2017/04/24

إيقاف التاريخ

 ظاهرة انسانية عامة مردها محاولة الاحتفاظ بنشوة الانتصار أكبر قدر ممكن ... تتمظهر عادة في دعوات الحتمية التاريخية التي تقود حالة مرغوبة او مثالية من وجهة نظر القائل بها لعل من أبرز مظاهرها تاريخيا هو الآتي :
- المدينة الفاضلة لدى افلاطون الذي زعم ان الحكم المثالي سيتحقق متى حكم الفلاسفة هذه المدينة وسيروها وستكون هي الحاله المثالية التي لا مزيد عليها !!!!
- المدينة المنورة حال وجود النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عند أصحاب الدعوات السلفية والتي يقولون جازمين انها أفضل المراحل الزمنية والتي يجب أن نسعى لاستعادتها والاستنان بها في كل شئ !!!!
- الحالة الشيوعية المطلقة عند ماركس والشيوعيين التي يجب ان تنتهي اليها المجتمعات بعد ان يتمر بمراحل صراع الطبقات والديالكتيك وعندها ستختفي كل مظاهر التطاحن والتظالم لاننا وصلنا الى شيوعية كل ما من اجله يتحارب البشر !!!!
- الحالة الامريكية وهيمنتها العالمية لدى فوكويوما في اطروحته نهاية التاريخ والانسان الاخير حيث افترض ان البشرية ستستقر على هذا الوضع ولن تتغير كونه مثاليا !!!!
- الحالة الجماهيرية لدى القذافي والتي لا تختلف كثيرا عن الطرح الشيوعي والمناداة بأنه هو الحل النهائي لمشكلة أداة الحكم عبر جعل الثروه والسلطة والسلاح بيد الشعب !!!!
- الحالة الثورية عند كل الثائرين لأنهم يعتقدون أن ما قاموا به هو الأفضل والأحسن والانسب وأن ما قدموه من تضحيات لابد وبالضروره أن تكون هي أسمى وأنقى الحالات البشرية !!!!
كل هذه الدعوات تؤمن ان التاريخ متحرك وان محركاته تختلف وتتنوع ... ولكنها تتناقض اخيرا بجعل حالتها المثالية التي ترى انها الحل الامثل سواء اكانت هذه القناعة هي علمية او فلسفية او انها ناتجة عن رغبه شخصية لا تريد لحالتها الخاصة من القوه والهيمنة ان تتغير ... هذه الدعوات باختلاف اسبابها هي مجرد افتراضات وأحلام اثبت التاريخ نفسه عدم جدواها وأن الظاهرة الانسانية متجاوزة لكل ذلك وأكثر تعقيدا من افتراضات باحث او رغبات راغب أو تضحيات مؤمن بفكرة ... جميل أن نفهم ذلك وأن نضع الامور في نصابها ونقدر لكل فعل او حالة ثقلها النسبي ... لكن الإصرار على فكرة واحدة والاصرار على ذلك لن يقودنا الا الى التحجر والتجميد ... والتاريخ هنا هو البراهان أيضا !!!!
ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق