2017/09/15

الجاهل كالساعة المليئة بالأوساخ

في نفاش مع صديق اليوم كان الكلام حول العادات والتقاليد المجتمعية وعلاقتها بواقعها التي نشأت فيه وكيف يمكن أن تكون مجرد حمل ثقيل متى تجاوزت زمانها كما يحدث معنا في كثير من الحالات ... فمثلا في أزمنة الجوع والعوز كان من علامات السخاء واكرام الضيف ان تقدم له وجبة مغذية ربما لم يحصل عليها من أيام ... بينما يكون نفس السلوك لا معنى له تقريبا في أوقات يكون فيها الأكل متوفرا وربما فوق حاجة الإنسان الطبيعية ... ايضا في حالات الزواج او زيادة مولود جديد او الانتقال لبيت جديد ... غالبا ما تكون هذه الأحداث مكلفة جدا ... فلم لا يتم الاقتصار على ما يقدم فيها للزوار الذين يأتون للمباركة على شئ رمزي بدل الولائم الكبيرة والتي تكون مصاريفها مجرد زيادة ارهاق للشخص المرهق أصلا.
.
عادة ما تكون المظاهر الاستهلاكية والمباهاة فيها شائعة في المجتمعات المتخلفة والتي تنتهز هذه الفرصة لتكريس المباهاة والاسراف بدون وجود أي علاقة لما يحدث بأصل الحدث أو المناسبة ... وبذلك يقع كامل المجتمع أسيرا لعادات مضرة ترتكز على التقليد بدل استغلالها وتبسيطها لتؤدي غرضها الأصلي وهو تقريب الناس لبعضهم البعض وصلة الرحم ومشاركة الأقارب والأصدقاء في افراحهم وأحزانهم ... وهكذا تنقلب هذه المناسبات لحدث يفرق ولا يجمع ويباعد بدل ان يقرب ... وينطبق على افراده المتمسكين بالقشور والعادات بدل الجوهر والمفيد مقولة الصادق النيهوم : "أن الجاهل مثل ساعة مليئة بالأوساخ تشير عقاربها عادة إلى منتصف الليل فيما يتناول الناس إفطارهم في الصباح" ... يمكن مقارنه ما نفعله بما يفعله غيرنا في مثل هذه الاحداث لندرك كمية العقد التي نعيشها ونقيد أنفسنا بها بلا أي نفع !!!!!!

ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق