2017/01/20

انغلاق


 القرآن الكريم كتاب المسلمين الخالد يروي صراحة كل انواع النقاشات والحوارات من نقاش ابليس لله ورفضه امر السجود لآدم، الى نقاش اليهود وزعمهم انهم شعب الله المختار، الى نقاش النصاري في زعمهم ان المسيح بن مريم هو ابن الله، الى نقاش الماديين وادحاض حججهم ... الى غير ذلك من نقاشات التي تشعرالقارئ بأنه كتاب نقاش وحوار ... ثم تترك حرية الايمان بكل هذه الحقائق للانسان نفسه بعد أن تقول له ان مغبة انكار الحقائق سيكون وخيما متى جحدت وانكرت بلا دليل.

.
الغريب في مسارنا التاريخي انه تم انتاج اصناف من المتدينين - وخاصة في الأزمنة المتأخرة التي تخلفنا فيها في كل شئ - يؤمنون انهم يمتلكون الحقائق المطلقة في كل شئ ويطلبون من غيرهم عدم اثارة ما اطمأنوا اليه من حقائق بل يتهمون كل من خالف مصادرهم ومشائخهم انهم مخالفون لهدي الدين وجادته ... ثم انقسموا هم انفسهم الى فرق واحزاب في فهم كلام هؤلاء الشيوخ وربما سفك بعضهم دم بعض دفاعا عن تعصباتهم.
.
 عدم الوعي بخطأ هذا المسلك الانغلاقي يحيل معتنقيه الى كائنات محنطة عقليا وروحيا يتلقون تعليمات الشيوخ والكهنة بطريقة تقارب الأوامر العسكرية ... وربما هذا ما يجعلهم يؤيدون تلك الأنظمة الدكتاتورية التي تتفق مع بنيتهم الفكرية القهرية ... عليك ان تسمع وتطيع لا أن تفهم وتتفاعل وترتقي وتتهذب.
.
 ان الرجوع الى زمن ازدهار الاسلام كمفكرين ومجتهدين يبحثون مساءله ويختلفون فيها حتى مع غير المسلمين ، وزمن ازدهار المسلمين وسيادتهم في امبراطورية كبيرة كان لها أثرلا يمكن انكاره في مسار العالم التاريخي ، سيخبرنا ان كل ذلك ارتكز على التسامح والحوار ... بينما انتكاستهم قد بدأت بتحريم الاجتهاد والتفكير على المستوى العقلي ثم انهيارهم كدول وكيانات على المستوى السياسي ... ولكن ضؤ الشمس غالبا ما يضر العيون المريضة الكليلة بينما تستمتع به العيون القوي الصحيح !!!؟؟؟!!!
.
 ي.أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق