ليست المشكلة في وجود الاحزاب والمذاهب والملل والاديان والفهوم المختلفة للواقع والحياة ... المشكلة كلها في الجهل بطريقة ادارة هذه الخلافات البشرية الطبيعية والموجودة غصبا عن الجميع ... البعض يريد أن يخرج من هذه المشكلة عبر زيادة التمسك برأيه والنظر اليه باعتباره الحل النهائي لكل المشاكل وتكفير وتتبديع وتخوين مخالفيه وهذا الامر بالذات هو ما يعقد الأمور أكثر وأكثر عبر ايجاد أشخاص يرون ان الحل هو قتل مخالفيهم ليصبح العالم نسخة مكررة عنهم ... لو فرضنا جدلا ان العالم كله توحد ليكون نسخة واحدة من رجل واحد يوما ما ... فان اليوم الموالي لهذا اليوم سيكون شاهدا على فناء الجنس البشري بشكل نهائي ... لو أراد الله أن يخلق الناس على شكل واحد لما أعجزه ذلك ... ولكن خلقهم بهذا الشكل المتنوع ليبتلي بعضهم ببعض وينظر مقدار صبرهم على اختلافاتهم ... الاختلاف رحمة لمن فهمه كما أنه نقمة لمن تعامل معه بأساليب حصرية لا ترى الدنيا الا أبيض وأسود بينما جمالها أن نراها بجميع الألوان ... وهذا يحتاج منا تدريبا عقليا ونفسيا تنشأ عليه الأجيال بدل تنشئتها على ضيق الأفق وتصور أن الحياة مجرد معركة للعناد وفرض الأراء على الغير !!!!
ي.أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق