2015/01/31

فشل

فشل الانظمة العربية تحت كل الافتات (العلمانية/ الاشتراكية / العسكرية/ اليسارية / الاسلامية) ... يجب أن يحفزنا على البحث فيما وراء هذه الشعارات المرفوعة لنصل الى المشترك بين كل هذه الحالات ... انه الانسان العربي ذاته الذي وصف بأنه قابل للاستعمار وللاستحمار والمسير بكمية هائلة من العقد المتراكمة تاريخيا عبر قرون من الظلام والفشل والاستعباد والابتعاد عن روح الدين والاخلاق والتشبت بالتالي بكل القشور والمظاهر السطحية ، والتي يبدو انها طبعت أمزجتنا ونفسياتنا لنتحول الى كائنات غير جادة في شأن من الشؤون الا قتل بعضنا بعضا تحت مختلف الشعارات من جديد ... ان الشعارات ذاتها هي أحد لعناتنا ... والواقع يثبت ذلك تماما !!!!!

ي.أ

2015/01/29

الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر

المتتبع للتاريخ الاسلامي يلاحظ تلازما بين حركات الجهاد والتحرر وحركات التزكية والتصوف ... بداية من الحروب الصليبية والزنكيين وصلاح الدين ووصولا الى عمر المختار وعبدالقادر الجزائري ... بينما نرى نبذا كاملا وعداءا من الحركات (الجهادية) اليوم للتزكية والتصوف ... هل من دارس لهذه العلاقة بين الجهاد والتزكية ... ودراسة عدم تزكية الافراد وكيف أنتج لنا وحوشا اليوم ... ببساطة نريد ان ندرس علاقة الجهاد الأكبر بالجهاد الأصغر !!!!

ي.أ

2015/01/27

الاقتصاد في السياسة

مشكلة الانسان العادي الكبري أنه ينظر بعين واحدة هي عين قلبه وعاطفته ... وغالبا ما تؤثر هذه النظرة فيه عميقا فهو يحب بكليته او يكره بكليته ... معظم الجماهير التي يتم تعبئتها سياسيا هي من هذا النوع ... المشكلة تبرز عادة عند تغير الخطاب السياسي للطرف الذي يهتف له في اتجاه معين نتيجة تغير الواقع او تغير الهدف او تغير المزاج ... سيرى الانسان العادي ان ذلك خيانة له بل احيانا ما يراه تخليا عنه ... هذا الاشكال ناتج عن عدم الفهم من عدة مستويات ... اولا عدم فهم ان السياسة ليست عقيدة بل هي ساحة صراع وان السياسي الناجح هو يتكيف حسب الظروف وان ما يعد تلونا ونفاقا هو جزء اساسي من العمل السياسي ... وثانيا عدم فهم دور الانسان البسيط في اللعبة ... فالانسان البسيط مثلنا لا يتم الاهتمام به الا لكسب صوته لا أكثر ولا اقل اما فيما عدى ذلك فلا دور حقيقي في اللعبة ... لكل ذلك كنت دائما ما اقول انه لا أحد يستحق أن ننحاز له بشكل كامل ولا ان نشيطنه بشكل كامل ... قد تعد هذه نظرة براجماتية نفعية وهي كذلك لأن اللعبه السياسية اليوم مؤسسة على المصالح لا المبادئ ويجب فهم ذلك والتعاطي معه بهذا الاسلوب ... والا فلن تستفيد الا ارتفاعا في ضغط دمك وازديادا في نسبة السكر نتيجة الخيبات المتتالية من الاخوة السياسيين ... لذلك لا بد من فصل الانفعال العاطفي عن الجماهير والاقتصاد في السياسة !!!!!!

ي.أ

2015/01/23

الجهل ... الخوف ... الخرافة


الخوف هو الأب المباشر للخرافة ... معظم ما نعتقد وننشأ من خرافات هي مجرد أوهام نحاول بها الهروب من خوف ما ... ولو كان هذا الخوف ناشئ من عدم معرفتنا وجهلنا او عدم اعتيادنا لما نخاف !!!!

ي.أ

2015/01/21

سبل الاصلاح


يمكن ان يتم اصلاح الانسان عبر اصلاح مكوناته :
- اصلاح النفس  بالتزكية والتهذيب.
- اصلاح العقل  بالتدرب على ادراك الحقائق.
- اصلاح العمل  بتحديد الاهداف والاجتهاد.
مجتمعاتنا تعاني تخلفا في كل هذه الميادين ... واي اصلاح او نهضة لن تتم بغير ذلك .

ي.أ

2015/01/20

آلية الاستقطاب والتفتيت



كلما خرج صوت او رأي او اتجاه يسلك البشر المبرمجين استقطابيا سلوكا غريبا تجاهه ... اما انحياز كامل وتبني كل ما فيه ... او انحياز كامل ضده وتجريم كل ما يحتويه ... ربما مرد ذلك هو نمط من التفكير شديد الحدية ... هو نفس تفكير الابيض والاسود ... معي او ضدي ... صديق او عدو ... هذه النمط بالذات هو القاعدة التي تم عليها كل الاطروحات والنظرية التي تسعى الى تفتيت المنطقة وتحويلها الى كيانات متصارعة ... كل مره يتم تسليط الضوء على جانب من جوانب الاختلاف فينا ليتم تقسيم المجموعة الى اقسام وكل قسم يمكن ان يموت في سبيل التمترس وراء الرأي الذي انحاز اليه ... هذه العقلية خطيره جدا وهي تخلق متطرفين باتجاهات متعددة لا يجمعهم الا التطرف والتحيز الشديد لما يتوهمون ... ومن امثلة ذلك :
- التقسيمات على خلفية دينية او مذهبية او حتى داخل المذهب الواحد بحيث ينحاز كل فريق لرأي او توجه ديني.
-   التقسيمات الاثنية والعرقية وتقسيم الناس الى جماعات تتميز عن غيرها فقط بسبب النسب او القبيلة.
- تقسيمات ايدولوجية بحيث يتبع كل فريق رأي سياسي او نظره فلسفية تفسيرية وترى فيها هي الفكرة الحقيقية.
- تقسيمات جهوية بحيث يرى اهل كل جهة انهم ارقى من غيرهم.
وغيرها من أي استقطابات اخرى يمكن قبولها متى كانت معتدلة ومبنية على اسباب موضوعية ... الا انها يجب ان ترفض بشدة متى ادت الى احداث شروخ مجتمعية او عداوات مفتتة لوحده النسيج في البلد ... ان العالم يمكن ان يحتوي كل هذه الاختلافات بل العاقلون هم القادرون على جعل كل ذلك مصدرا للغنى والتنوع لا للتخالف و التشاكس ... ان ألوان قوس قزح أجمل بكثير من ثنائية الابيض والاسود ... الا ان بعضنا يصاب بعمى الألوان ثم يصر بعد ذلك على ان ما يشاهده هو الحقيقي والصحيح والجميل  !!!!

ي.أ

2015/01/19

عقلية تسجيل النقاط


العالم مليء بالأفكار والاتجاهات والمذاهب والأحزاب والتوجهات والمدارس في كل شؤون الحياة تقريبا ... البعض ينحاز لأي منها لأسباب مختلفة ... البعض ينحاز لأنه مقتنع عقلا ... والبعض لأنه منحاز عاطفيا ... والبعض بلا أي سبب واضح الا أنه وجد محيطه بهذا الشكل فسايره ... والبعض طبعا ينحاز لأنه يرى في ذلك مصلحته ... بغض النظر عن كل هذه الاسباب الا أن الأغلبية من البشر فور اختيارهم لفريقهم يبدؤون في عملية تسجيل النقاط الإيجابية لصالح هذا الفريق وتسجيل النقاط السلبية في حق الخصم او المنافس او الغير ... برأيي ان هذا السلوك رغم شيوعه لا يدل الا على احد هذه الاشياء :
1- عدم الثقة في مبررات اختياراتنا بشكل عقلي مبرهن لذلك نبحث عن مؤكدات تؤكد صحة ما ذهبنا اليه ويأتي ذلك عبر زيادة عدد النقاط المسجلة لصالحنا .
2- محاولة تملق الجمهور والشركاء عبر ابراز انجازاتهم على هيئة نقاط.
3- محاولة تشويه المخالف لنا بكل سبيل ممكن عبر رصد أي اخطاء او نقاط سلبية.
4-  عدم استيعاب ان العالم مبني على الاختلاف اساسا وان التنوع فيه محتمل بل ربما كان مطلوبا بشدة لاستمرار التفاعل البشري.
ربما يكون هذا السلوك مشبعا للعاطفة ومنسجا مع السلوك الجماهيري للجموع ولكنه لن يكون مقنعا عقليا على الاطلاق ... فبمجرد التفحص البسيط سنجد لكل طائفه او فريق محاسن ومساوئ ... وهو أمر لا مهرب منه بحكم بشرية كل منا و إدراكنا جميعا لجوانب النقص فينا ... لذلك فعلى من اراد أن يكون موضوعيا في أحكامه ان ينحاز للحق مهما كان مصدره وان كرهناه ... وان يبتعد عن الباطل وان كان مصدره اقرب المقربين اليه ... وادراكنا انه لا يوجد من هو على الحق المطلق كما لا يوجد من هو شيطان بالمطلق ... مهمة شاقة ولكنها جديرة بالمحاولة !!!!!

ي.أ

2015/01/12

كان أبي !!!


- كان ابي عندما يشاهد تحدي القذافي لأمريكا خطبه ضدها يحكي لي قصة ذلك الليبي الذي خالف القانون فتمت مخالفته ابان الادارة البريطانية في ليبيا فبدأ يسب الشرطي ... فقال له يا عزيزي ادفع المخالفة وسب تشرشل شخصيا !!!!
- كان ابي عندما يشاهد خطب العرب الحماسية يحكي لي عن خطب وتحفيز الراديو المصري خلال حرب 67 وكيف فوجئوا باحتلال سيناء وكم بكوا لذلك ... ثم يحكي لي عن فرحهم في 73 ثم بكاءهم المر بعد توقيع كامديفيد !!!
- كان ابي عندما يرى صدام يتحدى الدول الكبري يقول لي هو اخذ منهم الاذن قبل دخول الكويت وسمحوا له بذلك ثم انقلبوا عليه !!!!
- كان ابي عندما يرى المؤتمرات حول فلسطين يقول لي لا تصدقهم فكلهم وقع على بيعها من سنين كثيرة !!!
توفى ابي وكنت استغرب جدا من كلامه واتصور انهم جيل اعتاد الهزائم ومحبطين حتى فقهت قليلا ما يجري حولي ومن هذه الاكتشافات ما يلي :
- اكتشفت انهم هم من نصبوا حكامنا وانهم من يزيلونهم ليضعوا بدلا منهم اخرين ... لكن ما لم استوعبه جدا ان الناس ينقسمون بين مؤيد ومعارض لهؤلاء المنصبين مع ان الذي قام بالتنصيب واحد !!!
- اكتشفت انهم يسمحون لبعض مغفلينا باللعب جزئيا في اللعبة حتى يظن هذا المغفل انه الاعب الابرز الذي لا يمكن تجاهله ... ثم يحجمونه ليتفوق خصمه ويظن نفس الظن ... وعند انهاك الاعبين يؤتى بلاعب من الاحتياط وتستمر المبارة على نفس المنوال !!!!
- اكتشفت انهم يلعبون فقط على تناقضاتنا وأطماعنا الشخصية ويسخرون أحقرنا وأخسنا ليكون هو المتحكم فتنتشر الحقارة والخسة لدى الجميع فالحاكم كالسوق ما نفق عنده جلب اليه !!!
- اكتشفت ان هذه الانظمة تحارب الناجح حتى يفشل وتحارب النظيف حتى يشوه ولا فرق هنا بأن نرفع شعار الاسلام او القومية او الدولة الوطنية مادامت بنية التخلف واحدة ... فسواء لبس الحمار حريرا او ذهبا فان ذلك لا يخرجه من دائرة الحمورية !!!!
- اكتشفت انهم يزرعون الاحقاد في المجتمعات لتبقى عقودا في مستنقع الحقد لا تبني ولا تنتج وانما تكتفي بانتصارات وهمية على بعضها البعض لتكون النتيجة صفرا ... ولكنه صفر بحجم أمة !!!!

ي.أ

في النقد


النقد نشاط بشري بامتياز وهو احد تجليات الوعي الانساني ... الا انه أحيانا يكون مزلقة للأقدام موهم للافهام ... فأول الاشكاليات هو الدافع لهذا النقد ... متى كان الدافع هو التشفي او الاستهزاء او حتى التزلف لشخص او جهة فقد النقد كل بريق وصار مجرد أداة كغيره من الادوات المستخدمه في المعارك والخصومات ... الاشكال الثاني هو طريقته فمتى كان متحيزا او مبنيا على مغالطات او متجاوزا للموضوعية صار هذا الفعل خارجا عن موضوعه ... الاشكال الثاني التعصب له ... فالنقد في حقيقته رأي قابل هو بدوره للنقاش والنقد متى أعجب به صاحبه او ظنه فوق النقد كان عدمه خير من وجوده !!!!

ي.أ

تناقض !!

من أوجه تناقضاتنا الغريبه أن كل المسلمين اليوم يدعون الغربيين الى عدم الخلط بين الاسلام والارهاب وأن التعميم مسلك عملي وعقلي خاطئ ... بينما المسلمون انفسهم لا يتورعون عن تعميم كل قبيح في حق طائفه او قبيله او مدينه او بلد بمجرد الاختلاف معه ... يا سادة ألسنا نحن اولى بهذه النصيحة !!!!
ي.أ

الهوى

" لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك"
ليس دائما المعارك بين حق وباطل كما نحب ان نصور ... بل في اغلبها هي معارك بين أهواء ورغبات ومصالح متنوعة ... في هذه الحالة يكون الحق والباطل مختلط ببعضه البعض بشكل عجيب ولا يمكن تمييزه وليس هو المعيار اصلا ... بل المعيار هو ما نريده ولا يريده الطرف الاخر ثم يلبس كل طرف منا وجهة نظره كل الحق ويلبس وجهة نظر خصمه كل الباطل !!!!
رحم الله ابن عطاء الله السكندري صاحب العبارة ونفعنا بحكمه وعلومه .. أمين .
...
ي.أ

2015/01/10

هروب !!!

نغمة تتكرر بشكل كبير ... كلما اشتدت الازمات يتم استعادة ما قاله القذافي او ابنه سيف والتأكيد على صحته من ان الليبيين سوف يقتتلون وانهم سوف ينقسمون وغيرها ... حقيقة انا لا ادري ما الهدف من هذا الكلام اصلا ... هل هو التأكيد على انهم كانوا على حق مثلا ؟ ولو فرضنا انهم كانوا على حق ما الذي سيؤثر هذا ايضا في حاضرنا ؟ ... ام هو التأكيد على وجود اناس اوصياء على هذا الكلام وينفذونه ... حتى لو صح ذلك فيجب ان يكون البقية يشتغلون في الاتجاه المضاد ... اعتقد انها احد المشاجب الجاهزة لتحم...يلها فشلنا ... فنحن نتهم القذافي عندما كان حيا في الجلسات المغلقة ... كما نتهمه اليوم جهارا ... ايها السادة ان دخول بلد في فوضى عقب ثورة ليست نبؤه ولا تحتاج الى عبقرية بل هي حقيقة تاريخية و وجودية ... هذه الفوضى ناتجة من تحطم مراكز القوى القديمة ونشؤ مراكز قوى جديدة والصراع بين القديم والجديد او الجديد والجديد ... خاصة ان النظام السابق اكد على خلق مجتمع تظالمي لا يمنع افراده من التظالم الا وجود قبضة حديديه تقتل وتسجن ... الطبيعي جدا انه متى زالت هذه القبضة ستبرز كل انواع المظالم ... لذلك نحن اليوم نقول انه لا اصلاح ولا تفاهم الا الاصلاح القائم على الاقناع والاقتناع واي أي حلول بوليسية او عسكريه ما هي الا تأجيل للخلافات والتقاتل الى فرصه قادمه لا اكثر ولا اقل ... لن ينصلح المجتمع بنظام امني صارم يودع المخالف لها في السجون ولا بسلطة دينية صارمة تتوعد المخالف لها بالخلود في النار ... بل لا بد من قناعة حقيقية لدى اغلب الافراد بضرورة الاصلاح والعدالة ليتم خلق ميثاق مجتمعي يؤكد على ذلك ويحترمه ... كل ما تبقى هو مجرد اضاعة للأوقات والجهود لا أكثر ولا أقل !!!!!

ي.أ

تنوعات الخطاب

العاقل هو الذي يفهم ما يقال ويفهم غيره ما يقول ... لذلك توجد انواع مختلفة من الخطاب ... يوجد خطاب هدفه التحشيد لفكرة ما واثارة الانتباه لها ... بينما يوجد خطاب هدفه التحقيق العلمي وابراز الحقائق ... كل العاقلين يفهمون ذلك ... حتى دينيا يوجد خطاب مفوهون يلفتون انظار الناس الى ما يهمهم ويوجد علماء محققون يفتون الناس فيما يقع لهم ... ولا يجوز الخلط بين الامرين فلا يؤخذ من الخطيب فتوى كما لا يهتم الفقيه كثيرا بالخطب ... الأمم الكبيرة والواعية تدرك ذلك تماما ففي أمريكا مثلا توجد القنوات الاعلامية كما يوجد المفكرون من طراز نعوم تشومسكي ومراكز الابحاث ... لا يعد ذلك نفاقا ولا تلاعبا وانما هو تطبيق قاعدة تقول انه لكل مقام مقال ... من اسباب خيبتنا الكبرى الخلط بين هذه الامور وعدم فهمها على أعلى المستويات للأسف... وبالتالي لا نفهم ما يقال لنا ... كما اننا لا نستطيع افهام غيرنا ما نريده !!!!!!

ي.أ

كما تكونوا ...

الذي لا يتحمل خلافا في مسألة فقهية فرعية هي الاحتفال او عدم الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ... بل يقيمها حربا كل عام لتأييد هذا الرأي او مخالفته ... كيف يمكن ان يقيم دولة يكون فيها الخلاف السياسي ممكنا ؟ ... والذي تعود ان يأخذ الاوامر من الاعلى رتبة وينفذها بلا نقاش كيف يمكن ان يقيم دوله تعددية ؟ ... والذي عاش في مجتمع ابوي يقدس فيه كلام الاكبر سن بلا نقاش كيف يمكن ان يقيم دولة تحترم الرأي المخالف ؟ ... ان طبيعة الحكم والأشخاص مرتبط ارتباطا كليا بالمجتمع الذي افرزه... فلا يمكن ان يخرج علينا غاندي في ليبيا مثلا ... كما لا يمكن ان يخرج عليهم القذافي او جبريل او صوان او حفتر او بلحاج او عاهات البرلمان والمؤتمر في بريطانيا مثلا لأن سخافات هؤلاء تجاوزتها تلك الشعوب بمراحل ... وصدق الصادق المصدوق عندما قال (كما تكونوا يولى عليكم) ... ورحم الله الشيخ الغزالي العالم الرباني عندما قال (ليست المسألة هي تغيير الحكام بل الأهم هو تغيير الشعوب ... فاذا تغيرت كان تغيير الحكام امرا تابعا لتغيرها) ... نحن دكتاتوريون بنائيا أيها السادة !!!!

ي.أ

في فلسفة الثورة

التطرف هو رد طبيعي على التطرف ... الكارثة ان المتبادر الى الذهن عند ذكر التطرف هو التطرف الديني ... بينما انواع التطرفات كثيرة جدا ... كانت الثورة على الدين في أوربا القرون الوسطى نتيجة تطرف الكنيسة ... لكن تطرفها كان تطرفا استبداديا بمعنى ان الناس ثاروا ضد هيمنة رجال الدين الذين كانوا هو الحاكمين فعليا الى درجة مناداة الثوار بشنق اخر ملك بأمعاء اخر رجل دين ... الحقيقة ان المسأله في جوهرها هي مسألة السلطة والامعان في ممارسة السلطات سواء ...كان هذا المتسلط رجل دين او عسكري او رأس مالي ... ان سلطة الدين وسلطة السلاح وسلطة المال وأخيرا سلطة الاعلام متى ما استخدمت بشكل مبالغ فيه فهي القادحة لشرارة الثورة ضدها ... ومتى شعر المتسلط عليه بذلك ثار ... ميزة زمننا هذا ان اثارة الجماهير على أي نوع من السلطات سهلة ومتاحه عبر وسائل الاعلام وادوات التواصل ... هذه الثورات ستبرز بشكل اكبر في المجتمعات المتخلفة بينما تبتعد عنها المجتمعات الاكثر تقدما لسبب منطقي هو ان المجتمعات المتقدمة قد مرت بهذا الدور قبلنا واستطاعت الوصول الى صيغه مجتمعية تمنع تسلط أي هذه القوى بشكل مبدأي ولو بصورة شكلية وقانونية ... بينما نحن ما زلنا نخوض في هذا المستنقع ... فمثلا الثورة ضد العسكري قد توقعنا في براثن الديني والثورة عليهما قد توقعنا في استبداد رؤوس الاموال لأننا لم نصل لصيغة التوازن تلك ... السبب الاخر لمشكلتنا الثورية هي خلفيتنا الواحدية في التصور ... فالحاكم لازال في اذهاننا هو من يملك البلد والسلاح والمال والاعلام بينما في تلك المجتمعات الحاكم هو المنظم والمانع لطغيان جانب على جانب وهو ايضا مراقب من هذه الجهات ... بمعنى ان الحكم تشاركي والرقابة على عدم الاستبداد ايضا تشاركية ... توازن وان كان نظريا الا انه يلزمنا كثير من الدماء لكي يتم ترسيخه في العقل الجمعي لمجتمعاتنا !!!!

ي.أ