من قرون عديدة رأينا حكاما أشكالا وألوانا ... حكمنا البعض باسم الخلافة الاسلامية ... وحكمنا البعض لأنه مغامر استولى على الحكم بطرق بهلوانية ... وحكما ملوك وأبناء عائلات عريقة ... وحكمنا شذاذ الآفاق ومن لا يعرف أصله ... وحكمنا أجانب مستعمرون ... وحكمنا من رفع شعار الجهاد ومحاربة المستعمر ... وحكمنا من رفع شعار الدولة الوطنية ... وحكمنا عسكريون ومدنيون ... مع كل حاكم من هؤلاء نجد من صفق وهلل وكبر وظن أن القادم أفضل مما مضى ... وفي أغلب المرات كان القادم أسوأ ... يتكرر المشهد مرات ومرات عبر تاريخنا ... ويتكرر الفشل ... ويتكرر التصفيق للقادم بدافع محاولة الخروج من المأزق عبر انتظار المخلص ... يبدو أننا لم نتعلم من الأمم من حولنا التي خرجت من هذا النمط المستحيل والتعويل على القدر في ايجاد حاكم جيد ... تلك الشعوب عندما امتلكت وعيها بدلت المعادلة ... وبدأت هي في صناعة الحاكم الجيد والعادل عبر تبديل الفرد بمؤسسة وآليات المراقبة والمحاسبة فأصبح كل حكامها عادلين جيدين والا وجدوا أنفسهم في المحاكم ... بينما لازلنا نحن نتظر خروج المهدي من سردابة ... والكارثة اذا اكتشفنا أن لا وجود لمهدي ولا حتى سرداب ... اننا تائهون !!!!
ي.أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق