2017/03/18

الخلود للأفكار

 إن كل ما نره من أعمال وأفعال في عالمنا كانت أولا فكرة تدور في عقل ما ... ثم تحولت هذه الفكرة الى عمل منجز على الأرض ... والمتتبع للأفكار الكبرى في التاريخ البشري سيكتشف أن الأفكار العظيمة هي فواصل مهمة غيرت أحوال البشر ... فأفكار الأنبياء و المصلحين والفلاسفة الكبار هي التي اتخذت منها الشعوب والأمم دساتير لها وهي التي كونت وجدانها وطرق تفكيرها. فكرت الثورة (والتي تعني هنا تغيير الحاكم المستبد بالقوة الجماهيريه لا بالانقلاب العسكري) ... فكرة جديدة في عالمنا العربي والاسلامي والذي ظل لقرون طويله يحكم فيه المتغلب ومن يمتلك القوة والعسكر ... الفكرة تعني ببساطه ان الجماهير التي كانت لا يحسب لها حساب في النمط السابق من أنظمة الحكم قادره على تغيير كامل النظام تغييرا جذريا متى أرادت ... هذه الفكرة لن تروق ابدا لأولئك المستفيدين من النمط القديم وسيسعون بكل ما يمتلكون لتدمير هذه الفكرة او تشويهها وهو ما يحصل الان في دول الثورات العربية وذلك أمر طبيعي جدا ومفهوم ... هذا الصراع بين النمطين القديم والحديث سيولد شكلا ثالثا هو ناتج صراعهما للوصول الى نقطه تعادل من نوع ما ... المهم في كل ذلك أن النمط الجديد لن يستمر فيه النمط القديم كما هو كما أن النمط الثوري الجديد سيتم فيه بعض التعديلات ... ما لم يؤمن الكل بهذه المعادلة فستستمر المحاولات اليائسة من الطرفين في الاصرار على نمط غير قابل للتحقيق وسيجد نفسه خارج التاريخ والمنطق !!!! 
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق