ايجابي لتلميع اسخف الشخصيات على الاطلاق ... كما يمكن استغلال اي حدث لا يروق للجماهير لمسخ أي شخصية عظيمة ... هنا نرى تلازما بين الاعلام والجماهير والافكار او الشخصيات التي يراد ايصالها ... مثلث مهم جدا لمن أراد أن يفهم او يغير ... الأغلبية الساحقة من الجماهير ستكون على الحياد في البداية في أي قضية ... ولكن التلاعب بعقولها يمر عبر الضخ الاعلامي العاطفي وخاصة اذا ارتكز هذا الخطاب على تهديد أمنها او حاجاتها الاساسية التي تمثل في العادة الدوافع المحركة للانسان فالامن والمال والاكل والسكن والمرتب هي الاوتار الحساسة التي تستفز اي شخص في الشارع. في بلادنا سنلاحظ ارتباط هذه الامور بكل حملات التلميع والتشهير ... بغض النظر عن الطرف المراد تلميعه او التشهير به ... ففلان جيد لانه وعد بمرتبات او منح او تحسين اي حاله للمواطن والعكس بالعكس ... بينما الحقائق تقول ان هذه الآليه في الالهاء يمارسها كل السياسيين ... الاسماء لا تهم لان المسأله عالمية على ما يبدو ... كلما ظهر وعد في الافق بدأت الجماهير في الترقب مع ادراكها انها كذبة كبيرة بحكم خبرتها السابقة مع الحكام ولكنه الطمع البشري . بينما العاقل يمكن ان يقيس صحة اي وعد من عدمه بملاحظة بسيطة ، فالوعود الكبيرة تحتاج آليات للتنفيذ وخطط ودراسات لردود الافعال المجتمعية وتأثير ذلك محليا ودوليا ... كل ذلك لا يلتفت له احد لان المهم من كل ذلك هو المماطلة وكسب الوقت من جهة الواعد ... اما الجماهير فقد تعودت ذلك وبدأت تجد متعة في تكرار اللعبه لا أكثر ولا أقل ما دام كل المشهد لا يحتوي الا العبث ولا يقود الا الى المزيد منه !!!!
 ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق