2017/10/03

( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ).

يقول المتخصصون في الفلسفة ان أمريكا لم ينشأ فيها أي تفكير فلسفي الا الفلسفة البراغماتية ... وهي الفلسفة النفعية التي تقول أن معيار صحة الفكرة هو مقدار مفعها والاستفادة منها ...ثم تم حصر هذا النفع فيهم هم كأمريكان ... لذلك فهم لا يفهمون كثيرا لغة الدين الأخلاق والحقوق والأدب والمدح والذم والشتم والأصول والقبائل والأجداد والأساطير... كلها لا تعني لهم شيئا ... ببساطة الأمريكي مادة محضة ... ويريدون تحويل العالم الى مادة أيضا ... مجرد مادة يتم استخدامها وفق قوالب وأنماط محددة ... وهم الى الآن ناجحون في ذلك عبر تفكيك كل المنظومات التي تعارض ذلك ... الحلم الامريكي هو تحويل العالم الى سوق كبيرة ... وقاعدة بيانات كبيرة ... وتحويل كل العمليات الى عمليات محددة ومعرفة ومحسوبة ومنمطة ... واختزال كل العالم في مجموعة أرقام مخزنة في غابة من الحواسيب ... المتابع لعالم التقنية والحواسيب سيفهم تماما ما أقول ... اننا في زمن محاربة أي منظومة قيمية أو أخلاقية ... ما يحدث للاسلام اليوم هو جوهر ما قاله صمويل هنتنجتون في كتابه صراع الحضارات عندما قسم العالم الى ست أو سبع حضارات ، وقال ان مشكلة الحضارة الغربية اليوم تتمثل في حضارتين هما الحضارة الصفراء (الصين) والحضارة الخضراء (الاسلام) .. وحدد تماما مشكلتهم مع هذه الحضارات ... وهو وجود نظام قيمي يعارض مشروع الهيمنة الغربي ... وقال ان هاتين الحضارتين وحدهما هما من يتبنيان مسألة الاستفادة من الحضارة المادية الغربية مع الاحتفاظ بنظامهم القيمي والاخلاقي المستند الى الدين او حتى الهوية الحضارية ... ويجب أن تنشأ على أطراف هذه الحضارات حروب دامية مستمرة لاستنزافها لتذعن أخيرا للدين العالمي الجديد (المادة والمادة فقط) !!!!
.
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق